الاسد يثمن الموقف الروسي ومقتل 7 اشخاص في عمليات امنية

تاريخ النشر: 29 أغسطس 2011 - 06:30 GMT
بشار الاسد
بشار الاسد

اكد الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين تقديره لموقف روسيا "المتوازن" اثناء استقباله مبعوثا روسيا بينما قتل سبعة اشخاص وجرح عشرات في ريف دمشق وشمال غرب سوريا اثناء عملية شنتها قوات الامن السورية التي اقتحمت ايضا بلدة بالقرب من الحدود اللبنانية.
وعبر الرئيس السوري بشار الاسد اثناء استقباله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين عن "تقديره الكبير لموقف روسيا المتوازن ازاء التطورات" التي تشهدها سوريا، كما افادت وكالة الانباء السورية (سانا).
وخاضت روسيا اختبار قوة مع الغربيين الجمعة في مجلس الامن الدولي لدى تقديمها مشروع قرار بشأن سوريا يلغي العقوبات التي يفرضها مشروع قرار اخر منافس للاوروبيين.
والمحت موسكو التي تكتفي بدعوة الرئيس الاسد الى تسريع الاصلاحات، الى انها قد تستخدم حقها في النقض (الفيتو) على اي قرار بفرض عقوبات يطرح للتصويت.
وقالت سانا ان المبعوث الروسي سلم رسالة خطية الى الرئيس السوري من نظيره الروسي "تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ورؤية روسيا لتطورات الاوضاع في المنطقة وخاصة الاحداث التي تشهدها سوريا".
ونقلت الوكالة عن المبعوث السوري تأكيده ان "الموقف الروسي ما زال ثابتا تجاه سوريا".
وعبر بوغدانوف "عن دعم بلاده لنهج الاصلاحات التي تقوم بها سوريا في المجالين السياسي والاقتصادي واملها في دوام الامن والاستقرار واهمية استمرار التنسيق بين البلدين على المستويات كافة"، بحسب الوكالة.
ولفت الرئيس السوري من جهته الى ان كل "خطوة قطعتها سوريا في استصدار قوانين تؤسس لمرحلة سياسية جديدة كان يتبعها تصعيد للحملة الاقليمية والدولية على دور سوريا العربي والاقليمي".
واكد بوغدانوف الذي التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بلاده "تعتبر سوريا من اهم الاصدقاء في المنطقة وتربطنا منذ عقود علاقات التعاون المثمر والصداقة والعواطف المتبادلة".
وبالتزامن مع ذلك، توصل الاتحاد الاوروبي الى اتفاق مبدئي الاثنين بشان حظر استيراد النفط من سوريا بسبب حملة القمع التي يشنها النظام ضد المتظاهرين، حسب ما افاد دبلوماسيون.
وصرح الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "هناك توافق سياسي على فرض حظر اوروبي على استيراد منتجات النفط السوري".
وذكر دبلوماسي اخر ان جميع المندوبين الذين شاركوا في اجتماع الخبراء لدول الاتحاد ال27 في بروكسل ايدوا فرض العقوبات الجديدة.
ياتي ذلك فيما قتل سبعة اشخاص بينهم طفل وجرح العشرات خلال عمليات امنية عندما اقتحمت اليات عسكرية وامنية الاثنين بلدة في ريف دمشق واخرى شمال غرب سوريا في حين اقتحمت اليات عسكرية بلدة تقع على الحدود مع شمال لبنان، حسبما اكد ناشطون.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان "عشرات الاليات العسكرية والامنية اقتحمت مدينة سرمين في ريف ادلب (شمال غرب) وبدأت حملة مداهمة للمنازل جرى خلالها اطلاق للرصاص".
واوضح ان ذلك "اسفر عن مقتل خمسة اشخاص بينهم طفل واصابة ستين شخصا بجروح واعتقال العشرات".
واشار مدير المرصد الى ان "القوات تقوم باطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة على المنازل ما تسبب بهدم جزئي لستة منازل". وتابع ان "بين القتلى شخص قتل عندما تهدم المنزل الذي يقطنه عليه".
كما اضاف المرصد "قتل ناشط (ضابط سابق) واصيب ناشطان اخران في كمين نصبه لهم رجال الامن في بلدة كفر نبل (ريف ادلب)"
وافاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان ان "شخصا قتل في مدينة قارة (ريف دمشق) اثناء اقتحام منزله".
واضاف الاتحاد ان "عدة اشخاص اخرين اصيبوا باطلاق نار من قبل الامن التي اقتحمت المدينة فجر اليوم من الجهة الجنوبية بحوالى عشر حافلات مدعومة بمدرعات الجيش مع اطلاق نار عشوائي".
