كانت منى قعدان (40 عاما) تحلم عندما افرج عنها ضمن صفقة تبادل الاسرى مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، ان تشمل العملية ايضا زوجها المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة ثلاث مرات وخمسة عشر عاما وان تبني اسرة معه، لكن هذا ما لم يحصل وينبغي عليها الانتظار..الى اجل غير مسمى.
منى فلسطينية من بلدة عرابة في قضاء جنين سجنت مرات عدة في السجون الاسرائيلية، بعد اتهامها بالانتماء الى منظمة الجهاد الاسلامي.
وهي عقدت قرانها مع السجين ابراهيم اغبارية (46 عاما) خلال وجودهما في السجون الاسرائيلية العام 2007.
في بيتها في بلدة عرابة المحاط بشجر الزيتون والرمان تقول منى لوكالة فرانس برس "التقيت مع خطيبي ابراهيم مرة واحدة في المحكمة الشرعية في مدينة الناصرة عند عقد قراننا وتعاهدنا ان نبقى اوفياء وينتظر احدنا الاخر الى حين تحرره من السجن".
وتروي منى صاحبة البشرة الحنطية، "سمعت عنه للمرة الاولى من اخي السجين معه، وسمع عني بالاعلام، لكني احببته لكثرة ما تحدث عنه اخوتي. اعجبتني شجاعته هو الذي ضحى من اجل القضية الفلسطينية".
وكانت منى موقوفة منذ ايار/مايو الماضي بتهمة ادارة جمعية "البراء" للايتام في جنين التي اعتبرتها اسرائيل محظورة، عندما افرج عنها في صفقة التبادل في 18 كانون الاول/ديسمبر 2011.
وتمضي قائلة "كنت اعتقد انه سيخرج من السجن في صفقة التبادل. لقد امضى مدة 20 عاما" مضيفة "كنا نحلم بهذا اليوم، لكن خاب املنا".
وتضيف "انه عربي اسرائيلي ووضع تحريره صعب جدا".
وتؤكد منى انها ممنوعة من زيارة اغبارية منعا باتا موضحة "عندما طالب خطيبي بحقه بتلقي زيارة مني جلبوا له لائحة اتهام في حقي وبلغوه بانهم سيعيدونني الى السجن اذا طالب بالزيارة".
وتوضح ان وسيلة التواصل الوحيدة بينهما هي الرسائل، "فمسموح له ان يرسل رسالتين من داخل السجن وان يتلقى رسالتين من عندي، وقد وجدت انه حنون جدا من خلال رسائله".
وتتابع قائلة "نحن لم نلمس بعض قط، فعند عقد القران لم تسمح لنا السلطات الاسرائيلية بالخلوة الشرعية التي يسمحوا بها للسجناء اليهود، كما اننا كنا محاطين بالحراس والشرطة وافراد عائلته".
وتؤكد ان خطيبها "مثقف ومحبوب بين السجناء، ويتعامل معهم بحكمة كما انه حصل على شهادتين في موضوعين مختلفين من الجامعة العبرية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وهو داخل السجن".
واعتقلت منى قعدان مرة اولى العام 1999 وحققت الاستخبارات معها لمدة 37 يوما بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي، واضربت عن الطعام واطلق سراحها. واعتقلت كذلك في العام 2004 وحكم عليها بالسجن 18 شهرا بعد ادانتها بتهمة ادارة جمعية محظورة.
وسجنت سجنا اداريا لمدة عام من دون توجيه تهم إليها وفي تلك الفترة عقدت قرانها على ابراهيم اغبارية.
اما ابراهيم اغبارية فمعتقل منذ العام 1992 مع شقيقه وقريبه، بعد اتهامه بتنفيذ هجوم على معسكر غلعاد الاسرائيلي قرب مجدو، وقتل ثلاثة جنود وجرح نحو عشرة والاستيلاء على ذخيرة واسلحة.
وانتقدت منى صفقة التبادل الاخيرة بين اسرائيل وحماس موضحة "حماس اعلنت انها ستنظف السجون من النساء لكن هناك سجينات محكومات احكاما عالية بينما اطلقت اسرائيل سراح سجينات انتهت مدة حكمهن وابقتهن اسبوعين اضافيين لاخراجهن ضمن الصفقة".
وقد افرجت اسرائيل عن 477 فلسطينيا في 18 كانون الاول/ديسمبر الماضي مقابل الافراج عن الجندي جلعاد شاليط في اتفاق تبادل اسرى مع حركة حماس نص على اطلاق سراح 1027 اسيرا فلسطينيا من السجون الاسرائيلية على مرحلتين.