البيت الأبيض يلتزم الحذر تجاه اتفاق مكة وحماس ترفض الاعتراف بإسرائيل

تاريخ النشر: 09 فبراير 2007 - 04:48 GMT

الوقت االذي اكدت فيه حركة حماس رفضها للاعتراف باسرئيل التزم البيت الابيض يوم الجمعة الحذر بشان اتفاق مكة لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة.

وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض "لم نر في الواقع الاتفاق ومن المهم منحنا بعض الوقت للنظر فيه خاصة في تفاصيله."

وتوصلت حماس التي ترفض واشنطن التعامل معها لانها ترفض اسرائيل الى الاتفاق يوم الخميس لوضع نهاية لاقتتال داخلي قتل فيه عشرات الفلسطينيين.

وقال بيرينو ان الولايات المتحدة تقدر دور الوساطة الذي لعبته السعودية للتوصل الى الاتفاق الذي وقع في مدينة مكة المكرمة.

وقالت ايضا ان اي تراجع في العنف نتيجة الاتفاق موضع ترحيب.

وقالت للصحفيين "من البديهي ان العنف لم يخدم احدا. في الواقع لم يؤد الا لمقتل ابرياء كثيرين. يحدونا الامل ان ينحسر العنف وان يصمد ذلك الاتفاق. ثم وعندما تسنح لنا الفرصة للنظر في الاتفاق بشكل اكثر تفصيلا سنتمكن من قول المزيد."

حماس ترفض الاعتراف باسرائيل

واكدت حركة حماس يوم الجمعة انها لن تعترف ابدا باسرائيل وان الاتفاق الذي ابرم بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لا يغير موقف حماس .

وقال نزار ريان وهو من كبار زعماء حماس في غزة لرويترز " لن نعترف باسرائيل لا يوجد عندنا شيء اسمه اسرائيل لا في الواقع ولا في الخيال.

"هذه فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى."

وأقر متحدث باسم حماس تصريحات ريان.

وحثت حركة حماس الغرب يوم الجمعة على قبول حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة قالت انها السبيل الوحيد لضمان الاستقرار في الشرق الاوسط.

ووقعت حركتا حماس وفتح اتفاقا يوم الخميس لتشكيل حكومة وحدة وطنية لانهاء الاقتتال بينهما ومحاولة اعادة المعونات الغربية التي اوقفت بسبب رفض حماس الاعتراف باسرائيل.

وقال غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية التي تتزعمها حماس لرويترز انه تم الاتفاق مع السعوديين على تسويق هذه الاتفاقية دوليا.

واضاف ان الاشقاء السعوديين على اتصال مستمر مع الامريكيين والاوروبيين واعتقد ان هناك امكانية لتسويق هذه الاتفاقية.

وقال في اشارة الى الولايات المتحدة انها لا يمكن ان تتجاهل هذه الاتفاقية وتفرض شروطها الخاصة.

واردف قائلا انه يجب على الاتحاد الاوروبي فتح حوار مع هذه الحكومة الجديدة وان هذا هو السبيل الوحيد لاشاعة الاستقرار في المنطقة.

وقالت اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة انه يتعين على حماس نبذ العنف والاعتراف باسرائيل والالتزام باتفاقيات السلام الحالية قبل امكان رفع العقوبات.

ولم يكن هناك رد فعل دولي قوي على الاتفاقية التي وقعت في السعودية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس.

ولكن نبيل عمرو مستشار عباس قال انه يخشى الا تكون هذه الاتفاقية كافية لانهاء العقوبات الدولية التي يقول الفلسطينيون انها المسؤولة الى حد ما عن اعمال العنف التي ادت الى قتل 90 شخصا منذ ديسمبر كانون الاول.

وقال لرويترز في مقابلة انه لا يستطيع ان يقول وليس لديه توقعات كبيرة ان تؤدي هذه الاتفاقية الى رفع الحصار بشكل كامل ولكنها ستمهد الطريق امام انهائه.

ولم يشر الاتفاق الى الاعتراف باسرائيل وهو شرط وضعته المجموعة الرباعية لاحلال السلام بالشرق الاوسط لرفع العقوبات التي فرضت على السلطة الفلسطينية بعد فوز حماس على فتح في انتخابات العام الماضي.

وسعى عباس خلال محادثات مكة الى الحصول على اعلان واضح بان الحكومة الجديدة "ستلتزم" بالاتفاقيات السابقة.

