انسحب الجيش الاسرائيلي من نابلس بعد توغل دام يومين وخلف شهيدا و8 جرحى وعشرات المعتقلين، فيما واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حماس خالد مشعل جولتيهما الدوليتين لحشد الدعم لاتفاق مكة.
وأفاد شهود ومسؤولون فلسطينيون أن الجيش الإسرائيلي انسحب الليلة الماضية من نابلس في شمال الضفة الغربية بعد عملية توغل واسعة بدأها الاحد بدعوى البحث عن سبعة مطلوبين ضالعين في تنفيذ والتخطيط لعمليات ضد اسرائيل.
واضافوا إن كل الاليات العسكرية الإسرائيلية انسحبت من المدينة، لكن متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي رفض نفي هذا الانسحاب أو تأكيده.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل خمسة من مجموع المطلوبين السبعة. لكن القوات الإسرائيلية قامت بالفعل باعتقال نحو مئة من أبناء المدينة لأغراض الاستجواب والتحقيق.
وافاد بيان للجيش الاسرائيلي الليلة الماضية انه عثر على مصنع للمتفجرات في نابلس هو الثالث منذ بدء عمليته في المدينة.
واوضح انه عثر في هذا المصنع المزعوم على بالونات غاز وقنابل اسطوانية ومتفجرات واجهزة حاسوب ومعدات الكترونية.
ومنذ مطلع 2006 اكتشف الجيش تسعة من هذه المراكز السرية لصنع القنابل في نابلس، كما اضافت.
وكانت القوات الاسرائيلية قتلت فلسطينيا الاثنين في نابلس التي فرض فيها منع تجول في حين احتل اسطح المنازل وحول عددا منها الى ثكنات عسكرية.
وقد دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العملية العسكرية الاسرائيلية، ودعا الحكومة الاسرائيلية الى سحب جيشها من المدينة فورا.
ومن جهة ثانية، إعتقلت القوات الاسرائيلية فلسطينيين اثنين الاثنين للاشتباه في قيامهما بقتل مستوطن يهودي في الضفة الغربية المحتلة.
ووزع جهاز الامن الداخلي (الشين بيت) صور الاثنين اللذين يبلغان من العمر 18 عاما على وسائل الاعلام الاسرائيلية بعد اعتقالهما. وقالت اذاعة اسرائيل انهما اعتقلا بعد ان اعلنا في القرية انهما قتلا مستوطنا.
وعثرت قوات الامن الاسرائيلية يوم الاحد على جثة المستوطن في سيارة متوقفة على طريق في الضفة الغربية قرب مدينة الخليل.
وأعلنت حركة الجهاد الاسلامي المسؤولية عن قتل المستوطن وقالت في بيان صدر في قطاع غزة ان قتله جاء انتقاما لما وصفته باساءة معاملة الفلسطينيين من جانب المستوطنين الذين يعيشون في جيوب تحت حراسة مشددة في قلب مدينة الخليل.
رباعي في اليابان
الى ذلك، اعلن وزير الخارجية الياباني تارو اسو الثلاثاء ان اليابان تعتزم استضافة اجتماع مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين واردنيين الشهر القادم للمساعدة في جهود الوساطة لاحلال السلام.
واضاف اسو في مؤتمر صحفي "ليس لدينا خطط مؤكدة لكننا نسعى للترتيب لعقده في 14 (اذار) مارس".
وقال ان الاجتماع سيكون لمتابعة خطط اقترحها رئيس الوزراء الياباني السابق جونيتشيرو كويزومي العام الماضي والتي وعدت فيها اليابان بتقديم مساعدات اقتصادية ودعم التعاون في المنطقة.
وزار كويزومي الشرق الاوسط في تموز/يوليو الماضي وذكرت تقارير لوسائل اعلام ان رئيس الوزراء الياباني الحالي شينزو ابي قد يزور المنطقة في اواخر نيسان/ابريل أو اوائل ايار/مايو.
عباس في الامارات
في هذه الاثناء، وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الامارات لاجراء محادثات مع المسؤولين فيها حول الجهود الرامية الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وقالت وكالة الانباء الاماراتية ان عباس الاتي من مصر سيجري محادثات مع رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان ومسؤولين اخرين "تتناول اخر المستجدات على الساحة الفلسطينية".
وكان الرئيس الفلسطيني ورئيس حركة فتح اعلن انه بحث في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك "وسائل تعزيز اتفاق مكة (...) وجهود الدول العربية لرفع الحصار السياسي الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني".
وذكر عباس بانه رغم تلقيها بارتياح اتفاق مكة، طالبت بعض الدول ان "يكون الفلسطينيون اكثر وضوحا حول برنامجهم السياسي وخصوصا مبدأ الاعتراف (باسرائيل) بدلا من الاكتفاء" بالحديث عن الاتفاقات المبرمة مع الدولة العبرية.
واتفق عباس وحركة حماس في اتفاق مكة المكرمة الذي ابرم في الثامن من شباط/فبراير على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد اجرى عباس محادثات ايضا مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
مشعل بموسكو
ومن جهته، واصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل زيارته الى موسكو التي وصلها الاثنين في مسعى للحصول على دعم روسيا من اجل رفع الحصار الذي تفرضه اللجنة الرباعية على الحكومة الفلسطينية.
وقال مشعل في تصريحات ادلى بها لدى وصوله الى مطار شيريميتييفو في موسكو واورد التلفزيون الروسي "راشا توداي" ترجمتها "نامل ان تستخدم روسيا نفوذها لدى الاسرة الدولية لرفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني".
وقد التقى مشعل الذي وصل قادما من دمشق حيث يقيم في المنفى نائب وزير الخارجية الروسي المكلف شؤون الشرق الاوسط الكسندر سلطانوف. ودعت الوزارة الروسية في بيان نشر عقب اللقاء الى "الحوار" بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وجاء في البيان ان "روسيا اكدت موقفها الداعي الى تفاهم بين الفلسطينيين مع الاخذ في الاعتبار المعايير المعروفة للجنة الرباعية حول الشرق الاوسط واستئناف الحوار السلمي بين الفلسطينيين واسرائيل على اساس القانون الدولي".
من جهته عبر مشعل من جديد عن تمنيه بان "تمنع (روسيا) اي ضغوط خارجية تتسبب بانشقاق داخل فلسطين" كما نقلت عنه وكالة الانباء الروسية انترفاكس.
وانتقد بشدة واشنطن لسياستها في المنطقة التي "لا تحمل سوى الدماء والعذابات".
كذلك سيجتمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي يعتبرها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واسرائيل منظمة "ارهابية" مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفق ما افاد متحدث باسم السفارة الفلسطينية في موسكو غير انه من غير المقرر عقد اي لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وهذه ثاني زيارة لمشعل الى موسكو منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني/يناير 2006.
—(البوابة)—(مصادر متعددة)