قتل 20 شرطيا افغانيا على الاقل في هجوم لحركة طالبان الثلاثاء بالقرب من كابول مما يرفع الى 26 حصيلة القتلى منذ اطلق الجيش الافغاني عملية استباقية على امل اضعاف المتمردين.
واستهدف الهجوم مقرا عاما للشرطة في بولي علم جنوب كابول. واشار رئيس شرطة الاقليم عبد الحكيم عاشق زاي لوكالة فرانس برس كذلك الى سقوط 9 جرحى.
وياتي هذا الهجوم فيما اطلقت القوات الامنية الافغانية الاثنين عملية وقائية في عدة اقاليم بهدف اضعاف حركة طالبان قبل بدء "موسم المعارك" قريبا، والذي سيكون الاول في غياب قوات حلف الاطلسي.
وبحسب وزارة الدفاع الافغانية قتل 76 من عناصر طالبان الاثنين في اليوم الاول من هذه المعارك التي تستهدف ايضا ست مناطق من ولايات قندهار وفرح واوروزغان المجاورة.
واوضح الجنرال عبد الخالق قائد القوات المحلية في المنطقة ان "هذه العملية من تنظيم وتنفيذ الجيش الافغاني حصرا" موضحا "حشدنا ما يكفي من العناصر والدعم الجوي. لن يحظى الارهابيون باي فرصة ضدنا. سوف يعاقبون".
وتعذر الحصول على تعليق على الفور حول العمليات من المتحدث باسم حركة طالبان.
ذكرت وزارة الدفاع ان هذه السلسلة من العمليات التي اطلق عليها اسم "ذو الفقار" ليست سوى المرحلة الاولى من هجوم واسع النطاق للجيش.
وصرح الجنرال دولت وزيري احد المتحدثين باسم الوزارة انها "لن تكون العملية الاولى ولا الاخيرة ضد طالبان وحلفائها".
واضاف "نحن بحاجة الان ولاحقا لدعم حلفائنا. ويجب ان يدرك المتمردون ان الجيش الافغاني على اتم الاستعداد".
ويتوقع خبراء ومسؤولو الجيش الافغاني زيادة في اعمال العنف التي تنفذها طالبان مع بدء "موسم المعارك" في نيسان/ابريل او ايار/مايو.
وحذر بعض المراقبين من ان الطقس المعتدل على غير عادة في هذه الفترة يمكن ان يكون ساهم في خروج المتمردين من مخابئهم في المناطق الجبلية الوعرة على الحدود مع باكستان.
والثلاثاء قتل 20 عنصرا من الشرطة على الاقل في بولي علم، حسبما اعلن نياز محمد اميري حاكم ولاية لوغار بالوكالة مؤكدا بذلك الحصيلة التي اعلنها قائد الشرطة.
والاثنين قتل ستة شرطيين على الاقل في كمين نصبته حركة طالبان في ولاية قندهار. وتعرض الشرطيون للهجوم في منطقة مايوند حيث ارسلوا للتحقيق حول انفجار في احد المنازل.
واوضح المتحدث باسم شرطة المنطقة ضياء دوراني "لقد اطلقوا النار عليهم لحظة وصولهم الى المنزل. مع الاسف قتل ستة شرطيين".
وسيكون "موسم المعارك" هذه السنة الاول بدون وجود قوات الحلف الاطلسي القتالية التي لم تترك في البلد سوى قوة قوامها حوالى 12500 عنصر في اطار مهمة "الدعم الحازم".
ويتوقع خبراء ومسؤولون عسكريون كما في كل سنة عودة العنف عند تحسن الطقس في نيسان/ابريل او ايار/مايو. الا انه يخشى هذه السنة ان يغتنم مسلحو طالبان الطقس المعتدل هذا الشتاء ليعودوا في وقت ابكر من باكستان المجاورة الى حيث يلجؤن مع اشتداد البرد، ويستأنفوا المعارك.
وتتولى القوة الدولية بقيادة الولايات المتحدة مساعدة وتدريب القوات الافغانية البالغ عديدها 350 الفا لكنها تحتفظ بحق التدخل لدعمها في حالات الطوارئ.
واوضح الجنرال الافغاني المتقاعد عتيق الله امرخيل لفرانس برس ان "طالبان ستكثف هجماتها هذه السنة بعد رحيل القسم الاكبر من القوات الغربية". وتابع ان "2015 ستكون عاما من التحديات للقوات الافغانية المسلحة".
وتخوض حركة طالبان التي اطاحها في 2001 تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، قتالا عنيفا منذ ذلك الحين، آملة في استعادة السلطة في كابول.
والى جانب 12500 جندي من قوات الحلف الاطلسي معظمهم من الاميركيين بقوا للتدريب وتقديم المساعدة للقوات الافغانية، ستنتشر في افغانستان قوة مؤلفة من 4500 جندي معظمهم من الاميركيين في 2015 خارج اطار الحلف الاطلسي للقيام بعمليات لمكافحة الارهاب.
وتقدر الامم المتحدة عدد الضحايا من المدنيين في 2014 بثلاثة الاف شخص اي بزيادة 18% عن 2013. كما قتل قرابة 5 الاف جندي وشرطي افغاني خلال المعارك بحسب البنتاغون.
وتعاني البلاد ايضا من انعدام الاستقرار السياسي بعد ان رفض البرلمان الشهر الماضي القسم الاكبر من مرشحي الرئيس اشرف غني لتشكيل الحكومة الجديدة.