لكن رسالة من عباس لاعادة تعيين اسماعيل هنية رئيسا للوزراء دعت حماس الى "احترام قرارات الشرعية العربية والدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية."

فرنسا تدعو الى دعم الاتفاق

ودعت فرنسا المجتمع الدولي يوم الجمعة لمساندة حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة اتفقت الفصائل الفلسطينية على تشكيلها بينما صرح خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي بان الاتحاد سيدرس الاتفاق بايجابية لكن بحذر.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي يوم الجمعة تأييده للاتفاق الذي وقعته فصائل فلسطينية في مكة يوم الخميس وطالب المجتمع الدولي بدعم الحكومة الجديدة.

وقال دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي انه من السابق لاوانه توقع اتخاذ قرار بانهاء الحظر الاوروبي المفروض على المساعدات المقدمة للحكومة الفلسطينية واستئناف الاتصالات المباشرة معها حين يلتقي وزراء خارجية دول الاتحاد السبع والعشرين خلال اجتماعهم الشهري يوم الاثنين القادم.

لكنهم توقعوا أيضا ان يصدر الوزراء الاوروبيون بيانا ايجابيا بشأن الاتفاق الذي وقع في مكة أمس.

وقال دوست بلازي في بيانه "أحيي الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني الذي أبرم في مكة أمس لتشكيل حكومة وحدة وطنية."

وأضاف "ادخال في برنامج هذه الحكومة احترام القرارات الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الالتزام الكامل بمطالب المجتمع الدولي."

وصرح دوست بلازي بان هذه المطالب تتضمن على وجه الخصوص الاعتراف باسرائيل لكن الاتفاق الذي تلي أمس لم يتضمن اشارة لذلك.

وقال وزير الخارجية الفرنسي "بموجب هذه الشروط نرى ان تشكيل حكومة جديدة على أساس هذا البرنامج يجب ان يلقى تشجيعا ودعما من المجتمع الدولي".

وعلقت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي المساعدات والاتصالات مع الحكومة الفلسطينية بعد ان هزمت حماس فتح في الانتخابات التي جرت في كانون الثاني/ يناير من العام الماضي ورفضت الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والقبول باتفاقات السلام المؤقتة المبرمة.

وأعلنت المتحدثة باسم سولانا اليوم أن الاتحاد سيدرس اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الذي توصلت اليه فصائل فلسطينية أمس الخميس. وقالت كريستينا غالاش "سندرس التفاصيل بنية خالصة وبشكل ايجابي لكن بحذر."

وفي رد فعل مبدئي رحبت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت مساء الخميس بجهود انهاء العنف وتعزيز المصالحة الفلسطينية ووصفت اتفاق تشكيل حكومة وحدة بانه "تطور هام ومثير للاهتمام."

لكنها قالت ايضا ان تفاصيل الاتفاق بحاجة الى دراسة متأنية.

وصرحت المتحدثة باسم سولانا بان الاتحاد رحب بجهود الوساطة التي بذلتها السعودية للتوصل للاتفاق وأضافت أن الاتحاد الاوروبي دعا منذ العام الماضي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحترم الشروط الاساسية للمجتمع الدولي.

وقالت غالاش إن لجنة الوساطة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا تجري مشاورات هاتفية لمعرفة ما اذا كان الاتفاق تضمن شروطها الثلاثة وهي اعتراف حماس باسرائيل ونبذ العنف والاعتراف باتفاقات السلام السابقة.

وقال دبلوماسي اوروبي "فتحت مجددا نافذة أمل. يمكن القول بكل ثقة انه من الافضل ان يتوصلوا الى اتفاق بدلا من ان يطلقوا الرصاص على بعضهم البعض. لكن قد يكون هذا كل ما بوسعنا ان نقوله."

ومن المقرر ان يجتمع سولانا مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في مطلع الاسبوع في ميونيخ خلال مؤتمر أمني.

ورحبت ألمانيا يوم الجمعة باتفاق وقعته حركتا حماس وفتح الفلسطينيتين يوم الخميس لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال المتحدث الحكومي اولريتش فيلهيلم "الاتفاق خطوة اولية في الاتجاه الصحيح."

ومن المنتظر ان تعقد لجنة الوساطة الرباعية اجتماعها القادم على المستوى الوزاري بعد ان تجري وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس محادثات مع ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي ومع عباس يوم 19 شباط/ فبراير.

© 2007 البوابة(www.albawaba.com)