ادان مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة الاربعاء، القصف الذي استهدف مركز إيواء للمهاجرين في ضاحية تاجوراء شرق طرابلس وخلف 44 قتيلا، مشددا على أنه “يرقى لمستوى جريمة حرب”، فيما دعا الاتحاد إلى تحقيق مستقل في "الجريمة الرهيبة".
وأعرب سلامة، في بيان عن إدانته الشديدة لهذا العمل، وقال: “إن هذا القصف يرقى بوضوح إلى مستوى جريمة حرب، إذ طال على حين غرة أبرياء آمنين شاءت ظروفهم القاسية أن يتواجدوا في ذلك المأوى”.
وأضاف: “عبثية هذه الحرب الدائرة اليوم وصلت بهذه المقتلة الدموية الجائرة إلى أبشع صورها وأكثر نتائجها مأساوية”.
ودعا سلامة المجتمع الدولي “لإدانة هذه الجريمة وإلى تطبيق العقوبات الملائمة على من أمر ونفذ وسلّح هذه العملية، بما يناقض، وبشكل صارخ، القانون الإنساني الدولي وأبسط الأعراف والقيم الانسانية”.
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لكافة الانتهاكات الصارخة والاعتداءات المتكررة ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية.
ووفقا للبعثة فقد أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 44 شخصا وإصابة ما يزيد عن 130 آخرين بجروح بالغة.
وكان المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق الليبية، ومقرها طرابلس، أعلن مقتل 35 شخصا وإصابة 73 آخرين جراء قصف مركز المهاجرين بتاجوراء.
واتهم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قوات المشير خليفة حفتر، قائد ما يسمى بالجيش الوطني الليبي، بقصف المركز.
ودعا المجلس البعثة الأممية لدى ليبيا لإرسال لجنة تقصي حقائق على الفور لمعاينة الموقع وتوثيق العملية.
ومن جانبه، دان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد القصف "بشدة"، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن "هذه الجريمة الرهيبة".
وأكد بيان لمفوضية الاتحاد الإفريقي أن فكي "يدين بشدة الضربة الجوية في ليبيا التي أصابت مركز احتجاز وأودت بحياة 40 مدنياً بريئاً جميعهم مهاجرون".
ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في البيان إلى "تحقيق مستقل لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة الرهيبة بحق مدنيين أبرياء".
وكرر "دعوته إلى وقف إطلاق نار فوري وإلى أن تضمن أطراف (النزاع) حماية المدنيين وسلامتهم، خصوصاً المهاجرين المحاصرين في مراكز الاحتجاز"، بحسب البيان.
وعقب الغارة أصدرت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً بياناً دانت فيه "بأشدّ العبارات الجريمة البشعة التي استهدف فيها الطيران التابع لمجرم الحرب خليفة حفتر، لمركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، والذي أدّى إلى قتل وجرح العشرات".
ويشنّ حفتر منذ حوالى ثلاثة أشهر هجوماً للسيطرة على العاصمة طرابلس مقرّ حكومة الوفاق الوطني المناوئة له.
ولم تتبنّ هذه الغارة أي جهة لكن وسائل إعلام مقرّبة من حفتر تحدّثت مساء السبت عن استهداف طرابلس وتاجوراء بـ"سلسلة غارات جوية".
وغالباً ما تستهدف قوات حفتر ضاحية تاجوراء التي تضمّ مراكز عسكرية تابعة لجماعات موالية لحكومة الوفاق بضربات جوية.