خبر عاجل

أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة. من جهتها، أفادت مصادر قيادية في الحركة لوكالة الجزيرة بأن الاحتلال الإسرائيلي ...

الاسير المقدسي سامر العيساوي .. 150 يوما في منازلة الموت

تاريخ النشر: 31 ديسمبر 2012 - 07:16 GMT
الاسير المقدسي سامر العيساوي
الاسير المقدسي سامر العيساوي

منذ 150 يوما، يواصل الاسير المقدسي سامر العيساوي "منازلة الموت" عبر مواصلة اضرابه المفتوح عن الطعام.

العيساوي الذي يدرك معنى ومغزى هذه المنازلة يبدو انه لا يكترث كثيرا بنتائجها، ذلك لانه يعرف الفرق بين ان تعيش حرا او ان تبقى اسيرا مسلوب الارداة ومحروما من حقك في ممارسة حياتك كما تشتهي وتحب ، ولهذا كان لابد من تلك المنازلة القاسية وغير المتكافئة من اجل وضع نهاية لكل هذا الوجع وإفهام سجانيه انه لم يعد في وسعهم وحدهم تقرير مصيره وتحديد خياراته.

مع صبيحة كل يوم يتجدد هذا النزال ، غير ان العيساوي الذي امتشق امعاءه سلاحا يخوض كل يوم جولة اكثر قساوة من سابقاتها، حيث ان جسده الطري بات مثخنا بالجراح والاوجاع وصار غير قادر على احتمال كل هذه الطعنات التي تنهال عليه بوحشية لا مثيل لها وكان اخرها الاعتداء عليه بالضرب بالمبرح داخل قاعة المحكمة الاسرائيلية التي جاء اليها محمولا على كرسي متحرك بعدما عجزت قدماه عن حمل جسده.

سامر العيساوي الذي يبلغ من العمر 33 عاما، باتت الكثير من اعضاءه الحيوية مهددة بالعطب بعد ان توقف عن تناول الفيتامينات وهو ما يضعه في مواجهة مباشرة مع الموت المحتم في حال اصراره على مواصلة الاضراب وفق ما أعلنته وزارة شؤون الأسرى والمحررين مؤخرا.

العيساوي الذي تعرض للاعتقال 4 مرات وقضى 12 عاما في سجون الاحتلال كان تحرر من الاسر ضمن صفقة تبادل الاسرى الاخيرة بعد ان كان محكوما بالسجن 30 عاما بتهمة تنفيذ عمليات عسكرية ، قرر خوض الاضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على إعادة اعتقاله بذريعة خرق شروط صفقة تبادل الاسرى الاخيرة، واحتجاجا على محاولات الاحتلال الالتفاف على بنود الصفقة التي استشهد من اجل انجازها عشرات المواطنين على مدار سنوات احتجاز الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة .

ولد العيساوي في قرية العيسوية شمال شرقي القدس، حيث تربى في منزل ينبض بحب الوطن ، فجده كان من اوائل الذين انضموا الى منظمة التحرير الفلسطينية ، فيما استشهدت جدته خلال سنوات الانتفاضة الاولى، في حين عانى والده ووالدته في مطلع السبعينيات مرارة الاعتقال ليفجعا بعد ذلك باستشهاد شقيق سامر البكر في العام ١٩٩٤ جراء الاحداث التي تلت مجزرة الحرم الابراهيمي، بينما تعرض اخوته واخواته الستة للاعتقال.

منذ اربعة ايام، ترقد شيرين العيساوي، شقيقة سامر، في سريرها بسبب ما تعانيه من اوجاع بعد تعرضها للضرب هي الاخرى على ايدي جنود الاحتلال خلال تواجدها في قاعة المحكمة التي شهدت الاعتداء علي سامر في ذلك اليوم المشؤوم.

تقول شيرين ان النوم لا يجد سبيلا اليها بسبب قلقها على حياة شقيقها سامر وبسبب ما تعانيه من اوجاع في انحاء مختلفة من جسدها الذي كان هدفا لبساطير وقبضات جنود الاحتلال وايضا جراء استمرارها في الاضراب عن الطعام لليوم الـ 35 تضامنا مع شقيقها.

من جانبها، تقول والدة سامر الحاجة ليلى التي تتكأ على عكازها انها تريد من كل المسؤولين تحمل مسؤولياتهم والحفاظ على حياة نجلها وانقاذه من الموت

و ضمان عودته سالما الى حضنها.

وطالبت الجانب المصري بصفته الوسيط والراعي لصفقة تبادل الاسرى بالتدخل لضمان الافراج عن نجلها وكل الاسرى الذين إعيد اعتقالهم.

وقالت "أصبت بالصدمة عندما رأيت سامر لأول مرة عقب اعتقاله وإعلانه الإضراب عن الطعام احتجاجا على إعادة اعتقاله ، حيث أصابه الوهن والتعب وأصبح جسده منهكا ولا يقوى على السير".

وأضافت "أريد ان يعود ولدي كما خرج من بيتي بصحة وعافية، ولا أريد أن استقبله جسدا معطوبا بلا حياة،ابني يموت كل يوم ونحن نموت معه كل ساعة ".

وتابعت بصوت تخنقه العبرات: "تمنيت الموت لحظة الاعتداء عليه من قبل جنود الاحتلال خلال محاولته لمس يدي اثناء جلسة المحكمة الأخيرة ، حيث تم ضربه بصورة وحشية أمام أعين قضاة المحكمة".

بدوره، دعا رئيس نادي الاسير قدورة فارس الى تدخل عاجل وسريع من جانب القيادتين الفلسطينية والمصرية من اجل وضع حد للانتهاكات التي تستهدف الأسرى ممن تم تحريرهم ضمن صفقة التبادل الاخيرة.

وأشار الى ان إضراب الأسير العيساوي وغيره من الأسرى أوقف نزيف إعتقال الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل الاخيرة، حيث كان كل اسير محرر مدرج ضمن قائمة إعادة الاعتقال بحجة خرق شروط الافراج.