قبل سنين انتشرت في الوطن العربي ظاهرة المدونات او ما يطلق عليها بـ"البلوغرز"، هذه الظاهرة بدت كما لو انها ستحدث ثورة في اساليب عمل وسائل الاعلام.
على ان ما يحدث في المنطقة العربية او على القل في دول كالاردن وسوريا ولبنان ومصر لا يبدو تماما كما كان متوقعا.
التقارير التالية نشرتها اذاعة عمان نت اذاعة المجتمع الاردني في حلقة جديدة من برنامج "عين على الاعلام.
المدونات في الاردن: علاقة قطيعة مع وسائل الاعلام
تقرير: محمد عمر
قبل سنين شهد العالم طفرة كبيرة بدت كقنبلة تبشر بزلازل، ألا وهي ظاهرة المدونات. وقد لعبت هذه المدونات دورا كبيرا في التأثير على وسائل الاعلام وخاصة في الغرب، كما شكلت واحدة من مصادر معلومات هذه الوسائل، إلا ان الامر لا يبدو كذلك في الاردن.
تعتقد ابتهال محادين واحدة من اشهر المدونين في الاردن ومسؤولة قسم المدونات في موقع البوابة ان الاردن لم يتأثر كثيرا بظاهرة التدوين على شبكة الانترنت، وتاليا عدم تأثر وسائل الاعلام بهذه الظاهرة.
وبالنسبة لابتهال فان اسباب عديدة جعلت من ظاهرة المدونات في الاردن بعيدة عن التأثير في الاعلام، اهمها ان اكثر المدونين في الاردن يأتون من الشرائح العليا في الطبقة المتوسطة والطبقة الغنية بسبب تمكنهم من اللغة الانكليزية والكومبيوتر وهؤلاء لهم هموم قد تجعلها بعيدة عن اهتمام وسائل الاعلام. وترى محادين ان اغلب الموضوعات التي تهم المدونين في الاردن هي قضايا تكنولوجيا المعلومات والهموم الشخصية والقليل من القضايا السياسية.
وعدا عن هذا فان ابتهال المراقبة لوضع المدونات ترى ان تركز ظاهرة المدونات في عمان وعدم انتشارها في مدن ومحافظات اخرى قد يكون من بين الأسباب التي حدت من العلاقة بين وسائل الاعلام والمدونين. وتضيف سببا آخر وهو عدم انتظام المدونين في الاردن ومثابرتهم في الكتابة اليومية وتجديد مواقعهم بشكل دائم ما يجعلها قليلة النفع كمصدر خبري او معلوماتي بالنسبة لوسائل الاعلام.
وترى إقبال ان المدونين في الاردن والذين لا يزيد عددهم على الألف مدون يتجنبون الخوض في القضايا السياسية او القضايا الخلافية الكبيرة، ولذلك فان احدا منهم لم يتعرض حتى الآن لأي مسائلة من قبل الحكومة.
هذه المسألة التي تثيرها ابتهال تبدو سببا جيدا ايضا لعدم تحمس وسائل الاعلام لاعتماد المدونات كمصرد اعلامي، فلماذا سيتم النقل عن هذه المدونات طالما هي لا تقل اكثر مما تقوله الوسائل الاعلامية الاخرى، فيما ان هذا الامر لا يبدو كذلك مع المدونات في بعض الدول العربية التي كسرت احتكار وسائل الاعلام للخبر وقدمت معلومات وكشف عن قضايا ما كانت وسائل الاعلام الاخرى قادرة على تناولها.
على ان من بين الاسباب الاخرى، هو ان المدونين الاردنيين المعروفين بمثابرتهم وجدية القضايا التي يتعاطونها موجودين خارج الاردن، وهو امر يحد كثيرا من قدرتهم على تشكيل مصدر للمعلومات بالنسبة لوسائل الاعلام.
على الرغم من ان الاردن حقق انتشارا كبيرا في مجال الانترنت الا ان ظاهرة التدوين بقيت اضعف مما هي عليه في بعض الدول العربية المجاورة، غير ان ما هو اهم من ضعف ظاهرة المدونات في الاردن هو غياب الأردنيين عما بات يعرف بـ"المواطن الصحفي"، فالى جانب عدم اهتمام المدونين بالواقع الذي يعيشونه وعدم تناولهم للكثير من القضايا السياسية او الاجتماعية او الخدمية وتركيزهم على المسائل الشخصية فان المدونات في الاردن لم تصل بعد الى حد تشكيل ظاهرة اعلامية والمدونون بعيدون عن كتابة تقارير تصلح كمادة اعلامية بعكس ما هو حاصل في دول اخرى. وفوق كل هذا فان ظاهرة المدونات في الاردن لا زالت بعيد ايضا عن استخدام الوسائل السمعية والبصرية كجزء من عمل "المواطن الصحفي".
