الاردن: مطالبة باقالة وزير الاوقاف بسبب صلاة اليهود في مقام اسلامي جنوبي المملكة

تاريخ النشر: 02 أغسطس 2019 - 05:26 GMT
ارشيف

طالب نائب اسلامي اردني الجمعة، بإقالة وزير الاوقاف بعدما حمله المسؤولية عن تسلل اسرائيليين الى مقام ديني اسلامي جنوبي المملكة وادائهم صلوات تلمودية فيه، رغم وجود قرار سابق بمنع حصول ذلك.

وكان تسجيل فيديو بث الخميس، كشف عن اداء مجموعة من اليهود الاسرائيليين صلوات وطقوسا دينية تلمودية في "مقام النبي هارون" بمنطقة البترا بمحافظة معان جنوبي المملكة.

وإثر ذلك، قرر وزير الأوقاف عبدالناصر ابو البصل إغلاق المقام وتسليم مفاتيحه لمديرية أوقاف محافظة معان وعدم السماح لأي زائر من دخول المقام الا بعد حصوله على موافقة الوزارة، بحسب بيان صادر عنها..

واستنكرت الوزارة في بيانها "ما حدث داخل مقام سيدنا هارون" مؤكدة "رفضها الشديد لمثل هذه التصرفات المرفوضة بشدة". كما اعلنت أنها ستقوم بفتح تحقيق حول ما حدث ومحاسبة من سمح لهم بدخول المقام.

لكن النائب الاسلامي سعود ابو محفوظ اعتبر أن قرار الوزير لا يعفيه من المسؤولية عما حصل، وطالب بإقالته.

وقال ابو محفوظ في تصريح نشرته وسائل اعلام محلية "أكرر ندائي بإعفاء معالي وزير الاوقاف من موقعه، ولايعفيه انه امر باغلاق المسجد، وسحب المفاتيح بعد خراب البصرة". 

ولفت الى انه كان قد حذر مسبقا مما وصفه ب"الخطر اليهودي الداهم" على البتراء ومحيطها.

واوضح "أمس الخميس، وعلى مسامع معالي وزيرة السياحة وفريقها، ضمن اجتماع لجنه السياحة النيابية، لمناقشة تعديلات قانون البتراء، وفي احدى مداخلاتي تلوت عليهم (1200) كلمه مكتوبة، عن المخاطر التي تتعرض لها البتراء ومكوناتها، والخطر اليهودي الداهم على محيطها".

واضاف "تطرقت إلى الممارسات اليهودية للسياح الشرسين، وضربت لهم مثلا مقام "هارون"، والحقيقة انه ليس هناك مقام لهارون ولا ما يحزنون، فهارون مات في سيناء ودفن فيها، وهذا معلوم".

وبين ابو محفوظ ان "المسجد الجليل والجميل الموجود في أعالي البتراء، كان لخدمة موقع عسكري مملوكي، بناه الفاتح محمد الناصر بن قلاوون الشركسي عام 1326م، على انقاض مصلى شيده الظاهر بيبرس الكازاخستاني عام 1264م".

وحذر النائب الاسلامي من ان "المسجد ومحرابه ومصلاه، متاح ومستباح للسياح اليهود من كل جنس، الذين يبحثون عن المفقود، ويطمسون الموجود، والمحترفين في سياحة -النبش- وسياحة -الدفائن- والسياحة -الليلية المشبوهه". 

*الحارس فتح لهم الباب
على صعيده، سارع رئيس سلطة إقليم البترا سليمان الفرجات الى التنصل من المسؤولية عن دخول اليهود وصلاتهم في المقام، وتحميلها الى وزارة الاوقاف.

وقال الفرجات في تصريح لموقع "عمون" إن "مسؤولية الوزارة تتمثل بولايتها على المسجد والمقام ومسؤولية الاقليم بحدود سلطة الاقليم الجغرافية".

وأشار إلى "فتح تحقيق حول تسلل هؤلاء السياح اليهود إلى داخل المسجد والمقام رغم قرار المنع، وذلك بعد معلومات تفيد بقرب وصول افواج سياحية من اليهود ستصل تباعاً لزيارة المقام بسبب احتفالهم بعيد مولد النبي هارون عليه السلام، في هذا التوقيت"، مؤكداً ان "الحارس هو من قام بفتح باب المسجد والمقام، رغم المنع".

ولفت الفرجات الى "غضب اهالي البترا مما حدث"، مؤكدا أن السلطة وبالتعاون مع وزارة الأوقاف "لن تسمح بأي مظهر ديني غير إسلامي في المقام"، وأنه "سيتم التنسيق بشكل مسبق عند فتح المقام في الوقت المناسب في المرات المقبلة".

وشدد على ان "المقام للمسلمين وبنيّ أيام المماليك ولا علاقة لليهود به لا تاريخياً ولا أثرياً".

* الزيارة لم تكن الاولى
وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل صورا على قالوا انها لزيارة مجموعة من اليهود الى مقام سيدنا هارون عليه السلام.

وقال موقع "خبرني" ان الصور "جزء بسيط من البوم كبير ضم 91 صورة نشرها موقع اخباري عبري ، واكب زيارة يهود الى مقام سيدنا هارون عليه السلام في عام 2013".

وبحسب الموقع فقد شارك عشرات اليهود في رحلة (حج) الى مقام النبي هارون حاملين معهم التوراة ، ومرتدين القلنسوة اليهودية (الكيباه) ، لايحاء ذكرى وفاة النبي هارون عليه السلام.

وتؤكد الصور ان الزيارة الاخيرة الى مقام هارون والتي اثارات الجدل واغلق على اثرها المقام قبل ايام لم تكن الاولى لمجموعات يهودية الى المقام.

وقد تزامنت الحادثة الاخيرة مع جدل تشهده البلاد حول فيلم سينمائي يتم تصويره في البلاد تحت اسم “جابر والصخرة”، يدّعي حق اليهود في فلسطين وجنوب الأردن.

ومقام النبي هارون هو ضريح تاريخي يقع على أحد جبال البتراء الأردنية جنوبي البلاد، يعتقد بأنه للنبي هارون.

ويرتبط الأردن وإسرائيل باتفاقية سلام جرى توقيعها عام 1994، إلا أن العلاقات رغم ذلك تشهد توترا بين البلدين جراء ما تقوم به السلطات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، الذي تتولى المملكة مهمة الوصاية عليه.‎

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن