التشريعي الفلسطيني يواصل مناقشة حكومة هنية

تاريخ النشر: 17 مارس 2007 - 01:00 GMT

واصل المجلس التشريعي الفلسطيني السبت جلسة عقدها خصوصا للتصديق على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تضم أعضاء من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة فتح المتناحرتين والتي يأملون أن توقف الاقتتال الداخلي وتساعد على رفع حظر يفرضه الغرب منذ عام.

واستبعدت اسرائيل اجراء محادثات مع الحكومة الفلسطينية الجديدة في ضوء رفض حماس قبول المطالب التي حددتها لجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل وقبول اتفاقات السلام المؤقتة.

ولكن مع تزايد نفاد الصبر الدولي ازاء هذا المأزق الدبلوماسي وتفاقم الفقر الفلسطيني وانعدام القانون هناك ظهرت علامات على مرونة غربية بشأن التحدث مع اعضاء الحكومة الجديدة غير المنتمين لحماس في المستقبل.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نص كلمته الذي تم الحصول عليه قبل أن يلقي الكلمة أمام المجلس التشريعي "في عرس الوحدة الوطنية الذي نشهده اليوم أود أن أعبر عن تقديرنا الكبير لهذا الترحيب العربي والعالمي بقيام حكومة الوحدة الوطنية ونأمل أن يتحول هذا الترحيب الى خطوات ملموسة لإنهاء الحصار."

وحضر 87 عضوا من 132 عضوا بالمجلس التشريعي الجلسة في مدينة غزة للاستماع لكلمة عباس الذي وقع اتفاقا لاقتسام السلطة مع حماس الشهر الماضي.

ولم يتمكن 41 عضوا بينهم 37 عضوا من حماس من الحضور لأنهم في السجون الاٍسرائيلية.

وسيعرض رئيس الوزراء اسماعيل هنية وهو من حماس تشكيل الحكومة الجديدة قبل اجراء تصويت على الثقة بالحكومة. وسيؤدي الوزراء اليمين بعد ذلك في مكتب عباس في رام الله.

وأكد هنية في كلمته أمام المجلس التشريعي حق الفلسطينيين في مقاومة اسرائيل قائلا "تؤكد الحكومة أن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني وكفلته كافة الاعراف والمواثيق الدولية ومن حق شعبنا الدفاع عن نفسه أمام أي عدوان اسرائيلي وترى أن وقف المقاومة مرهون بانهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والعودة والاستقلال."

واكد هنية ان حكومته ستعمل على "اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة" على جميع الاراضي المحتلة في 1967، بدون الاعتراف باسرائيل.

واكد هنية ان "المقاومة حق مشروع" للشعب الفلسطيني وان تعهد بان تعمل الحكومة على "تثبيت التهدئة (مع اسرائيل) وتوسيعها".

ودعا رئيس الحكومة الاسرة الدولية الى "رفع الحصار" المفروض على الحكومة الفلسطينية منذ تولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) رئاستها قبل عام.

وقال هنية في بيانه ان حكومته "تحترم قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية".

واضاف ان الحكومة "ستعمل مع الاشقاء العرب والمجتمع الدولى من اجل انهاء الاحتلال (الاسرائيلي) واستعادة الحقوق المشروعة لشعبنا وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة وعاصمتها القدس حتى نتمكن من بناء السيادة على جميع الاراضي التي احتلت في 1967".

وقد يرتبط مصير الحكومة الجديدة بقدرتها على رفع الحصار الاجنبي عن السلطة الفلسطينية التي تعتمد على المساعدات والتي لم تستطع صرف رواتب الموظفين الحكوميين كاملة لمدة عام.

وقطعت اللجنة الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة المساعدات المباشرة للحكومة قبل عام بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية وتوليها السلطة.

وصرح مسؤول اميركي يوم الجمعة بأن الولايات المتحدة قررت ان تترك الباب مفتوحا امام اجراء اتصالات غير رسمية مع سلام فياض المرشح لتولي وزارة المالية الفلسطينية وهو سياسي مستقل.