وفي المقابل فان وسائل الاعلام المحلية لم تعط أي اهتمام يذكر للمدونات وقليلة هي التقارير او تكاد تكون معدومة، التي تناولت هذه الظاهرة، والسبب يعود الى عدم اكتراث وسائل الاعلام بهذه الظاهرة لاسباب مهنية وثقافية وعدم جدية ظاهرة المدونات في البلد.
غير ان الصورة لا تبدو قطعية بالكامل، فهناك علاقة ما نشأت بين الإعلام والمدونات تتمثل في اقبال عدد كبير من الكتاب والصحفيين على إنشاء مدونات لهم في مواقع محلية وعربية، مثل الكاتب يوسف غيشان وحلمي الاسمر وياسر ابو هلالة وباتر علي وردم وغيرهم، بيد ان اغلب هؤلاء الكتاب يستخدمون المدونات لاعادة نشر مقالتهم المنشورة في الصحف اليومية دون الارتقاء بهذه المدونات الى المعايير التي باتت تحكم عمل المدونين.
وهناك جانب آخر ظهر لهذه العلاقة فعندما وقعت تفجيرات فنادق عمان العام الماضي سارع بعض المدونين الى التعامل كصحفيين من خلال كتابة تقارير وانطباعات شخصية والتقاط صور، الامر الذي دفع باحد المواقع الانكليزية الى تجميع هذه المادة وإعادة نشرها. غير ان هذا الأمر لم يتكرر.
على أي حال، فان ظاهرة المدونات لم تعد تشكل تلك الظاهرة "المرعبة" او الغريبة، وما كان يقال عن تهديدها لوسائل الإعلام لم يعد امرا قائما، فظاهرة المدونات اليوم بدأت تنحو نحو "المأسسة" والالتزام بمعايير متشددة وتطبيق مواثيق اخلاقية نقلتها من الجانب العفوي الى نوع من المهننة. وفي الاردن فان المدونين، على الاقل المعروفين منهم، اوجدوا لانفسهم نوع من العمل المؤسسي من خلال الاجتماعات التي تعقد بين الحين والاخر، ويتم فيها مناقشة امور المدونات ووضع معايير اخلاقية ومهنية. هذا اضافة الى ان المواقع الاشهر في استضافة المدونات تفرض قيودا مشددة على المدونين وهو ما يحد من حرية المدون ويجعل عمله قريب مما تنقله الوسائل الاخرى.
المدونات في فلسطين: من موضة الى نشاط فكري
تقرير: خليل العسلي
بالنسبة الى الشاب خالد صافي، 28 عاما، من قطاع غزة فان النجاح الذي حققته مدونته، او البلوغر الخاص به، فاقت كل تصور من حيث الاقبال عليها، مما ادخل السعادة الى قلبه لان هذه المدونة بدأت كموضة.
"وجدنا ان هذه عبارة عن موضة جديدة في النشر عبر الانترنت بداية كانت مواقع انتقلت بعد ذلك الى عمل منتديات وحاليا اصبح الهوس الفكري التقني هو المدونات، ومن هذا وجدنا ان الوطن العربي او الفلسطيني سيكون عندهم مجال او بوابات خاصة بهم ونشر افكارهم".
هذه المدونة اطلق عليها خالد وزملائه اسم "رمش العين"، ولهذه التسمية قصة، كما يقول خالد. "نحن اطلقنا على الموقع ككل اسم "رمش العين" دليل على اننا عبارة عن رموش حامية لبلادنا فلسطين راعية لقضيتنا لامتنا وتسعى دائما لاظهار الجمال الرقة والابداع في العطاء...".
ويقول خالد ان مدونة "رمش العين" يقوم بزيارتها الآلاف يوميا. "تقريبا عندنا يوميا ما يناهز عشرة آلاف زائر كما ان عدد المشاركين رسميا وصل حتى الى الى اكثر من 37 الف و200 مسجل ومنضمين كأعضاء رسمين..".
هذا النجاح الهائل الذي حققته مدونة "رمش العين" دفع مؤسسة مجتمع الانترنت في فلسطين الى وضع هدفا قد يبدو غريبا للوهلة الاولى الا وهو تشجيع ما يسمى بالمدونات او البلوغرز في اوساط مستخدمى الانترنت الاخذ في الازدياد عاما بعد عام، كما قال عمر الساحلى، عضو مجلس ادارة مؤسسة مجتمع الانترنت.
"من اجل هذه القائمة الموجوده عندنا والتي تعتبر من القوائم النشطة جدا في الفترة الماضية من العام الماضي.. كان هناك الكثير من المواضيع النشطة جدا ووصل اعضاءها الى اكثر من الف وثلاثمائة وبالتأكيد نحن نشجع المدونات كمساحة للتعبير عن الرأي بشكل حر ومسوؤل وليس بشكل عشوائى".
