اكد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان المبادرة العربية للسلام التي اقرها الزعماء العرب في قمتهم التي عقدت في بيروت في عام 2002 لاتزال قائمة لكنه اعرب عن مخاوفه من اتجاه المجتمع الاسرائيلي نحو المزيد من التطرف.
وقال العربي في حديث اجرته معه صحيفة (النهار) اللبنانية في عددها الصادر اليوم الخميس ان المبادرة العربية للسلام "لاتزال قائمة وليس من المصلحة الآن اعلان التخلي عنها".
واضاف ان هذه المبادرة "لم تجد منذ اعلانها قبل قرابة عشر سنوات من يهتم بها او يتعامل معها بجدية بل على العكس انزلق المجتمع الاسرائيلي الى المزيد من التعصب والتطرف وافرز حكومات تزايد بعضها على البعض في عدم التجاوب مع اية تنازلات عربية".
وحمل العربي اسرائيل مسؤولية تعثر عملية التسوية قائلا ان "عملية التسوية متعثرة او تكاد تكون ميتة بسبب التصلب والتعنت الاسرائيلي".
واشار الى ان "المجتمع الاسرائيلي يتجه بقوة ناحية اليمين" لافتا الى ان "وجود مليون او اكثر من المهاجرين الروس ساهم في هذه الحالة".
وتابع ان "اسرائيل الآن متقدمة اقتصاديا وتنعم برخاء وامن ولا احد في المجتمع الاسرائيلي يشعر بالقلق سوى قطاع بسيط غالبيته الساحقة من سكان المستوطنات غير الشرعية الموجودة على الاراضي الفلسطينية وهذا الوضع كان لابد ان يدفعهم الى التجاوب مع مشاريع السلام والتسوية لكن العكس هو ما حدث".
وحول امكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة قال العربي ان "العالم كله الآن بات يشعر باهمية الاعتراف بالحقوق الفلسطينية" مشيرا الى ان القضية اصبحت امام مجلس الامن.
وفي هذا السياق اعرب العربي عن عدم تفاؤله بامكانية الاعتراف بدولة فلسطين في مجلس الامن الدولي بسبب التهديد الامريكي باستخدام حق النقض الفيتو لحجب قرار العضوية الكاملة عن دولة فلسطين.
لكنه اعرب عن اعتقاده ان الذهاب الى الجمعية العمومية وبعض المنظمات الدولية الاخرى "سيؤدي الى اعتراف شامل بفلسطين".
وحول الاوضاع التي تشهدها سوريا قال العربي ان "استمرار القتل والقهر والقمع في سوريا غير مقبول اطلاقا".
وفيما يخص الازمة في اليمن اكد العربي ان جامعة الدول العربية على اتصال مستمر مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي حول موضوع المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية.
اما عن الاوضاع في البحرين فاشار العربي الى ان "الاوضاع هناك هدأت الى حد ما" مشددا على ضرورة ان "تمتد قيم المواطنة لتظلل كل المواطنين وسكان البحرين كافة".
