اعلن متمردو افريقيا الوسطى الذين يواجهون القوة الافريقية المصممة على منعهم من الزحف نحو بانغي، الاربعاء وقف تقدمهم في اتجاه العاصمة وموافقتهم على محادثات السلام مع حكومة افريقيا الوسطى.
وقال المتحدث باسمهم اريك ماسي "اؤكد اننا قررنا تعليق الهجوم باتجاه بانغي وسنرسل وفدا الى الغابون بهدف المشاركة في محادثات السلام".
لكن ماسي كرر مطالبة المتمردين بتنحي رئيس افريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزيه عن السلطة وجدد القول ان تمرد سيليكا لا يريد السيطرة على العاصمة بانغي.
واعلن المتحدث "نقول ان مغادرة الرئيس بوزيزيه تبقى بالنسبة لنا مطلبا لاننا نشكك في صدقيته".
واضاف ان "ائتلاف سيليكا يؤيد السلام مع ذلك، وقلنا على الدوام اننا لن ندخل الى بانغي".
وحمل ائتلاف سيليكا السلاح في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 2012 للمطالبة باحترام عدد من اتفاقات السلام الموقعة بين الحكومة والمتمردين. وقد استولى في غضون بضعة اسابيع على القسم الاكبر من البلاد حتى مدينة سيبوت على بعد 160 كلم من بانغي.
وبعدما انتزع بضع مدن في الشمال والوسط منذ 10 كانون الاول/ديسمبر من جيش افريقيا الوسطى غير القادر على مقاومته، يتمركز تمرد سيليكا في سيبوت التي تبعد 160 كلم شمال عاصمة افريقيا الوسطى. وهو ينوي السيطرة على مدينة دامارا التي تبعد 75 كلم عن بانغي وحيث تتمركز القوة المتعددة الجنسية لدول وسط افريقيا في افريقيا الوسطى التي عززت قواتها في الايام الاخيرة.
وحذرت القوة المتعددة الجنسية المتمردين من السيطرة على مدينة دامارا (75 كلم عن العاصمة) التي تعتبر الموقع الاخير قبل بانغي، مؤكدة انها ستعتبر ذلك "اعلان حرب".
وقال قائد القوة الجنرال جان فيليكس اكاغا في لقاء مع صحافيين في بانغي "لن نتخلى عن دامارا. ليكن ذلك واضحا".
واضاف "اذا هاجم المتمردون دامارا فسيكون ذلك اعلان حرب ويعني انهم قرروا مواجهة دول وسط افريقيا العشر. بصراحة لا اعتقد انهم سيصلون الى هذا الحد".
ويفترض ان يبلغ عديد القوة الدولية واغلبه من تشاد 760 رجلا مع نهاية الاسبوع، بحسب مصدر في القوة.
والى هؤلاء الجنود يضاف 600 جندي ارسلتهم فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، لحماية احتمال اجلاء رعاياها كما اعلن رسميا.
وكان الرئيس التشادي ادريس ديبي اتنو الذي يتولى رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا وحليف بوزيزيه، حذر الاثنين من ان دامارا تشكل "خطا احمر لا يمكن ان يتجاوزه اي من المعسكرين".
ونشرت القوات التشادية رسميا في اطار القوة الدولية التي انشئت العام 2008 للمساعدة على استقرار البلاد وكانت بصدد الانسحاب النهائي مع بدء هجوم التمرد في 10 كانون الاول/ديسمبر.
وتطالب بلدان افريقيا الوسطى منذ 21 كانون الاول/ديسمبر باجراء مفاوضات في ليبرفيل بالغابون بين الحكومة والتمرد.
وقال الجنرال اكاغا "نحن نراوح مكاننا. اعتقد ان الجانبين يرغبان في انتظار المفاوضات في ليبرفيل".
وكان الرئيس بوزيزيه عبر عن استعداده لحوار غير مشروط مع المتمردين لتشكيل حكومة وحدة وطنية. واكد المتمردون حتى الآن انهم لا يثقون بوعوده ويطالبون برحيله.
واعلن مصدر دبلوماسي الاربعاء ان من المقرر اجراء محادثات سلام في الثامن من كانون الثاني/يناير في ليبرفيل برعاية الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو من اجل التوصل الى حل للازمة في جمهورية افريقيا الوسطى.
وقال هذا المصدر لوكالة فرانس برس "من المقرر ان تجرى هذه المفاوضات في الثامن من كانون الثاني/يناير في ليبرفيل".
واضاف المصدر ان الرئيس الكونغولي ساسو نغيسو سيرأس هذه المفاوضات بصفته رئيس لجنة المتابعة المكلفة تسهيل الحوار بين اطراف النزاع في جمهورية افريقيا الوسطى.
وذكر المصدر ان الاطراف الذين سيشاركون في هذه المفاوضات لم يتحددوا بعد.
واعرب مندوبون عن تمرد سيليكا المسلح وعن المعارضة للرئيس فرنسوا بوزيزيه عن استعدادهم الاربعاء للمشاركة في هذه المفاوضات في ليبرفيل، من دون ان يؤكدوا موعد الثامن من كانون الثاني/يناير.
الا ان اصواتا اخرى لدى المعارضين بدأت تسمع.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال نلسون ندجادر منسق ومندوب اوروبا في الاتفاقية الوطنية لانقاذ وا كودرو، وهي احد المكونات الصغيرة للتمرد، "اؤيد المفاوضات في ليبرفيل لكني اطالب بمشاركة كل احزاب افريقيا الوسطى".
واضاف انه لم يتحدد اي موعد لهذه المفاوضات.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال غي سيمبليس كوديغي المعارض لبوزيزيه والمتحدث باسم الجبهة الجمهورية لتداول السلطة والسلام، ان "افريقيا الوسطى لم تنظم شيئا حتى الان".
واذا ما توقف تقدم المتمردين على الارض، الا ان الوضع ما زال متوترا ويشهد حوادث ومخاوف في الارياف وفي العاصمة.
وقتل اربعة اشخاص منهم متمردان الثلاثاء في قرية نغاكوبو القريبة من بمباري (وسط) بعد محاولة نهب محل للسكاكر من قبل التمرد الذي يسيطر على المنطقة.
وفي بانغي، يقيم الشبان "الوطنيون" بطلب من بوزيزيه حواجز خلال الليل لمنع تسلل المتمردين. ويقومون بعمليات مراقبة بسيطة جدا. وقال احدهم "نطلب الاوراق الثبوتية وندقق لنعرف ما اذا كان الشخص يتكلم السانغو او الفرنسية. اذا كان لا يعرف اللغتين فانه يعتبر مشتبها ويتم اقتياده الى الدرك".