قرر الاردن اغلاق محال بيع الخمور بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج التي يحتفل العالم الإسلامى مساء الأربعاء، فيما دعا إمام وخطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري لشد الرحال الى المسجد في هذه الذكرى، ونددت دار الافتاء المصرية بالاصوات التي تحرم الاحتفال بالمناسبة.
وقالت وسائل اعلام اردنية ان وزير الداخلية مازن الفرايه اصدر قرارا باغلاق جميع محلات بيع المشروبات الروحية بالقارورة اعتبارا من الساعة التاسعة من مساء اليوم الاربعاء ولغاية الساعة السادسة من صباح السبت بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج وتقديرا واجلالا لهذه المناسبة الكريمة.

شد الرحال للأقصى
ومن جانبه، دعا إمام وخطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري لشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك الخميس المقبل- بمناسبة حلول ذكرى الإسراء والمعراج.
وشدد صبري الذي اعتقلته القوات الاسرائيلية غداة هذه الدعوة، على ضرورة نصرة المسجد الأقصى في كل المحافل، مؤكداً ضرورة مراعاة التقيد بالتعليمات الصحية والسلامة العامة؛ نظراً لتفشي جائحة فيروس كورونا.
واعتقلت شرطة الاحتلال الشيخ صبري من منزله في حي الصوانة.بالقدس المحتلة في وقت سابق من صباح الاربعاء.

وأوضح الشيخ أن معجزة الإسراء والمعراج وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي مرتبطة بعقيدة المسلمين، وأن من واجبهم استثمار هذه المناسبة للمرابطة وأداء الصلوات في المسجد الأقصى والمشاركة في حلقات الذكر وحضور الدروس التي تشرح حادثة إسراء الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس وعروجه إلى السماوات العليا.
وأشار صبري إلى أن المسجد الأقصى شهد مؤخراً تصعيداً ملحوظاً من اقتحامات الجماعات اليهودية المتطرفة لأبوابه وساحاته ومحاولاتهم أداء طقوسهم التلمودية داخل باحاته الطاهرة. ونبه إلى أن الاحتلال يواصل شق الأنفاق أسفل الأقصى وحوله بدعم من الجمعيات التلمودية لتحقيق هدفهم في السيطرة عليه.
وناشد الشيخ عكرمة الدول العربية والإسلامية تعزيز صفوفهم وتكثيف جهودهم وتوحيد مواقفهم لصون المقدسات الدينية والأملاك الوقفية في مدينة القدس وفلسطين، ومواجهة الحملات العالمية المضادة للدين الإسلامي والعمل على نشر تعاليمه ومبادئه القائمة على الوسطية والمحبة والعدل.
واقتحم عشرات المستوطنين تقدمهم الحاخام يهودا غليك صباح الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال التي واصلت فرض التقييدات المشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد عشية ذكرى الإسراء والمعراج.
وتواصل شرطة الاحتلال التضييق على دخول الفلسطينيين من الداخل والقدس للأقصى، وتحتجز بطاقاتهم الشخصية عند بواباته الخارجية.

الإفتاء المصرية تحسم الجدل
هل صعد الرسول الكريم إلى السماوات العلا بالجسد والروح، أم كانت رؤيا منامية؟، وهل يجوز الاحتفال بكرى الاسراء والمعراج؟ دار الافتاء المصرية أجابت عن كل ذلك.
وقالت الدائرة في صفحتها على فيسبوك: المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجب؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.
وقالت دار الافتاء: الإسراء والمعراج معجزة اختص الله بها النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم تكريمًا له وبيانًا لشرفه صلى الله عليه وآله وسلم وليطلعه على بعض آياته الكبرى؛ قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، وقال تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 1-18].
أضافت دار الإفتاء: وقد اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، فالإسراء تحدث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويمكن للسائل أن يراجع الأحاديث التي وردت في مظانها، وأما المعراج فقد وقع خلاف فيه هل كان بالجسد أم بالروح - أي رؤيا منامية - وجمهور العلماء من المحققين، على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة، وما يراه بعض العلماء من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية، فإن هذا الرأي لا يعوَّل عليه؛ لأن الله عز وجل قادرٌ على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه، كما أسرى به بجسده وروحه .
وأوضحت: إذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الإسراء صراحة وعن المعراج ضمنًا، فإن السنة جاءت مصرحة بالأمرين الإسراء والمعراج .
واختتمت دار الإفتاء: وفي واقعة السؤال: نفيد بأن الرسول الكريم قد أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا بروحه وجسده جميعًا، وأننا ننصح السائل بأن البحث في مثل هذا قد يلفت المسلم عما هو أجدر بالاهتمام في عصرنا هذا ويلفته عن الاشتغال بواجب العصر .