وتابع الاتحاد في بيانه ان "حظر تجول فرض مع بدء حملة مداهمات وتخريب للممتلكات وبحث عن مطلوبين على قوائم معدة سابقا في الشارع حيث اعتقل العشرات".
وكان المرصد اشار الى ان "حملة الاعتقال (في قارة) شملت نحو اربعين شخصا حتى الان"، لافتا الى ان القوات الامنية "نصبت رشاشات على اسطح المباني الحكومية".
كما افاد مدير المرصد ان "اليات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند وسيارات عسكرية اقتحمت صباح الاثنين بلدة هيت التي تقع على بعد كيلومترين عن الحدود مع شمال لبنان".
واضاف ان "اصوات اطلاق نار كثيف تسمع منذ الساعة التاسعة (6,00 تغ)" مشيرا الى "سقوط خمسة جرحى".
واكد الناشط انه "تم خلال العملية احراق منازل لناشطين مطلوبين في هذه البلدة التي اعتقل فيها 13 شخصا".
وذكر مدير المرصد ان "حملات اعتقال ومداهمات واسعة جرت في قدسيا (ريف دمشق) وداعل (ريف درعا) حيث اعتقلت الاجهزة الامنية ستة اشخاص من عائلة واحدة".
وكان الاسد ابلغ في 17 اب/اغسطس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان العمليات العسكرية ضد المعارضين "قد توقفت" في بلاده، حسب ما اعلن متحدث باسم الامم المتحدة.
وقال مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق في بيان ان هذا ما اجاب به الرئيس الاسد خلال محادثات هاتفية مع بان كي مون الذي طالب بان "تتوقف جميع العمليات العسكرية والاعتقالات الجماعية فورا" في سوريا.
واعرب الامين العام للامم المتحدة عن "انزعاجه" ازاء الاخفاق المتكرر للرئيس الاسد في الوفاء بالوعود التي قطعها بما في ذلك وقف حملته العسكرية على المحتجين.
ودعا ناشطون الاثنين الى التظاهر بعد صلاة عيد الفطر والى متابعة الاعتصامات في كافة المدن السورية حتى اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال الناشطون على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك " انه "في العيد مظاهرات عارمة بعد صلاة العيد مباشرة (...) واعتصامات في كل المدن حتى اسقاط السفاح".
كما دعت الى التظاهر مواقع ثانية صديقة للثورة السورية منها "يوم الغضب السوري" التي هنات الشعب السوري بحلول العيد وقالت "كل عام وانتم احرار".
ودعت سوريا الى التماس هلال شهر شوال مساء الاثنين الموافق في 29 من شهر رمضان وفي حال مشاهدة الهلال فسيكون اول ايام عيد الفطر هو الثلاثاء والا فسيكون الاربعاء عند اكتمال الشهر ايامه الثلاثين.
من جهتها، افادت وكالة سانا ان "مجموعة مسلحة قامت صباح اليوم (الاثنين) باختطاف القاضي عدنان بكور المحامى العام بحماة اثناء توجهه الى عمله (...) مع سائقه بهاء اليوسف ومرافقه محمد صدراوي".
ونقلت الوكالة عن قيادة شرطة المحافظة "ان عملية الاختطاف جرت عند وصول القاضي ومرافقيه الى قرية كرناز حيث اعترضهم سبعة مسلحين ببنادق حربية وأسلحة رشاشة كانوا يستقلون سيارة بيك أب نوع تويوتا لها صندوق خلفي وسرفيسا من نوع مازدا واقتادوهم إلى جهة مجهولة تحت تهديد السلاح".
وكان ستة اشخاص قتلوا امس خلال عمليات عسكرية وامنية في مدن سورية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ان "ثلاثة اشخاص قتلوا مساء الاحد في مدينة البوكمال بالقرب من الحدود مع العراق وقتل شخصان وجرح تسعة آخرون في مدينة خان شيخون (ريف ادلب) وقتل شخص في بلدة انخل القريبة من درعا (جنوب)"، مهد الحركة الاحتجاجية منذ منتصف اذار/مارس الفائت.
وادى قمع الاحتجاجات غير المسبوقة في سوريا والتي اندلعت منتصف اذا/مارس الى مقتل 2200 شخص بحسب حصيلة للامم المتحدة.
وتشير منظمات حقوقية الى ان بين القتلى 389 جنديا وعنصر امن في غياب احصاء رسمي.
وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن