ناشدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في سوريا التابعة للامم المتحدة الحكومات العربية على استقبال 600 فلسطيني تقطعت بهم السبل منذ شهور على الحدود بين العراق وسوريا بعد فرارهم من الاضطهاد في بغداد.
وقال بانوس مومتزيس رئيس الوكالة لرويترز يوم الثلاثاء "نناشدهم الاحتكام للفطنة السليمة وسماحة النفس والسماح لهم بالدخول. وجود نساء حوامل واطفال ورضع هناك تحت الثلج والمطر ليس حلا."
وأضاف "ما قالوه لنا هو انهم تعرضوا لانتهاكات مرعبة لحقوق الانسان في العراق. اعتقل بعضهم وعذبوا وضربوا. وفقد اخرون افرادا من عائلاتهم قتلوا خلال الاستجواب او اثناء الهجمات."
وتوجه نصف اللاجئين الى سوريا في يونيو حزيران من العام الماضي. ولم تسمح لهم الحكومة السورية بالدخول واصبحوا عالقين في منطقة لا تخضع لسيطرة أحد قرب طريق بري صحراوي سريع يربط بغداد بدمشق. وفر الباقون فيما بعد وتجمعوا في مكان قريب داخل العراق.
وجاء الفلسطينيون الستمئة ومعظمهم نساء واطفال من حي بلديات في بغداد. وكانوا هدفا لهجمات منها حوادث قتل على ايدي الميليشيات بسبب الدعم الذي كان يلقاه الفلسطينيون في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
ووفر صدام للفلسطينيين مأوى وصور نفسه على أنه مدافع عن القضية الفلسطينية.
ويزور موظفو الاغاثة التابعون للامم المتحدة اللاجئين على الحدود العراقية السورية بانتظام ويقدمون لهم الغذاء والدواء. وتسمح سوريا للنساء الحوامل ان يضعن اطفالهن في مستشفياتها لكنها تعيدهن ادراجهن بعد ذلك. ويجري تدريب الاباء على تعليم اطفالهم في غياب خدمات مدرسية.
وقال مومتزيس "الفلسطينيون عانوا معاناة هائلة خلال العقود الماضية. وها نحن في عام 2007 وتجد لاجئين فلسطينيين يعيشون في مخيم."
وتابع "الناس بحاجة ملحة للخروج مما هم فيه. يعبر الاف اللاجئين العراقيين الحدود يوميا... لن يكون هناك فارق اذا دخل الفلسطينيون أيضا."
وفر ما يصل الى مليون لاجيء عراقي الى سوريا منذ الغزو الامريكي الذي خلع صدام من السلطة عام 2003 ومعظمهم فر من الصراع الطائفي والهجمات التي تتعرض لها الاقليات من الفلسطينيين الى المسيحيين الى الاكراد الشيعة.
وسمحت سوريا التي تستضيف 435 ألف لاجيء فلسطيني مسجلين لدى الامم المتحدة بدخول 250 فلسطينيا من العراق في ايار/ مايو ولكنهما وضعتهم في مخيم صحراوي بعد أن رفض الاردن دخولهم. وتقول دمشق انها مسؤولية بقية الدول في المنطقة أن تشارك في استضافة الفلسطينيين.
وسمح الاردن لالفي لاجيء من فلسطينيين وعرب وايرانيين وأكراد والذين فروا من العراق بعد سقوط صدام بالبقاء في مخيم صحراوي داخل حدوده ولكنه رفض منحهم اقامة. واستقر معظمهم في الغرب. وما زال هناك نحو مئة فلسطيني في المخيم.
وكان يوجد بالعراق 30 ألف لاجيء فلسطيني قبل عام 2003 . وهم يحملون وثائق سفر خاصة وليست جوازات سفر. وتمكن كثير منهم من مغادرة البلاد بجوازات سفر عراقية مزورة. وما زال ما يصل الى نصفهم في العراق.
ويزيد عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الامم المتحدة عن أربعة ملايين. ومعظمهم ينحدر من نسل الفلسطينيين الذين فروا من أراضيهم عندما أعلن قيام اسرائيل عام 1948 .