بدأ الاردن العمل بنظام التوقيت الشتوي عند الساعة الواحدة من فجر الجمعة، بحيث تم تأخير عقارب الساعة فيه 60 دقيقة، لينضم بذلك الى قائمة تضم 70 دولة حول العالم، والتي يبدأ معظمها العمل بهذا النظام مع خلال فصل الخريف.
وكان الاردن قرّر بدء العمل بالتوقيت الصيفي اعتباراً من منتصف ليلة آخر يوم خميس من شهر شباط/فبراير من كل عام، بدلاً من ليلة آخر يوم خميس من شهر آذار/مارس، فيما أبقى على بدء العمل بالتوقيت الشتوي اعتباراً من آخر يوم جمعة من شهر تشرين الأول من كل عام.
العديد من الدول حول العالم تتبع تغيير توقيتها الرسمي من الشتوي إلى الصيفي، من خلال تقديم الوقت ساعة مطلع الربيع وتأخيرها ساعة مع بدء فصل الخريف. إلاّ أنه غير متفق على موعد بدء العمل بهذا التوقيت، فهو يختلف من دولة لأخرى ومن سنة لأخرى.
فمثلا، ينتقل القاطنون بدول الاتحاد الأوروبي إلى التوقيت الشتوي في يوم الأحد الأخير من تشرين الأول/أكتوبر، ويعودون إلى التوقيت الصيفي في آخر يوم الأحد من شهر آذار/مارس.
وفي الولايات المتحدة ينتهي العمل بالتوقيت الصيفي يوم الأحد من أول أسبوع في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني من كل عام.
وتتشارك الولايات المتحدة موعد تغيير التوقيت مع كندا (باستثناء بعض المناطق) والمدن الحدودية الشمالية للمكسيك،
وفي أستراليا يبدأ العمل بنظام التوقيت الشتوي يوم الأحد الأول في أكتوبر/ تشرين الأول حتى الأحد الأول من أبريل/ نيسان، باستثناء ولايتي أستراليا الغربية والمقاطعات الشمالية.
التوقيت الشتوي.. الأصل في توفير الطاقة
كان الرئيس الأميركي بنجامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، أول من طرح فكرة تغيير التوقيت الشتوي والصيفي في عام 1784.

لكن لم تبد الفكرة جديةً إلا في بداية القرن العشرين، حيث طرحَهَا من جديد عامل بريطاني يدعى وليام ويلت، الذي بذَلَ جهودا في ترويجها. وقد انتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه.
تحقَّقت فكرة تغيير التوقيت بين الشتوي والصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدة للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا أول بلد أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.
ولم يطُل الوقت كثيراً حتى تبعتهما الدول الأوروبية الأخرى خلال أزمة النفط في السبعينيات من القرن الماضي في محاولة لتوفير الطاقة. ومنذ 1996، أصبحت كل دول الاتحاد الأوروبي تغير توقيتها بين الشتاء والصيف بشكل متزامن.
الولايات المتحدة تبعت الاوروبيين في تغيير التوقيت في العام 1918.
ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ألغت الولايات المتحدة تطبيق هذا التعديل، حتى 9 فبراير/شباط 1948، بقرار من الرئيس فرانكلين روزفلت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية مسمياً القرار بـ"وقت الحرب".
فوائد التوقيت الشتوي والصيفي
عملية تغيير التوقيت، التي اكملت 100 عام على اعتمادها في العديد من دول العالم، المقصود منها هو الاستفادة اقصى ما يمكن من ساعات النهار خلال فصلي الصيف والشتاء، بالإضافة إلى توفير وترشيد الطاقة.

وتأتي الفائدة الاقتصادية من خلال تبكير أوقات العمل والفعاليات العامة الأخرى، لكي تنال وقتا أكثر أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجيا منذ بداية الربيع حتى ذروة الصيف، ثم تبدأ بالتراجع حتى ذروة الشتاء.
وطول النهار والليل عبارة عن ظاهرة فلكية تنبع من ميل محور دوران الأرض بنسبة 23.4 درجة، مقارنة بمستوى مساره حول الشمس، وهو ما يتضح أكثر كلما ابتعدنا عن خط الاستواء شمالا وجنوبا،
بتعرف ليش في توقيت شتوي وصيفي ؟؟#أمجد_حجازين#التوقيت_الشتوي pic.twitter.com/9OiHlIAdJo
— AJo+ الأردن (@Ajoplusjo) October 28, 2021
غير أن هذا الأمر لا يتغير في منطقة خط الاستواء، حيث يبقى طول النهار متساويا معظم أوقات العام.
ويكبر الفرق بين طول النَّهار في الصيف وطوله في الشتاء تدريجيا بتلاؤمٍ مع بعد الموقع عن خط الاستواء، حيث يلاحظ ازدياد ساعات النهار بالبلاد الاستوائية بالكاد فلا تكون بحاجة للتوقيت الصيفي، فيما تزداد فائدته مع الابتعاد عن الخط.
ويقول خبراء في الاقتصاد إنّه كلما جرى تبكير العمل بالتوقيت الصيفي، فإن ذلك سيوفر الكثير من الأموال في الطاقة.
وفي المقابل، يقول الأطباء إنه بسبب الانتقال من التوقيت الصيفي للشتوي فإن الإنسان بحاجة إلى أسبوع على الأقل حتى يقوم الجسم بملائمة نفسه من الناحية الفيزيولوجية والبيولوجية.