ودعت فرنسا وزير الخارجية الفلسطيني الجديد زياد أبو عمرو لزيارة باريس وقال دبلوماسيون أوروبيون ان بريطانيا تعتزم السماح باجراء اتصالات دبلوماسية مع وزراء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الذين لا ينتمون لحماس.

وقال مصطفى البرغوثي المرشح لتولي وزارة الاعلام ان حكومة الوحدة ستنهي الحصار الدولي مشيرا الى مؤشرات من أوروبا. وأضاف أن العالم العربي أعرب عن رغبته في انهاء الحصار.

وشكك شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي في امكانية تشجيع حكومة الوحدة لإحلال السلام.

وقال لراديو اسرائيل "لتشكيل حكومة فلسطينية تعمل تجاه احلال السلام... فلن يكون الاتفاق بين حماس وفتح كافيا. هناك حاجة أيضا لإشراك اسرائيل."

وكرر البرغوثي تصريحات سابقة لمتحدث باسم حماس ينتقد فيها أي خطوات للقوى الغربية لمقاطعة وزراء حماس والسماح بإجراء اتصالات مع وزراء من فتح والوزراء المستقلين.

وقال ان الفلسطينيين لا يقبلون الانتقاء فهي حكومة واحدة وفريق واحد يعمل معا مضيفا أن برنامج الحكومة الجديدة يفي بكل المتطلبات لإقامة علاقات طبيعية بين الفلسطينيين والمجتمع الدولي.

وتظاهر عشرات الصحفيين الفلسطينيين خارج المجلس التشريعي احتجاجا على خطف الصحفي البريطاني الان جونستون الذي يعمل بهيئة الاذاعة البريطانية والذي خطفه مجهولون في غزة يوم الاثنين.

وقال سايمون ويلسون مدير مكتب هيئة الاذاعة البريطانية "الان جونستون ليس صحفيا أجنبيا. الان جونستون صحفي من غزة... سنستمر في العمل لحين عودة الان لنا."

وفي احتجاج منفصل طالب فلسطينيون اعتادوا العمل في مستوطنات يهودية سابقة في غزة بوظائف جديدة وقالوا ان وزير الزراعة السابق المنتمي لحماس قام بتسريحهم.

ومن المرجح أن تتعهد الحكومة الجديدة "باحترام" اتفاقات السلام السابقة بموجب اتفاق مكة الذي أبرم بين حماس وفتح في الثامن من فبراير شباط بوساطة السعودية.

وبالرغم من أن هذه الاتفاقات تهدف الى اقامة في نهاية الامر دولة فلسطينية جنبا لجنب مع اسرائيل الا أن حماس تقول انها لن تعترف أبدا باسرائيل.

ويقول مسؤولون من حماس ان حماس ستساند جدول الاعمال السياسي للحكومة فقط لفترة انتقالية.

وقال مشير المصري عضو المجلس التشريعي من حماس لرويترز "نحن نؤمن بتحرير أرضنا بشكل تدريجي... أي برنامج يتعاطى مع التدرج في تحقيق أهدافنا على قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت هو برنامج ممكن أن ندفع باتجاهه."

وقالت الولايات المتحدة انه يتعين على أي حكومة فلسطينية أن تفي بشروط لجنة الوساطة الرباعية لكنها أرجأت الحكم على حكومة الوحدة. واتخذت روسيا مثلها في ذلك مثل فرنسا موقفا أقل تشددا.

أما اسرائيل فاتهمت الحكومة الفلسطينية الجديدة بمساندة "الارهاب" وقالت انه يتعين مقاطعتها.

وصرحت متحدثة باسم رئاسة الحكومة الاسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية ان اسرائيل لن تتفاوض مع الحكومة الفلسطينية الجديدة وقالت ميري ايسين ان "اسرائيل لن تعترف ابدا بهذه الحكومة الجديدة ولن تعمل معها ولا مع اي من اعضائها.