في سياق ردود الفعل على المواجهات الدامية التي يشهدها العراق اصدر مجلس الحكم المحلي بيانا انتقد فيه مقتدى الصدر ودعا قوات الاحتلال الى العمل ما امكن للتقليل من الخسائر المدنية فيما دعا عمر موسى الى دور اكبر للامم المتحدة حذر الاردن من خطر حرب اهلية.
اكد مجلس الحكم الانتقالي في العراق اليوم الاربعاء انه يرفض ان يستغل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر "اسم عائلته للعبث بالقانون واشاعة الفوضى في المدن الشيعية العراقية".
وقال المجلس في بيان له ان "مجلس الحكم يحترم ذكرى الشهيدين الصدرين رحمهما الله لكنه يرفض ان يستغل اسم عائلة الصدر الجليلة من قبل اية جهة, مهما كانت ادعاءاتها بالقرب منها, للعبث بالقانون والوقوف ضد مصلحة المواطنين باشاعة الفوضى ومنعهم من ممارسة نشاطاتهم المعتادة", في اشارة واضحة الى مقتدى الصدر الذي يخوض انصاره مواجهات ضد قوات التحالف.
واضاف المجلس ان "سعي مجموعة من الاشخاص لفرض نفسها على باقي ابناء الشعب هو أمر مرفوض تماما, وان لم تتدخل قوات التحالف لانهاء هذه الحالة فان قوى الشعب العراقي سوف تتدخل لايقافها وتخليص ابناء الشعب منها".
واوضح المجلس ان "العراق لن يكون موحدا اذا وقع تحت سيطرة دكتاتورية جاهلة متخلفة, لكن العراق الديمقراطي يفسح المجال لاي شخص او حزب ان يبدي رأيه ويتسلم السلطة بطريقة سلمية ونظامية".
وخلص البيان الى القول ان "مجلس الحكم يقف مع القانون والديمقراطية ولا يمكن له ان يتساهل مع هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مستقبل العراق, وهو في الوقت نفسه يحرص كل الحرص على ان لا تراق قطرة دم واحدة بين المواطنين الابرياء".
ودعا المجلس قوات الاحتلال التي تقوم بعمليات في الفلوجة وعدد من مدن الجنوب الشيعية ضد مقاتلين من السنة والشيعة الى "اتخاذ اقصى درجات الحيطة لتقليل الخسائر بين المدنيين".
وقال المجلس "المجلس يناشد قوات التحالف ان تتخذ اقصى درجات الحيطة لتقليل الخسائر حتى لا يقع المواطنون الابرياء ضحية لاعمال العنف".
واوضح انه "اذا كان هناك قلة من الناس, سواء عن ادراك او عن جهل, تسمح لمثيري الفوضى بالعمل, فان هناك الملايين من ابناء الشعب العراقي يقفون مع النظام والقانون ضد كل من يريد اشاعة الفوضى وعدم الاستقرار".
واكد المجلس ان "الغالبية العظمى من الشعب العراقي في الشمال والوسط والجنوب تريد اشاعة الامن والاستقرار وتقف ضد من يشيع الفوضى والاعمال غير القانونية".
من ناحيته، دعا الامين العام لجامعة الدول العربية الى تدخل الامم المتحدة في العراق "واتاحة فرصة للهدوء تسمح بالاستجابة للمطالب العراقية".
وقالت جامعة الدول العربية انها على اتصال مستمر بالامم المتحدة وانها تريد من الهيئة الدولية التدخل باجراءات انسانية وأمنية.
وقال المتحدث باسم عمرو موسى الامين العام للجامعة في بيان "الامين العام يطالب بوقف عمليات العنف واحترام كافة النواحي الانسانية والتحرك السريع نحو تهدئة الموقف ورفع الحصار عن المدن العراقية ووقف التحرش بالمدنيين واتاحة فرصة للهدوء تسمح بالاستجابة للمطالب العراقية".
والاشارة الى "المطالب العراقية" تضفي على ما يبدو قدرا من الشرعية على تحرك قاده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي تشتبك قوة ميليشيا المهدي التي يتزعمها مع القوات الاميركية وقوات أجنبية أخرى في العراق منذ الاحد الماضي.
وتدعو حركة الصدر الى انسحاب القوات الاجنبية من المناطق السكنية والافراج عن المعتقلين واطلاق سراح مصطفى اليعقوبي رجل الدين الشيعي المقرب من الصدر.
وأعلن المسؤولون العسكريون والمدنيون الاميركيون في العراق أن الصدر خارج على القانون ولا يمثل العراقيين. وقال الجيش الاميركي يوم الاربعاء انه سيسحق جيش المهدي.
ويميل العرب خارج العراق الى اعتبار أي هجمات على القوات الاميركية أعمالا مشروعة لمقاومة جيش محتل وهو أمر لا يروق لمجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم موسى "ان المسألة العراقية تحتاج الى معالجة جذرية يستعيد فيها العراق سيادته وينتهي الاحتلال الاجنبي فيه وأن يكون للامم المتحدة الدور الاساسي في ادارة الامور في العراق وتوجيهها نحو التوصل لهذه الاهداف".
وزار فريق من الامم المتحدة برئاسة الاخضر الابراهيمي مبعوث الامين العام العراق هذا الاسبوع لبحث ترتيبات نقل السيادة لحكومة عراقية في 30 حزيران/يونيو القادم.
وحث وزير الخارجية الاردني مروان المعشر الدول العربية والاجنبية على تكثيف الجهود لمنع قيام حرب اهلية في العراق قائلا ان هذا الموضوع سيكون على قائمة المواضيع التي سيناقشها العاهل الاردني الملك عبد الله في واشنطن في الزيارة القادمة.
وقال المعشر في مؤتمر صحفي عقب لقاء جمع بين الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الاسد "الجميع قلق بالنسبة لما يجري في العراق ونحن حذرنا دائما من مخاطر الانزلاق نحو حرب اهلية وضرورة ان تكثف كل الجهود لمنع ذلك".
واضاف المعشر ان الملك عبد الله سيتوجه الى واشنطن بعد اسبوعين للتباحث في الشأن العراقي.
وقال المعشر ان المباحثات بين الاسد والملك عبد الله والتي عقدت في عمان يوم الاربعاء
ركزت على ضرورة الترتيب الجيد للقمة العربية المقبلة مضيفا ان هناك مناخا ايجابيا ورغبة
من الجانبين لتذليل كافة العقبات التي تعترض سبيل انعقاد القمة.
وقال "الجو الان يبشر بأن القمة ناجحة انشاء الله."
وكانت تونس اعلنت تأجيل القمة اواخر الشهر الماضي دون التشاور مع باقي الدول العربية
بسبب ما وصفته بالاختلافات بين الدول العربية حول موضوع الاصلاح في الشرق الاوسط.
وقال الاردن ان التأجيل لم يكن مبررا وان الخلافات بين الدول العربية لم تكن بالحجم الذي
يؤدي الى افشال القمة.
لكن المعشر أكد على انه "من الضروري ان تعقد القمة في وقت قريب جدا"—(البوابة)—(مصادر متعدة)