الاميركيون يقررون سد حفرة صدام وخطاط عراقي يزعم كتابته النص القراني بدم الرئيس المخلوع

تاريخ النشر: 03 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قررت القوات الاميركية سد الحفرة التي عثر على صدام حسين مختبئا داخلها لدى اعتقاله قرب تكريت، خشية تحولها الى مزار. ياتي ذلك فيما زعم خطاط عراقي انه كتب نص القران كاملا بدم الرئيس المخلوع. 

واعلنت متحدثة عسكرية الثلاثاء ان الجيش الاميركي قرر سد الحفرة التي كان الرئيس المخلوع صدام حسين يختبىء داخلها لدى القاء القبض عليه في الثالث عشر من كانون الاول/ديسمبر الماضي قرب تكريت. 

وقالت القومندان جوسلين ابرلي من فرقة المشاة الرابعة التي تتخذ مقرا لها في تكريت شمال بغداد "سنسد الحفرة بالاسمنت وسيكون من الصعب جدا اعادة فتحها". وقد تمت الموافقة على سد الحفرة بالاسمنت الاثنين.  

وعثر على صدام حسين في مزرعة داخل بلدة الدوار الواقعة على بعد 180 كلم شمال بغداد.  

ولم توضح القومندان ابرلي موعد بدء العمل لسد الحفرة التي كان الجيش الاميركي بحث امكانية تدميرها خوفا تحولها الى مزار. 

ولا تخشى القوات الاميركية من تحول الحفرة الى قبلة للفضوليين فحسب، وانما ايضا لمن يعتبرونه رمزا لمقاومة الاحتلال ولا يكفون عن تقديم الروايات التي تضفي هالة من الاسطورية على الرجل. 

وفي احدث هذه الروايات، فقد زعم خطاط عراقي ان صدام امره بكتابة النص القراني بدمه بعيد تعرض ابنه عدي لعملية اغتيال نجا منها باعجوبة عام 1998. 

وقال الخطاط عباس شاكر جودي لوكالة الانباء الفرنسية "لقد استدعاني صدام حسين الى مستشفى ابن سيناء في بغداد حيث كان يزور ابنه عدي الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل ايام وطلب مني ان اخط القرآن بدمه. وكان الامر عبارة عن نذر" بالنسبة اليه. 

وهذا الخطاط المعروف في العراق والعالم العربي والذي لجأ الى الاردن مع زوجته واولاده الثلاثة، يقول انه بدأ مباشرة العمل لكتابة السور الـ 114 من القرآن في مهمة استغرقت سنتين.  

وقد عرض العمل، بعد الانتهاء منه في متحف "ام المعارك" في بغداد. 

واضاف ان "المهمة لم تكن سهلة. لقد تم اعطائي اول قارورة من دم الرئيس وبدأت العمل مباشرة، وقدمت بعد اسبوع نموذج صفحة لكي توافق عليها لجنة شكلت خصيصا لذلك". 

وكان دور لجنة الخبراء يقوم ليس فقط على درس دقة النص وانما "التاكد من ان الدم سيقاوم مرور الزمن". 

وتابع "لم يكن الامر سهلا. ان الدم كان كثيفا جدا ولم اتمكن من العمل به. لقد نصحني صديق يعمل في مختبر بخلطه بقطرات من مركب زودني به ويشبه الغلوكوز. وقد نجح ذلك". 

وقال "في كل مرة كان ينتهي مخزوني من دم صدام, كنت اطلب المزيد. وكان حراس يقومون آنذاك بجلب قمقم لي عليه ملصق مستشفى ابن سيناء, مستشفى عائلة الرئيس". 

واضاف انه كان في بعض الاحيان ينتظر عدة ايام او حتى اسابيع "لان صدام حسين كان مشغولا ولانه كانت هناك تهديدات اميركية". 

وقال "لقد فقدت نظري تقريبا في كتابة هذا القرآن, كانوا على عجلة ولقد عملت ليل نهار لاكماله", مشيرا الى نظارته السوداء التي اصبحت لازمة الان للعمل. 

وتقول زوجته نجاح انها كانت تصاب "بقشعريرة" في كل مرة تفتح فيها الثلاجة في المطبخ. وتضيف "كنت ارى قارورة دم الرئيس وارتعب". 

واضافت "لقد قلت لعباس ان ألم عينيه قد يكون اشارة من الله بانه غاضب". 

ويعترف الخطاط بانه ساورته شكوك حول الشرعية الدينية لعمله لكنه يقول "لم يكن لدي الخيار. ان القول "لا" لصدام يعني الحكم بالاعدام". 

وهذا الرجل البالغ من العمر 53 عاما يقول انه لم يغادر العراق ابدا قبل مجيئه الى الاردن. 

واضاف "لم يكن لدي حتى جواز سفر, لقد منعت من اقتنائه لان السلطات كانت تريد التاكد من بقائي في العراق". 

وقال ان راتبه كان يبلغ 54 الف دينار عراقي (24 دولارا انذاك) وانه تلقى مقابل انجاز القرآن اقل من ثلاثة الاف دولار, وهو المبلغ نفسه الذي تلقاه كل عضو من لجنة المراقبة. 

وتابع "كان يقولون انني "كنز" وطني. ولقد طلبوا مني كتابة كل انواع المخطوطات. كل الوثائق الرسمية للوزارات والمحاكم والوثائق التي ترافق الاوسمة. لكنني لم اكافأ بشكل منصف". 

ومنذ الاجتياح الاميركي, لم يعد الى العراق حيث لا تزال تقيم زوجته الاولى واولادهما الاربعة. 

وحول رد فعله حين رأى صور صدام حسين وهو معتقل, قال "لا اريد التحدث بالسياسة، انني فنان".—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن