الاف الاسرائيليين يحتجون على عنف المتطرفين اليهود

تاريخ النشر: 28 ديسمبر 2011 - 06:35 GMT
الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز
الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز

 شارك عدة آلاف من النشطاء المؤيدين للديمقراطية في اسرائيل يوم الثلاثاء في احتجاج على العنف من جانب متطرفين يهود يحاولون فرض نظامهم الديني على بلدة قرب القدس.
ونظم الاحتجاج في بلدة بيت شمس عقب تفجر الغضب الشعبي بعدما قالت طفلة عمرها ثماني سنوات عبر التلفزيون الرسمي ان رجالا من المتزمتين اليهود بصقوا عليها وهي في طريقها الى المدرسة متهمين إياها بارتداء ملابس غير محتشمة.
وقالت تسيبي ليفني زعيمة المعارضة البرلمانية في كلمة "نحن نكافح من أجل شخصية اسرائيل ليس فقط في بيت شمس وليس فقط بشأن إقصاء المرأة وانما ضد كل المتطرفين الذين ظهروا فجأة لمحاولة فرض رؤيتهم للعالم علينا."
ورفع بعض المحتجين لافتات تقول "لن نصبح طهران أخرى" في إشارة الى عاصمة جمهورية ايران الاسلامية حيث يضطر أغلب النساء لتغطية رؤوسهن في الاماكن العامة.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء حث الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الاسرائيليين على الاحتشاد ضد اليهود المتزمتين الذين يحاولون فرض نظام ديني صارم.
وقال بيريس في تصريحات اذيعت في مناسبة بمقره الرسمي "اننا نقاتل من أجل روح الامة وجوهر الدولة."
وقال بيريس "اليوم اختبار يتعين فيه على الدولة بأسرها الاحتشاد لانقاذ الغالبية من مخالب أقلية صغيرة تقوض أعظم قيمنا."
وأضاف "لا يحق لشخص تهديد فتاة أو امراة أو أي شخص بأي حال." وأضاف "انهم ليسوا سادة هذه الارض."
وزادت مشاعر القلق في اسرائيل بشأن تصاعد التطرف الديني بعد محنة الطفلة الاسرائيلية.
واشتبك محتجون متدينون يوم الاثنين وهم يهتفون "نازيون .. نازيون" في بيت شمس حيث وقع الحادث مع افراد الشرطة الذين تم نشرهم لمنع المتزمتين من مهاجمة أطقم التلفزيون الذين كانوا يغطون التوترات في البلدة التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن القدس.
وبعض خطوط الحافلات في الضواحي المتدينة في القدس يتم فيها بالفعل الفصل بين الجنسين حيث يجلس النساء في مؤخرة العربات. ولا يلزمهن القانون الاسرائيلي بالجلوس في المؤخرة لكنهن يتعرضن لاساءات لفظية من ركاب ذكور اذا رفضن ذلك.
ورغم انهم يمثلون عشرة بالمئة فقط من سكان اسرائيل البالغ عددهم 7ر 7 مليون نسمة يتمتع المتطرفون اليهود بنفوذ سياسي في بلد لم يحصل فيه أي حزب سياسي أبدا على أغلبية في البرلمان وتتولى حكومات ائتلافية السلطة دائما.
وانضم بعض الحاخامين الذين ينتمون لحزب شاس الديني المتشدد الشريك في الحكومة الائتلافية الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التنديد بالعنف.
وقالت ساريت رامون وهي علمانية تقيم في بيت شمس ان الوضع في البلدة "كارثي منذ سنوات". ويعيش في البلدة خليط من المهاجرين المتشددين دينيا واسرائيليين يعيشون حياة عصرية.
وقالت لرويترز "هذا الامر لم يبدأ اليوم وانما أثار ضجة الان فقط للاسف عندما تعرضت طفلة للاذى والبصق عليها." وأضافت "لكن عندما قلت انني تعرضت للبصق علي منذ نحو عام ونصف العام أبدى الناس دهشتهم .. وكان هذا كل ما حدث."