حذرت الامم المتحدة الاثنين، من وجود بوادر تنذر بتحول الصراع الدائر منذ اكثر من شهر في السودان الى حرب عرقية طاحنة تمتد تداعياها الى دول المنطقة.
وجاء التحذير المثير للقلق خلال افادة قدمها مبعوث الأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس الى مجلس الأمن الدولي.
وقال بيرتس في الافادة ان الطابع العرقي للصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع اخذ في التنامي، ما ينذر باغراق السودان في حرب طويلة تمتد تداعياتها الى دول الجوار.
واوضح ان المعارك في عدد من مناطق السودان احيت التوترات ضمن المجتمعات وخلقت صراعات بين بعض المجموعات العرقية، في وقت تم رصد تعبئة قبلية خصوصا في جنوب كردفان.
وأعرب عن صدمته من الأنباء التي تتحدث عن حالات اغتصاب في الخرطوم واقليم دارفور.
غارات تستبق الهدنة
في الاثناء، استبق الجيش السوداني الاثنين، سريان الهدنة مع قوات الدعم السريع بغارات استهدفت مواقع الاخيرة في الخرطوم بهدف تحقيق مكاسب قبل ساعات من بدء وقف اطلاق النار بموجب الاتفاق الموقع بينهما في جدة بالسعودية.
ومن المفترض ان يبدأ سريان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة عند الساعة 21:45 بالتوقيت المحلي ولمدة اسبوع، وذلك يهدف تسهيل توصيل المساعدات.
وتحدث سكان عن ضربات جوية للجيش طالت مواقع للدعم السريع في مدن ولاية الخرطوم الثلاثة وهي الخرطوم وأم درمان وبحري، كما سجلت اشتباكات في وسط الخرطوم.
وكان الجيش شن غارات مساء الأحد، استهدفت مركبات وحدات متنقلة تابعة لقوات الدعم السريع ضمن مناطق ماهولة في الخرطوم بحسب ما افاد شهود.
امال بصمود الهدنة
وحتى الان، لم يحقق الجيش نجاجا كبيرا في مساعيه للسيطرة على مواقع استراتيجية واحياء ومبان مدنية استولت عليها قوات الدعم السريع في الخرطوم.
ومنذ اندلاع الصراع بينهما في 15 نيسان أبريل، كان الطرفان قد توصلا الى اتفاقات عديدة لوقف اطلاق النار، لكن كان يتم انتهاكها حتى قبل ان تبدأ. على ان هذه المرة الاولى التي يتفقان فيها على هدنة بعد إجراء مفاوضات.
ولعل ما يعزز الامل بصمود الهدنة المرتقبة هو انه تم الاتفاق على الية لمراقبتها يشارك فيها الجيش قوات الدعم السريع اضافة الى ممثلين سعوديين واميركيين.
يشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.
وتسبب الصراع الدائر بين الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان وخصمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في مقتل اكثر من الف شخص وتشريد 1.1 مليونا اخرين من ديارهم، من بينهم ربع مليون فروا إلى الدول المجاورة.
وتشير المنظمات الدولية إلى أن حوالي 25 مليون شخص، أي نصف السكان، في حاجة إلى مساعدات إنسانية في ظل الظروف القاسية التي يعانون منها