الاعتداء على السفير الفرنسي ودعوات لنقل الملف السوري للجنائية الدولية

تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2011 - 03:19 GMT
الاعتداء على السفير الفرنسي
الاعتداء على السفير الفرنسي

تصاعد الضغط الدولي ضد سوريا، مع فرض المزيد من العقوبات الدولية على نظام الرئيس بشار الأسد، وتجديد الدعوة من قبل الأمم المتحدة لتحقيق تفتحه المحكمة الجنائية الدولية.

وكان آخر التحركات الاحتجاجية ضد النظام السوري يوم الجمعة، التي أطلق عليها "جمعة توحيد المعارضة،" حيث أكدت لجان التنسيق المحلية وقوع 13 حالة وفاة، بما في ذلك طفل عمره 5 سنوات. ولأكثر من نصف عام، شنت القوات السورية حملة صارمة على المظاهرات المناهضة للحكومة، في استعراض للقوة على نطاق واسع، لقي تنديدا وإدانة داخل وخارج البلاد، بعد تقارير تحدثت عن سقوط نحو 3000 قتيل منذ بدء المظاهرات. وقال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة، إنه "قلق للغاية" بسبب تقارير حول "شن حملة وحشية على نحو متزايد.. يتم فيها استهداف المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان داخل وخارج البلاد."

وقال المكتب "من الأهمية بمكان أن ينظر مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية،" داعيا الحكومة إلى إنهاء حملتها على المتظاهرين. ويوم الجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي، فرض مزيد من العقوبات على النظام السوري بسبب "استمرار الحملة الوحشية،" من قبل الحكومة ضد الشعب السوري. وتأتي العقوبات الجديدة لتفرض حظرا على الاستثمار في قطاع النفط السوري، بعد عقوبات أخرى مماثلة أقرها الاتحاد على واردات النفط من دمشق مطلع الشهر الجاري.

وفي 2 سبتمبر/أيلول الجاري، فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على واردات النفط من سوريا "يشمل شراء واستيراد ونقل النفط والمنتجات النفطية الأخرى من سوريا.. ولن توفر خدمات مالية أو تأمينية لمثل هذه المعاملات."

وكانت الخطوة تلك متوقعة على نطاق واسع، إذ أن الاتحاد الأوروبي يعد السوق الأولى لمنتجات النفط السورية، وقال الاتحاد إنه يهدف إلى جعل هذه الخطوة ذات تأثير ضار على عائدات النفط السورية.

وفرض الاتحاد أيضاً عقوبات على أربعة أفراد سوريين وثلاثة كيانات، وأضافهم إلى قائمة المستهدفين بتجميد الأصول وحظر السفر.  وسبق العقوبات الأوروبية، أخرى أمريكية، إذ أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية نهاية أغسطس/آب الماضي، توسيع عقوباتها على النظام السوري، بعدما أضافت وزير الخارجية وليد المعلم، ومستشارة الرئيس بثينة شعبان، والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، إلى القائمة.

السفير الفرنسي

تعرض سفير فرنسا في سوريا اريك شوفالييه لاعتداء صباح السبت لدى خروجه من لقاء مع البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس في الحي المسيحي من البلدة القديمة في دمشق، على ما افاد شهود.

وقال الشهود ان شبانا ونساء كانوا يرددون هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد قذفوا وفد السفير الفرنسي بالبيض والحجارة لدى خروجه من اللقاء اثناء عودة السفير يعود الى سيارته. واكد اريك شوفالييه ردا على اسئلة فرانس برس ان "عناصر من الشبيحة بعضهم يحمل قضبانا حديدية ونساء القوا البيض ثم الحجارة علي وعلى فريقي وكان سلوكهم عدوانيا فيما كنا نعود الى سيارتينا". وكان السفير الفرنسي جال الخميس على مداخل اربعة مدارس في دمشق وريفها للتعبير عن "قلقه الكبير" اثر ورود معلومات تفيد عن قمع تظاهرات طلابية. وانتقد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة القمع السوري الذي يمارس ايضا كما قال في بعض المدارس ضد اطفال على حد قوله، مبررا الموقف الفرنسي حيال دمشق بالخوف من اندلاع حرب اهلية. وكان شوفالييه زار مع السفير الاميركي في 13 ايلول/سبتمبر بلدة داريا في ريف دمشق للتعزية في الناشط غياث مطر الذي كان معتقلا وقتل بحسب هيومن رايتس ووتش تحت التعذيب، على ما افاد ناشطون. وكان الدبلوماسيان اثارا استياء دمشق بقيامهما في 8 تموز/يوليو بزيارة حماه (وسط) التي شهدت منذ مطلع تموز/يوليو تظاهرتين حاشدتين ضد الاسد. على صعيد آخر، ذكرت وكالة الانباء السورية السبت ان نائب رئيس هيئة الاركان العامة للجيش السوري العماد بسام نجم الدين انطاكيه لي توفي على "اثر نوبة قلبية حادة".

واوضحت الوكالة ان "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعلن وفاة العماد بسام نجم الدين انطاكيه لي نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة الذي وافته المنية إثر نوبة قلبية حادة" بعد ظهر الجمعة. واضاف البيان "سيشيع جثمانه من مشفى تشرين العسكري الى مثواه الاخير في مقبرة الشهداء في الدحداح". من جهة اخرى، تواصلت السبت عمليات قمع حركة التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد غداة مقتل تسعة مدنيين برصاص قوات الامن. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اعتقلت صباح السبت في المرقب قرب بانياس (غرب) تسعة اشخاص "اصيب بعض منهم بالرصاص في سيقانهم لدى محاولتهم الهرب".

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن