الانتخابات البلدية تلغي الاصطفافات السياسية في لبنان

تاريخ النشر: 03 مايو 2010 - 06:46 GMT

بعد حروب سياسية طويلة تبادلت فيها الاطراف المتنافسة اتهامات قاسية جاءت الانتخابات البلدية لتلغي الى حد بعيد الاصطفافات السياسية في لبنان.

فقد انطلقت في لبنان يوم الاحد الجولة الاولى من الانتخابات البلدية لاختيار المجالس المحلية ورؤساء البلديات في انتخابات ينظر اليها الكثيرون على انها منافسة بين عائلات ذات نفوذ اكثر منها منافسة بين احزاب سياسية.

وبدأت الجولة الاولى من الانتخابات في محافظة جبل لبنان التي يغلب عليها المسيحيون وتستمر الانتخابات على مدى اربعة اسابيع.

وتتولى المجالس البلدية المسؤولية عن الشؤون الادارية اليومية للتنمية والبناء وأعمال الطرق والتعليم والشؤون المحلية للدائرة. وليس لها سلطات تشريعية.

وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدى الادلاء بصوته في قريته عمشيت بمنطقة جبيل السياحية "هذه المعارك الانتخابية انمائية تختلط فيها السياسة احيانا وان التنافس الحالي سينتهي عند السابعة مساء (لدى اقفال صناديق الاقتراع) ويتحول بعدها الى عمل انمائي."

وتحدث سليمان للصحفيين عن الاصلاح في قانون الانتخاب قائلا "الاصلاحات باتت أكثر من ضرورة ونحن مهيأون وخصوصا في موضوع مشاركة المرأة."

وتبدو انتخابات البلدية اقل اهمية من النيابية وسط مناخ توافقي يسود البلاد منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية العام الماضي وهو ما ادى الى غياب التنافس في غالبية الدوائر.

وكانت انتخابات عام 2009 جرت بين تحالف الرابع عشر من اذار/مارس المدعوم من الغرب والمملكة العربية السعودية وتحالف الثامن من اذار/مارس الذي يضم حزب الله وحلفاءه والمدعوم من سوريا وايران.

وقال وزير الداخلية زياد بارود ان نسبة الاقبال على التصويت في كل محافظة جبل لبنان قبل اكثر من ساعة من اقفال صناديق الاقتراع وصلت الى 50 بالمئة كمعدل وسطي.

وقال بارود لدى اقتراعه في قريته جعيتا السياحية "في العام 2009 كان هناك اصطفاف والجو كان مختلفا تماما."

وقال ساطع نور الدين كاتب العمود في جريدة السفير اللبناني لرويترز "8 و14 اساسا صاروا من التاريخ... 8 و14 اذار كانت لحظة عابرة من التوتر اللبناني السوري خلصت .. انتهت.. صارت وراءنا. صارت من التاريخ."

واشار الى ان الانتخابات البلدية هذه تأخذ طابعا عائليا مضيفا "هذه خلطة الناس. هناك اماكن ضاق خلق الناس من الطرفين. هي (الناس) فرضت (التحالفات) وقالت تعبنا من الصراع تعبنا من المواجهة نريد ان نعمل تفاهمات تتخطى هذا الصراع الذي تم تصويره في فترة من الفترات باعتباره صراعا دوليا."

وقال غسان حجار مدير تحرير جريدة النهار اللبنانية "من الطبيعي ان تكون هذه الانتخابات قد الغت الاصطفافات السياسية لان التحالفات في القرى مضحكة فمثلا نرى قرية يتحالف فيها العونية (التيار الوطني الحر برئاسة الزعيم المسيحي ميشال عون) مع القوات اللبنانية (بزعامة منافسه المسيحي سمير جعجع) ثم نراهم مختلفين في قرية اخرى."

واضاف لرويترز "من المؤكد ان الغاء الاصطفافات لا تخدم الديمقراطية ولكن بوضع مثل لبنان الذي ينحدر في اقل لحظة الى اشتباكات فهي جيدة... عندما يعملون هذه التوافقات ويحفظون حصص الطوائف والاحزاب فانهم ينزعون فتيل التفجير بين الناس فلا بأس بها."

وسواء كان الامر يتعلق بالسياسة أو غيرها فان بعض المواطنين واثقون على ما يبدو من أن الناس ستعرف من الذي يستحق ان ينتخب.

وقال الموقع الرسمي للانتخابات المحلية على الانترنت ان 56 مجلسا بلديا و199 من رؤساء البلديات تم اختيارهم بالفعل بموجب اتفاقات بالتراضي بين أحزاب متنافسة.

واضاف الموقع انه سيتم اجمالا انتخاب نحو 963 من المجالس المحلية و2753 من رؤساء البلديات.

وستجرى الانتخابات في منطقة البقاع الشرقي وفي بيروت في التاسع من ايار/مايو في حين ستجرى الانتخابات البلدية في جنوب لبنان معقل حزب الله في 23 ايار/مايو وستجرى في 30 ايار/ مايو في الجزء الشمالي.

وبحسب وزارة الداخلية يشارك 20 ألفا من أفراد الامن في تامين العملية الانتخابية. وكانت الوزارة اصدرت امرا يقضي باقفال الملاهي الليلية اعتبارا من منتصف ليل السبت (2100 بتوقيت غرينتش) الذي يسبق كل مرحلة انتخابية وحتى اقفال صناديق الاقتراع في المنطقة التي تشهد انتخابات.

وجرت اخر انتخابات بلدية في لبنان عام 2004.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن