توقف البابا فرنسيس بشكل مفاجئ عند الجدار العازل في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة وتلا صلاة بعدما دعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى إنهاء صراع قال إنه لم يعد مقبولا.
وفي صورة ينتظر أن تجذب الأنظار في جولته بالأراضي المسيحية المقدسة أراح البابا جبهته على الجدار الاسمنتي الذي يفصل بين بيت لحم والقدس وصلى في صمت.
وكتبت عبارة "فلسطين حرة" بالرذاذ على الجدار في المنطقة التي توقف عندها البابا وكذلك عبارة كتبت بانجليزية ركيكة وهي "بيت لحم تبدو كأحياء اليهود في وارسو" في تشبيه للأزمة الفلسطينية بمعاناة اليهود أثناء الحكم النازي.
وتقول إسرائيل إن الجدار ضروري لاعتبارات أمنية ويرى الفلسطينيون فيه محاولة إسرائيلية للتقسيم والسيطرة على أراض يريدونها جزءا من دولة لهم في المستقبل.
وفي ثاني أيام جولة له تستمر ثلاثة أيام بالشرق الأوسط أسعد البابا مضيفيه الفلسطينيين بالإشارة إلى "دولة فلسطين" مما يمثل دعما لمسعاهم للحصول على اعتراف كامل بالدولة بعد أن أصاب الشلل عملية السلام.
لكن البابا الذي أدلى بتصريحات في مراسم استقبال رسمية له في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة أوضح أن هناك حاجة للوصول إلى اتفاق عن طريق التفاوض ودعا زعماء الجانبين إلى التغلب على خلافاتهم العديدة.
ودعا البابا الرئيسين الإسرائيلي والفلسطيني للذهاب إلى الفاتيكان والصلاة من أجل السلام.
وقال البابا في قداس في بيت لحم "في هذا المكان محل ميلاد أمير السلام أوجه الدعوة لكما.. الرئيس محمود عباس والرئيس شمعون بيريس للانضمام لي في صلاة خشوع من القلب إلى الرب ليمن بنعمة السلام.
"أعرض بيتي في الفاتيكان مكانا لاقامة هذه الصلاة."
وأجابت متحدثة باسم بيريس في القدس ردا على سؤال عن هذه الدعوة ان الرئيس الإسرائيلي "يقبل دائما اي نوع من المبادرات لاحلال السلام".
ووصل البابا إلى بيت لحم في طائرة هليكوبتر من الأردن التي بدأ فيها جولته أمس السبت ليصبح أول بابا يسافر مباشرة إلى الضفة الغربية ولا يدخلها عن طريق إسرائيل.
ويتوجه البابا في وقت لاحق اليوم إلى إسرائيل لعقد اجتماعات قبل ان يعود إلى الفاتيكان غدا الاثنين. وانتشر نحو ثمانية آلاف من أفراد الشرطة الإسرائيلية لتأمين الزيارة.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها ألقت القبض على 26 شخصا في احتجاج نظمه يهود متشددون اليوم الأحد عند غرفة العشاء الأخير في القدس التي من المقرر أن يقيم بها البابا قداسا يوم الاثنين.
ويقول المحتجون إن السلطات الإسرائيلية تستعد لتسليم أجزاء من المكان إلى الفاتيكان.
وتنفي السلطات الإسرائيلية وجود هذه النية.
وفي قداس بيت لحم أقيمت جدارية تصور السيد المسيح مغطى بالكوفية الفلسطينية.
وعلقت صور في المدينة تشبه معاناة الفلسطينيين بآلام السيد المسيح. ومن المقرر أن يلتقي البابا في وقت لاحق بلاجئين في مخيم أنشئ بعد قيام إسرائيل عام 1948 عندما فر مئات الالاف من الفلسطينيين من منازلهم أو أجبروا على تركها.
ولتفادي أي تعقيدات سياسية سيتعين على البابا التوجه بطائرته الهليكوبتر إلى تل أبيب لتقام له مراسم استقبال بدلا من قطع المسافة الصغيرة للقدس بالسيارة.
ومن تل أبيب سيعود بطائرته الهليكوبتر إلى القدس من أجل ما وصفه بغرض جولته بأكملها وهو الاحتفال بمرور 50 عاما على اجتماع تاريخي للزعماء الكاثوليك والأرثوذكس الذين أنهوا انقسامات مريرة بين الكنيستين استمرت قرونا.