ووفقا لاقوال الساحلي فان موضوع المدونات في فلسطين ليس جديد ولكن باشكال مختلفة، كالقوائم البريدية، لان هذه المدونات تتميز بالمواضيع التي يطرحها اصحابها والاهتمام العالمي بها، وهذا ما اكد عمر الساحلى: "ما يميزها انها انعكاس حقيقى لحجم ومساحة الحرية الموجودة في النقاش بالمجتمع الفلسطيني بشكل عام، مواضيعها ساخنة وصريحة جدا وتطرح قضايا تعتبر من المحرمات. السبب الثاني انها اداة لنشر معلومات مهمة جدا خاصة ان الاهتمام بالقضية الفلسطينية عالي حتى في القضايا الفنية الصغيرة المتعلقة بالاقتصاد والقضايا الجزئية وما يميز هذه المدونات او القوائم البريدية ان الاهتمام بها هو اهتمام تجاوز النطاق المحلي بكثير".
ولاهمية هذا الموضوع الذي اصبح تأثيره كبير اضطر نبهان خريشان، محاضر صحافة الانترنت، الى وضع مساق لتدريس المدونات لطلبة معهد الاعلام في جامعة بير زيت. "في هذا المساق نقوم بنشر مدونة لكل طالب على حدا بحيث يقوم بنشر مقالاتهم وآرائهم وحتى الاخطاء كجزء من هذه المادة ويقوموا بمتابعة التقارير والمقالات وبإحداث التغيرات اليومية المطلوبة على مدوناتهم".
ورغم ذلك فان نبهان يؤكد لطلابه ان المدونات لا يمكن اعتبارها مصدرا للمعلومات. "لا اعتقد ان المدونة هي مصدر للمعلومات وإنما وسيلة للتعبير عن الرأي الحر وهى وسيلة لتجنب الرقابة الرسمية على حرية التعبير عن الرأي".
ولعل اكثر من يثير قلق من يبدأ بوضع خطواته الاولى في عالم المدونات الرقابة على هذه المواقع وهذا ما ينفيه خالد صافي مؤكدا ان الرقابة نقيض عالم الانترنت. "في هذا العمل مهما يكن لا بد ان يكون هناك نوع من كسر الحدود لانه معروف ان الانترنت يعنى فضاء واسع".
في المدونات تقع الحروب العنيفة بدون إراقة نقطة دم واحدة كما يخرج فيض الروح والنفس بدون ان نغضب او نفرح احد فكل شئ يتم في عالم غير حقيقى، عالم نرسمه كما نريد في الشبكة العنكبوتية التي خيوطها اوهن من خيوط العنكبوت يتنهى بكبسه رز.
الـ"بلوغرز" تستقطب آلافا من الشباب اللبنانيين
تقرير: مالك القعقور
منذ فترة ليست قصيرة اجتذبت مواقع المدونات الإلكترونية آلافاً من الشبان اللبنانيين الذين برز استخدامهم لتلك الأداة الإعلامية السهلة في نظرهم والحاضرة في متناولهم خلال الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان.
فتلك المواقع التي تسمى "بلوغرز" تتمثل في صفحة من نوع خاص على شبكة الإنترنت، تُمكّن الأشخاص من كتابة أفكارهم وآرائهم في شأن مواضيع شتى، ومن ثم نشرها. وفي خضم ذلك النشاط نفسه، يمكن قراءة النصوص التي ينشرها الآخرون على الشبكة. وبهذا تكون الصفحة اقرب إلى الجريدة الإلكترونية، أو الى يوميات "أون لاين".
وتتألف صفحة "بلوغ" من رسالة واحدة أو اكثر، يكتبها المشتركون لغايات كثيرة منها توثيق الأفكار أو مشاركة الآراء مع الغير، إضافة إلى التعليق على القضايا المطروحة. الاشتراك في هذه الخدمة سهل ومجاني. ويقدمه عدد لا بأس به من المواقع الشبكية. أولاً، يملأ المشترك قسيمة تتضمن الاسم والبريد الإلكتروني، وكلمة السر، ونوع الجنس. ثم يرسل الموقع رقماً خاصاً إلى بريده الإلكتروني. ويستعمل المشترك الرقم الخاص لايصال معلومات إضافية عن عمله، ومكان اقامته، وهواياته، ونوع الأصدقاء الذين يريد الاتصال بهم. وفي خطوة تالية، يحصل المشترك على "موقع" شخصي، او بالأحرى ورقة الكترونية خاصة، تخوّله كتابة اليوميات وعرضها. وتمكن مواقع "بلوغ" المستخدمين من حفظ أي نوع من المعلومات على صفحات خاصة بهم. كما تضمن تلك المواقع خصوصية المعلومات الواردة في الرسائل وسلامتها.
فما هو هذا النشاط الذي نجح في جذب اهتمام آلاف الشبان في لبنان؟
تجيب صحافية تمنت عدم ذكر اسمها بالآتي: "أن تنشر أفكارك وآراءك وتجاربك على شبكة الإنترنت... أن تتواصل مع تولد الأنشطة الالكترونية في التواصل أشكالاً غير مألوفة من الكتابة. أشخاص يشاركونك أهواءك... أن تعبر عن رأيك في شؤون العالم والسياسة... أو أي شيء آخر يثير اهتمامك".
ويروي الصحافي محمد المرزوق لـ"عين على الإعلام" تجربته مع الـ"بلوغرز" قائلاً: "على رغم أن مدونتي التي بدأت الكتابة فيها، لم يمض عليها سوى عامين، إلا أنني مللت منها بسرعة، خاصة في الأشهر الأخيرة، لم اعد أرجع لها إلا قليلاً.. لا ادري! ربما لم تلق قبولاً ممن اعرفهم وممن بعثت لهم برابطها، ما جعلني أهملها، لم أر تفاعلا من احد، ما يعني عدم وصول صوتي".
- ماذا تكتب في مدونتك الالكترونية؟
"لا ادري هل يمكن أن أقول عنها مدونة، خاصة أنني لا اكتب فيها ثرثرة يومية. لا أفضل كتابة شيء نابع من فراغ عاطفي، أو من كبت جنسي، لم أكتب ما يدور في الشارع من أحداث. ولماذا اكتب عن خروجي من المنزل صباحاً، أو ما الذي تناولته على الغداء؟ لا يروق لي أن أعلق على خبر صحافي، الجميع سيعرف بالخبر فلماذا الكتابة عنه، خاصة أن ردة فعلي أو فعل من سيكتب عنه في أي مدونة أخرى، لن تختلف عن توجهات الناس في المجتمع الذي أعيش فيه، لأننا ننتمي إلى العقلية نفسها، وإن اختلفت الكلمات التي سننطق بها، في المحصلة النهائية لن يتغير شيء".
- وما الهدف منها إذا؟
"أطمح إلى حريتي دائماً، ليس في كل شيء كما يتصور البعض، وإنما في التعبير عن رأيي في كل صراحة، ربما في القيام بأمور لا أجد مبرراً لمنعها بعض الأحيان، إلا أن الهاجس يبدأ من العقل، حين يقمع عقلي ويفرض عليه نمطا واحد من التعبير، ويزاح منه كل ما له علاقة بالتفكير الحر، أكون أشبه ببغاء يكرر ما يسمع ولا يعلم معناه، أرفض أن أكون ببغاء في مجتمع مغلق. لذا أعتقد أن وجود مساحة خاصة لأعبر عما أريد شيء جميل، وإن لم يصل صوتي إلى مكان بعيد. وأرفض أن اكرر ما يقال في الشارع على مدونتي، إذ لن يقدم شيء أو يغير من الواقع، لذلك ابتعدت عن طرق التعبير المنتشرة في المدونات، واتجهت إلى نشر قصص تشير إلى الواقع في صور رمزية، تحمل من المعاني ما يغنيني عن الثرثرة التي تنتهي بمجرد انتهاء قراءة المكتوب فيها".
"كنت ارغب في أن أضع فيها ما لا يمكنني نشره في أي وسيلة إعلامية أخرى، هناك أمور على المستوى الشخصي لا يسمح لك بأن تقولها علانية، أحاول وضعها ضمن إطار قصصي، أتلبس فيها شخصيات القصة، ربما تتجه هذه المدونة التي تحوي القصص القصيرة في الانتشار أكثر من غيرها، أن يصل صوتي إلى كل قارئ، ولكن لم يصل، لا أحد يقرأ مدونات الآخرين، كل واحد منا لديه ثرثرته الخاصة، يكتفي بالحديث عنها في مجلس ما أو مع صديق، لا أحد يبحث عن ثرثرة الآخرين إلا من باب الفضول من دون أن يتخذ موقفاً، وإن حملت الثرثرة معنى محظوراً (طائفي أو جنسي، أو سياسي) فإنها ستقابل بالإيجاب ممن يؤيد الفكرة، أو السلب ممن يعتنق فكرة أخرى. وهذا ليس إبداعاً في حد ذاته إنما أشبه بتكرار ما يحفظ المرء يومياً، في البيت في المدرسة أو في الشارع، لذلك ابعد نفسي عن الكتابة المباشرة التي ملأت صفحات المدونات، لا أقول إنها فارغة من المضمون، لكني لا اتفق مع طريقة الكتابة فيها".
- ما هي إذا القضايا التي تركز عليها؟
"اكتب بطريقة تبعدني عن الثرثرة اليومية، في المدونات، أركز على قضايا لا تمس شخصي أو معتقدي أو جنسيتي أو المجتمع الذي أعيش فيه، إنما اكتب قصة يمكن أن يستشعرها أي كان في أي مكان، يعرف أني أبحث عن حريتي فيها، ربما يكون هذا هدفي من المدونة، الكتابة من دون رقيب، وإخبار الآخرين بأنني موجود، وأني لا أتفق معهم في شيء".
