تقول مصادر مطلعة إن منظمة التعاون الإسلامي، تحرص على ضمان التزام المجموعة الإسلامية التي تمثلها في الأمم المتحدة بمواقف المنظمة، وخاصة فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، الذي انتقل جزء من رحاه إلى أروقة الأمم المتحدة.
وتحيل قراءة مفصلة لجملة من النتائج، إلى استنتاجات تأخذ في الحسبان، الكتل الكبيرة في عمليات التصويت التي تجري في الأمم المتحدة، ففي التصويت الأخير الذي جرى الخميس الماضي، أيدت 179 دولة قرار حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني في الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، وكان من بين الدول التي امتنعت عن التصويت، "الكاميرون"، وهي دولة عضو في(التعاون الإسلامي) بالإضافة إلى دولتين أخريين.
واللافت أن الكاميرون كانت قد كررت موقفها كذلك إزاء القرار نفسه في 2011، بجانب توغو العضو في (التعاون الإسلامي)، كما أعادت الكاميرون الموقف نفسه عند التصويت على قرار عضوية فلسطين، 29نوفمبر الماضي.
وتدفع المقارنة إلى التساؤل إزاء موقف الكاميرون، التي يتطلب انضمامها للعائلة الإسلامية الانسجام مع الموقف الجماعي لها، والأسباب التي تدفع "ياوندي"، إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددا من الدول الغربية في تأييدها لإسرائيل، في الوقت الذي يتذكر فيه الجميع قرار الرئيس الكاميروني السابق، أحمد أهيدجو، قطع علاقات بلاده مع إسرائيل في أعقاب حرب عام1973.
من ناحية ثانية، كانت ألبانيا وتوغو، العضوتين بـ (التعاون الإسلامي)، قد امتنعتا عن التصويت لصالح قرارات فلسطينية بالأمم المتحدة، بالإضافة إلى العضو المراقب ـ البوسنة والهرسك، إلا أن هذه الدول أظهرت مؤخرا موقفا مؤيدا لقرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، 20 ديسمبر الجاري.
وتقول المصادر إن المنظمة كانت قد كثفت من جهودها لتوحيد مواقف دولها في عمليات التصويت في الأمم المتحدة، بغية الوصول إلى كتلة تصويتية ثابتة تعبر عن مواقفها، خاصة بعد بروز مواقف سلبية من قبل بعض دولها الأعضاء في عملية التصويت على عضوية فلسطين. وكان أمينها العام، أكمل الدين إحسان أوغلى، قد وجه رسائل إلى توغو وألبانيا والكاميرون والبوسنة والهرسك، تحثهم على دعم حق فلسطين في الأمم المتحدة، كما خاطبهم أكثر من مرة لتأييد القضية الفلسطينية في أروقة الأمم المتحدة.
وتضيف المصادر أنه برغم استجابة توغو وألبانيا، بالإضافة إلى التغير الإيحابي في موقف البوسنة والهرسك، إلا أن الكاميرون تظل تغرد خارج السرب، ما قد يدفع المنظمة إلى اتخاذ تدابير ضرورية لحثها على العودة إلى الحظيرة الإسلامية