البيت الأبيض ناقش مصير القذافي وطائرات أميركية رصدت موقعه

تاريخ النشر: 25 أكتوبر 2011 - 11:02 GMT
قتل القذافى كان من بين ثلاثة سيناريوهات تمت مناقشتها خلال جلسة في البيت الأبيض
قتل القذافى كان من بين ثلاثة سيناريوهات تمت مناقشتها خلال جلسة في البيت الأبيض

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية عن عقد البيت الأبيض اجتماعا استغرق 90 دقيقة عشية يوم الأربعاء الماضى استبق الإعلان عن مقتل معمر القذافى، للوقوف على مصير العقيد الليبى فى حال تم القبض عليه حيًا سواء فى ليبيا أو فى دولة مجاورة.

وذكرت الصحيفة - فى سياق تقرير أوردته اليوم الثلاثاء على موقعها على شبكة الانترنت - أن ذلك الاجتماع بالإضافة إلى آخر لقاء كانت قد عقدته وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون مع قادة المجلس الانتقالى الليبى قبل يومين من اجتماع البيت الابيض ، يوثقان "للحساسية المفرطة" التى تتميز بها تلك القضية فضلا عن "التناقض"الذى أثارته على كلا الجانبين.

وأشارت الصحيفة فى هذا الصدد إلى ما جاء على لسان بعض المسئولين الأمريكيين حول انقسامات حادة داخل المجلس الانتقالى بشأن تقرير مصير العقيد القذافى، إذ رأى البعض ضرورة أن تتم محاكمة القذافى داخل ليبيا، بينما اعتبر البعض الآخر أن محاكمته سوف تثقل كاهل المجلس الانتقالى بعبء ثقيل إلى جانب العديد من المشكلات الأخرى التى يواجهها بالفعل.

ولفتت الصحيفة الأمريكية النظر إلى أن ذلك التناقض على الجانب الليبى انعكس بدوره على الجانب الأمريكى، إذ تراود لدى البعض بالإدارة مخاوف إزاء انعدام المصادر الكافية التى تمكن الليبين من إجراء محاكمة عادلة للقذافى، فيما قلق البعض الآخر من النظر الى ضغوطاتهم على الليبين لإرسال القذافى إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاى باعتبارها "تعديًا على سيادة"الدولة الليبية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية عن أحد كبار المسئولين بالإدارة الأمريكية قوله"إن التحدى الأكبر أمامنا تمثل فى كيفية عقد توازن بين السيادة الليبية وبين إجراء تقييم صريح حول إمكانية أن يحظى القذافى بمحاكمة عادلة وفقًا للمعاييرالدولية."

وأفاد مسئولون أمريكيون فى هذا الصدد بأن الوزيرة هيلارى كلينتون كانت قد استعرضت الخيارات المتاحة أمام الليبيين، موضحةأهم المبادئ الأساسية التى تستند عليها المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدة فى الوقت ذاته أن القرار بشأن مكان محاكمة القذافى قرار يرتئيه الليبيون دون سواهم.

أردفت الصحيفة بالقول إن الولايات المتحدة عرضت على الليبيين مساعدتهم فى وضع نظام قضائى يستطيع التعامل مع قضية بمثل هذا الحجم، فضلا عن إعداد خطط حول كيف يجب أن يتفاعل المجتمع الدولى فى حال وردت أنباء تفيد بمنح القذافى اللجوء السياسى فى إحدى دول العالم الثالث مثل تشاد أو غينيا الاستوائية على سبيل المثال.

وفى ختام تعليقها قالت الصحيفة الامريكية، إن قتل القذافى كان من بين ثلاثة سيناريوهات تمت مناقشتها خلال جلسة البيت الأبيض يوم الاربعاء الماضى.

طائرات أميركية رصدت القذافي

من جهة أخرى قال موقع ديبكا الاستخباراتى الإسرائيلي، إن طائرات أمريكية بدون طيار رصدت طوال أسبوعين على الأقل، أي منذ مطلع أكتوبر، المنزل الذي اختبأ معمر القذافي بداخله في سرت، وقال الموقع إن هناك أوصافًا دقيقة حول كيفية قضاء القذافي الأيام الأخيرة من حياته، وكيف أنه رفع عن نفسه حالة الحذر التي كان يتبعها منذ سنوات طويلة، وتحدث بحرية في الهواتف المتصلة بالأقمار الصناعية والهواتف المحمولة التي كانت بحوزته، وكأنه أراد أن يكشف مكان اختبائه بنفسه، وهناك تفاصيل أخرى تفسر ما حدث يوم الخميس الماضي صباحا، حين قرر القذافي مغادرة المنزل في سرت، ومحاولة الفرار منه في قافلة تضم 95 سيارة، وهي محاولة وصفتها دوائر عسكرية غربية بأنها (رحلة انتحارية)، حيث إن طائرة رصد إلكترونية أمريكية كانت أول من رصدته.

وطبقا للموقع نقلا عن صحيفة بريطانية، فإن القيادة الأمريكية قررت منح طائرات قتالية فرنسية كانت في المنطقة دور مهاجمة السيارة التي كان بها القذافي.

وقال الموقع إن صحيفة (دير شبيجل الألمانية الأسبوعية) المعروفة بعلاقاتها مع أجهزة الاستخبارات الألمانية، نشرت من جانبها يوم 24/10 أن من أبلغ الأمريكيين عن المعلومات حول مخبأ القذافي في سرت، كان جهاز الاستخبارات الألمانية الـ BND، والذي لعب دورًا مركزيًا في عمليات الاستخبارات الغربية في ليبيا على الرغم من المعارضة القاطعة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأي مشاركة لبلادها في الحرب.

واعتبر موقع ديبكا الإسرائيلي إنه بمعنى آخر، لم تلعب الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، دورًا مركزيًا في التصفية النهائية للقذافي فحسب، ولكن بدون تدخلهم العسكري المباشر في ليبيا، لم يكن المتمردون لينجحوا إطلاقا في الانتصار على معمر القذافي.

وتشير المصادر العسكرية والاستخباراتية إلى أن جميع هذه التطورات تحمل رسالتين أساسيتين لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أولهما أن الولايات المتحدة لن تتردد والناتو أيضا في التدخل في التمرد ضد الأنظمة التي يرأسها ديكتاتور، بما في ذلك في خطوات اغتيال رؤساء هذه الأنظمة، وبذلك لا توجد غرابة في أن المتمردين في سوريا ضد الرئيس بشار الأسد، بدأوا منذ يوم الخميس 20/10 في رفع العلم الليبي كإشارة بأن نهاية الأسد وشيكة.

أما ثاني تلك الإشارات فهي من أجل دفع التمرد العربي أو كجزء من دفعة إلى الأمام، حيث تبدي الولايات المتحدة والناتو استعدادا للعمل على تشكيل أنظمة إسلامية أصولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعلن تلك الأنظمة أن الشريعة الإسلامية هي مصدر الدستور الجديد لها.