ويشرح مسؤول صفحة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور أحمد المغربي، مصدر الـ"بلوغرز" ومعناها وهدفها قائلاً: "بلوغرز" Bloggers ربما يجدر تذكّر هذه اللفظة طويلاً. تتألف بالانكليزية من شقين. يمثّل الحرف "بي" B القسم الاول منها. ويشير الى كلمة "بيوغرافي" Biography التي تعني سيرة. ويرتكز القسم الثاني الى كلمة "لوغ" Log، وتعني جدولاً تسجل عليه الأشياء بالتسلسل. يُطلق اسم "بلوغر" على من يقوم بكتابة ذلك المزيح المتألف من جدول وسيرة، على صفحة الكترونية. وبصيغة الجمع بالانكليزية، تصبح "بلوغرز".
- وما يلخص هذا اللفظ؟
"هذا اللفظ يلخص نوعاً جديداً من النشاط، يتوسع باطراد على الانترنت، وخصوصاً في أوساط الشباب. وغالباً ما يترك "بلوغرز" صفحات سيرهم الذاتية مفتوحة للجمهور. واحياناً، يُحدد "بلوغر" الاشخاص الذين يود اطلاعهم على تفاصيل حياته وارائه وتجاربه وصوره واحلامه وغيرها".
- وما هي الأسباب التي أدت الى انتشار الـ "بلوغرز" بهذه الكثافة؟
"ظهر مصطلح "بلوغر" في العام 1997، وسمحت بعض الأحداث السياسية البارزة، خصوصاً حرب العراق والانتخابات الرئاسية الاميركية، بتحوّل صفحات "بلوغرز" الى مصدر لتتبع الانباء، وكذلك للحصول على الرأي، لدى القسم الاكثر شباباً من جمهور الانترنت. والحال انها تتميز بميلها الى الجمع بين سرد الاحداث وابداء الرأي فيها، من وجهة نظر شخصية محضة. وشيئاً فشيئاً، تحولت تلك الصفحات الفردية والمُشَخصنة الى نوع من صحافة الكترونية "بديلة". ومالت تدريجاً الى تبني الوسائط المتعددة اعلامياً، اي ان الصفحة الواحدة تضم نصوصاً عن آراء صاحبها والأحداث التي تمر به، اضافة الى صور وتسجيلات صوتية وموسيقى وأغان واشرطة مصورة، معظمها من صنع الكاتب نفسه. ويميل بعض المراهقين راهناً الى جعل الأفلام الرقمية وسيلتهم الأساسية في التعبير. بالاختصار، انها نموذج من استخدام وسائل اعلامية متعددة في ايصال الرأي والتواصل مع الآخرين.
وتبدو "بلوغرز" وكأنها تمزج بين نوعين من "الكتابة": الصحافة، وخصوصاً صحافة الرأي، وكتابة السيرة الذاتية، ذلك الفن الادبي الذي برز مع صعود الحداثة غرباً، وخصوصاً مع طباعة الكتاب الشهير "اعترافات" للفرنسي جان جاك روسو".
هل نحن بصدد تحوّل ثقافي محمول على صفحات الكترونية ذات وسائط متعددة، يوازي ما حدث في عصر النهضة؟
"يبدو كاتب "بلوغر" وكأنه كائن "هجين" تماماً: مزيج من صحافي ومُدَوِّن مذكرات ومخرج افلام. هل هو كائن من نوع جديد، ولذلك لا نجد تعريفاً جاهزاً لوصفه. ماذا يؤدي اجتماع كل هذه الوسائط الإعلامية في شخص، وبطريقة سهلة، واستخدامها ضمن ذائقة شديدة الفردية؟ ماذا يعني ان يشد الانتباه العام، بما في ذلك اطر السياسة والصحافة المكتوبة والإعلام المرئي المسموع، الى هذا الموزاييك الالكتروني، الذي لا يوجد اي شيء يولِّفه ويجمع شتات افراده سوى تشاركهم في اداة تقنية في الاتصال، اي الشبكة الدولية للكومبيوتر؟ الا يعني ذلك، امكانية ان ندرج ظاهرة "بلوغرز" في اطار الظواهر العميقة التي تسهم في صناعة هوية الانترنت، وتحدد مصيرها، مثل ظواهر "هاكرز" و"سايبورغز" ومجموعات الشبيبة المناهضة للعولمة، على سبيل المثال؟ الأرجح ان "بلوغرز" تستدعي الكثير من الأسئلة التي يصعب الإجابة عنها في مقال يتيم. وما يلفت ان هذه الظاهرة وصلت فعلياً الى العالم العربي. ويشارك آلاف من شباب العرب في ظاهرة "بلوغرز"، بل ان بعضهم لعب دوراً في لفت النظر اليها على مستوى العالم".
البلوغرز السوريون:اختلافات وآفاق إعلامية جديدة
تقرير: أوس عباس
شهدت السنوات الأخيرة تزايدا سريعاً وتطورا ملحوظاً في أعداد المواقع الالكترونية السورية المعنية والمتخصصة بمجالات شتى، سياسية بالدرجة الأولى، ثقافية، اجتماعية، اقتصادية وإخبارية أيضا...
وتبدو للوهلة الأولى أنها تفوقت بشكل ملحوظ على الإصدارات الورقية، بشكل عام، من حيث الجرأة في الطرح وتناول موضوعات حساسة في أعدادها اليومية، الأسبوعية، وغيرها..
تصدر هذه المواقع وأيضا المدونات الشخصية من داخل سوريا ومن خارجها، ويعيش أصحاب بعض هذه المواقع في سوريا. وتنقسم الآراء بحدة، حول هذه الإصدارات الالكترونية، أصحابها، توجهاتها، حقيقة استقلاليتها.
فريق يرى أنها بديل عن الصحافة الورقية وأنها المنفذ الحقيقي للكتاب والصحفيين في سوريا، ومن أصحاب هذا الرأي الكاتب فايز سارة الذي كتب في منبر الإبداعات: "أدى التضييق على الصحافة المكتوبة وعدم تناولها القضايا الحساسة في السياسة السورية، إلى توجه المهتمين من الكتاب والصحافيين والعاملين في الشأن العام إلى النشرات الالكترونية..".
بينما لا يثق فريق آخر بهذه النشرات، ولا بأصحابها، ويعتبرونها مرؤوسة وموجهة، ويتسألون عن سبب السماح لهؤلاء بالتحدث عن أشياء لا يسمح لغيرهم بالتحدث عنها.. إنه "التنفيس" الذي تتبعه الحكومة.
ولكن في ذات الوقت، ماذا عن النشرات التي تغلق وتحجب ويضيق على أصحابها، هذا إن لم يتم اعتقالهم؟
تشير الأنباء إلى تزايد "القائمة السوداء" التي أعدتها الحكومة السورية، وتتضمن العديد من المواقع المحجوبة، وخاصة المواقع الإخبارية التي تنشر أخبارا تتناول الشؤون السورية. وقالت مصادر بالمؤسسة العامة للاتصالات السورية لشبكة "إسلام اون لاين" انه منذ بدء استثمار الإنترنت في سوريا تمت صياغة القواعد الأساسية للتعامل مع شبكة الإنترنت في حجب نوعية من المواقع.
تتمثل الأولى في المواقع الإباحية، أما النوع الآخر من المواقع المحجوبة تصنف وفقا للمؤسسة على أنها مواقع معادية، دون أن يكون هناك تفسير واضح لماهية المواقع المعادية، بحيث تشمل المواقع "الإسرائيلية" إضافة إلى المواقع الإسلامية ومواقع إخبارية تتناول موضوعات وأخبار سورية، ثم ما لبث أن تم حجب موقع إسلام اون لاين نفسه!
وبالتالي من المسموح أن نعتقد أن هذه النشرات والمواقع، أو معظمها، ليست مرؤوسة أو موجهة، والدليل أنها تشكل قلقا حقيقيا للحكومة.
- وماذا عن المواقع، وأصحابها، التي يتم استثنائها من حملات الحجب؟ كموقع "السيريا نيوز" مثلا.
يدافع نضال معلوف عن موقعه بمادة تحت عنوان "سيريانيوز ليست لغزا"، بعد مجموعة من التساؤلات حول هذا الموقع الإخباري وحول بعض علاقاته. يقول: "سيريانيوز هو احد أعمال المركز الاقتصادي السوري، وليس للمركز (كما لمؤسسه) أية انتماءات حزبية، وهو مركز مستقل، قطاع خاص، لا يتبع إلى أية جهة حكومية أو خارجية..".
وفي إجابته عن علاقة "السيريانيوز" ب فراس مصطفى طلاس، قال أنه "أحد المساهمين في المركز الاقتصادي لا أكثر..".
إذا، ربما يكون وجود مثل هذه العلاقة متوافقا مع استمرارها بالصدور، مجرد صدفة!
المهندس أيمن عبد النور، وهو شخصية سورية معروفة، بدأ عمله بإصدار "أوراق في الانترنت"، ثم تطور العمل فتم إصدار نشرة الكترونية جديدة باسم "كلنا شركاء في سوريا" عام 2003، التي تجاوزت فكرة جمع ما يكتب إلى طرح موضوعات يقوم كتاب ومثقفون بكتابتها خصيصاً للنشرة، وتم توسيع إطار توزيع النشرة الجديدة ليصل حجم توزيعها إلى نحو اثني عشر ألف مشترك في سوريا والعالم، تحمل إليهم آراء ومواقف السلطة والمعارضة، ووجهات نظر الذين يقفون بين الجانبين داخل سوريا وخارجها.
والهدف من إصدار نشرة "كلنا شركاء في سوريا"، كما يقول عبد النور في حوار معه: "خلق حراك اجتماعي، كي يطور النظام أدواته..".
ويرفض عبد النور وصف نفسه بأنّه من المعارضة، أو من السلطة، بل هو محسوب على الوطن المشترك بين الجميع، حسب تعبيره. ومع ذلك فقد تم إيقاف هذه النشرة البريدية.
وعانت الصحافة الإلكترونية السورية المهاجرة من "ويلات" جراء تخطيها للمحرمات الإعلامية سورياً. فحجبت سورية موقع "إيلاف"، الصحيفة الإلكترونية التي يعمل فيها سوريون في لندن. ولاقت المصير نفسه النشرة الإلكترونية "أخبار الشرق" التابعة لمعهد الشرق العربي في لندن، والتي يديرها إسلاميون من أقطاب المعارضة، إضافة إلى مواقع كردية تعمل في ألمانيا، وغيرها الكثير..
ويصنف أصحاب النشرات الالكترونية أو كتابها تحت عدة تسميات، مثلا: علي جمالو، محرر شام برس "إعلامي محترف"،_وهو أول موقع يعمل من داخل سوريا_ وليد قارصلي محرر المنتدى الثقافي السوري"مثقف مهتم"، نضال معلوف محرر موقع سيريا نيوز" مستثمر"، الأيهم صالح، محرر في مرآة سورية "هاوي".
وعلى اختلاف توجهات هذه المواقع والعاملين في الصحافة الالكترونية المختلفين في انتمائهم أو مشاربهم، أو لغة الكتابة، ولكنهم على الأقل من وجهة نظر الواقع متفقون على طرح ما لم تعتد الصحف المكتوبة على طرحه، وبجرأة تنطوي على معلومة ورقم واسم. وإن اختلفت الأساليب والغايات، ويلقون ذات المعاملة من الجهات الرسمية.
يقول بيار أبو صعب: "تفتّحت الأصوات والمواقع. يكفي أن تنقر على “الماوس”، أن تداعب لوحة المفاتيح قليلاً... كي تأخذ ثأرك (التاريخي) من السلطة المستبدّة وخطابها وكل رموزها وأدواتها. لمسة واحدة تعيد إليك ما فاتك من الديمقراطية منذ... الحجّاج بن يوسف. لكن الحريّة يا صاحِ ليست بهذه السهولة... إنّها محض سراب في ديار العرب. وإذا بـ“المدوّنين” أو البلوغرز يصبحون "الخطر القومي الرقم واحد"!
فما هو إذا مستقبل الصحافة الالكترونية السورية على وجه التحديد، في ظل غياب قانون يشرف على عملها؟ وفي ظل تحول "البلوغرز" إلى "خطر" وتعرضهم للاعتقال شهور أو سنوات في بعض الأحيان بعد محاكم من قبل أمن الدولة، أو محاكم شبه عسكرية، والتهمة: "ثرثرة انترنت".
ثمة من يرى أن لا طائل من هذه المعاملة التعسفية مع هذه المواقع وأصحابها، وأن هناك أساليب كثيرة لفك المحجوب، وأن هذا الكم الهائل من المهتمين والكتاب والمواد المنشورة حققوا أثرا واضحا وكسروا حاجز الخوف وفتحوا آفاقا إعلامية جديدة، ربما تكون فيما بعد محرضا للصحافة الورقية.
مصر: المدونات صداع في راس السلطة
تقرير: علاء الغطريفى
عند الحديث عن المدونات لابد من وضع عنوان عام للامر للاشارة الى كونها جزءا من الاعلام المصرى فى الوقت الحالى، فاى باحث منصف لايمكنه اغفال الدور الذى تلعبه المدونات رغم محدودية عددها، 2000 مدونة، بالنظر الى وجود اكثر من 100 مليون موقع بلوج على مستوى العالم.
والتأثير فى هذه الحالة يتعلق بما اثارته بعض المدونات المصرية طيلة العامين الماضيين من قضايا تمحور معظمها حول السياسة، فتحول بعضها لبوق معارض للنظام المصرى وتوجه تركيز بعضها الى فضح ممارسات بعض رجال الشرطة تجاه المواطنين، وهو ما تجسد فى بث صور لممارسات الامن العنيفة مع المواطنين، سواء فى اقسام الشرطة او فى المظاهرات.
وفى هذا السياق اشتهرت مدونات مثل "الوعى المصرى" و"مالكوم اكس" و"علاء ومنال" و"بهية"، فصارت مصدرا خبريا للكثير من الصحف خاصة التى تحمل وجهة نظر معارضة للنظام بل وانصرف الامر على صحف مستقلة لاتتحدث بلسان تيار بعينه. ومن الاحداث التى نقلتها الصحف عن هذه المدونات صور الاعتداءات على المتظاهرين يوم الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية وفعاليات الانتخابات البرلمانية الاخيرة واحداث التحرش الجنسى وسط مدينة القاهرة التى انكرتها وزارة الداخلية، وأحدثت ضجة فى مصر لم تهدأ فصولها حتى الآن وفضيحة تعذيب احد السائقين فى قسم شرطة وواقعة ضرب احد رجال الشرطة لمواطن على قفاه، واخر مابثته المدونات واقعة لضرب مبرح لاثنين فى المواطنين فى احد اقسام الشرطة.
وباتت بذلك هذه المدونات تؤرق وزارة الداخلية المصرية لان المواد التى تبثها تشوه من صورة رجل الشرطة ومن ثم فقد نال بعضهم التوقيف خلال مشاركته فى مظاهرات مطالبة بالاصلاح ومنها ماحدث لدى القاء القبض على بعضهم اثناء مظاهرة للتضامن مع القضاة بوسط مدينة القاهرة.
ويبرز بين المدونين المصريين اسماء مثل علاء عباس صاحب مدونة "الوعى المصرى" (اشهر مدونة مصرية) ومالك مصطفى وعلاء سيف الدولة ومنال حسن ونورا يونس.
ويضاف الى هؤلاء صاحبة مدونة "بهية" -تعيش بالولايات المتحدة- التى تكتب مدونتها باللغة الانجليزية وتنشر بها مقالات سياسية بالانجليزية، تنتقد فيها الاوضاع فى مصر بجرأة وموضوعية للدرجة التى جعلت الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يتحدث عنها فى قناة "الجزيرة"، ويشير الى انها افضل من اى صحفى اخر. ومما ينبغى الاشارة اليه ان معظم المدونون يكتبون من داخل مصر.
ويوما بعد يوم يزيد عدد المهتمين بزيارة المدونات بوصفها مصدرا للاخبار خاصة لدى نشرها او بث صورا فوتوغرافية او متحركة بشأن حادث ما، وهو ماحدث مع مدونة "مالكوم اكس" التى ارتفع عدد زوارها –وفق صاحبها مالك مصطفى– الى 60 الف زائر.
وعلى كل حال فانه يمكن القول ان اهم ما فى المدونات المصرية هو انها نابعة من الشباب وتعبر عنهم، وتختلف اعمار المدونين، فمنهم من هو فى العشرينات والثلاثينات وهناك ايضا فئات عمرية اقل، كما فى مدونة " شمعة" التى تكتبها طالبة فى الثانوية العامة وتتحدث فيها عن الحصص والمدرسين والهروب من المدرسة ومضايقات الاصدقاء وحقيبة المدرسة واسعار الساندوتشات فى كانتين المدرسة.
وبالنسبة للمدونات المصرية فيمكن القول ان اهم مايميزها هو عدم وجود سقف او حدود، لذا انتشرت المدونات السياسية والتى يعبر من خلالها الجميع عن افكارهم دون خوف من الرقابة بالشكل الذى صارت معه صداعا للسلطات المصرية، وهناك ايضا المدونات الادبية التى يكشف الكثير منها عن مواهب شابة، غير ان بعضها لا يخرج من عباءة محاولات مراهقة.
وتمتد الانتماءات السياسية للمدونات المصرية بين اليمين واليسار بكل ما يحملان من تنوعات، ولكن الاشتباكات والتباينات اقل حدة واهدأ وتأخذ فى احيان كثيرة شكل حوارى عاقل دون ديماغوجية الشعارات الايديولوجية.
ولم تتكسر فى المدونات القيود على السياسة بل امتد الامر الى الدين والعلاقات والمشاعر، وبالنسبة للدين كانت مدونة عبدالكريم نبيل، طالب جامعة الازهر، الاكثر اثارة للجدل خاصة بعد توقيفه بتهمة ازدراء الاديان وسب الرسول والصحابة واهانة رئيس الجمهورية، لينتهى الامر الى الحكم بالسجن اربع سنوات، وتصبح محاكمته الاولى فى تاريخ المدونات المصرية، وفتحت جدلا لم ينته حول حدود التعبير على الانترنت وبخاصة فى المدونات.
وتأتى فى نفس السياق حول الخروج على المألوف مدونة لفتاة مصرية اسمتها "مزة مصرية" – "مزة لفظ عامى يستخدم لوصف الانثى مكتمالة الانوثة – وحاولت فيها التعبير عن رغباتها الجنسية، ومن ثم زاد عدد زوراها، وكان الهجوم عليها قاسيا باستخدام الفاظ نابية وجارحة وخارجة مما دفعها فى النهاية الانسحاب واغلاق مدونتها.
وفى ظل جرأة المدونين وتمكنهم من التحول الى مصدر للاخبار لوسائل الاعلام، طالب بعضهم بمساواته بالصحفيين او تكوين نقابة خاصة بهم تحميهم وترعى مصالحهم، ولكن يبدو ذلك حلما بعيد المنال لان الامور ليست بهذه السهولة فهناك موانع عدة اهمها مثلا عدم توافر عنصر الدقة والمهنية فى كل ماينشر على هذه المدونات وهو ماتحدثت عنه اقلام كبيرة فى مصر، اما بالنسبة لتكوين نقابة خاصة بهم، فالموانع اكثر صعوبة ان لم تكن مستحيلة.
وبالقطع فان المدونات فى مصر تشكل جزءا من نسيج مشهد الاعلام المصرى، وتشغل حيزا له تأثيره بالنظر الى المواد التى تنشر عليها، سواء مكتوبة او مسموعة او مرئية، او مايمكن تسميته بصحافة المواطن.
• عن اذاعة عمان نت