"الجيش السوري الحر" يعلن تشكيل كتيبتين جديدتين

تاريخ النشر: 10 سبتمبر 2011 - 07:11 GMT
جنود سوريون
جنود سوريون

أعلنت قيادة ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر" بقيادة العقيد رياض الأسعد تشكيل كتيبتين جديدتين وهما كتيبة "معاوية بن أبي سفيان" في دمشق وكتيبة "أبو عبيدة بن الجراح" في ريف دمشق، وذلك بالإضافة إلى كتيبة "خالد بن الوليد" في حمص، التي أعلن عن تشكيلها في أغسطس (آب) الماضي.

وقال العقيد رياض الأسعد، قائد سابق منشق في القوات الجوية، في فيديو بث مساء الجمعة على موقع "يوتيوب": "أعلن تشكيل كتيبتين جديدتين في الجيش السوري الحر وهما كتيبة (معاوية بن أبي سفيان) في دمشق، وكتيبة (أبي عبيدة بن الجراح) في ريف دمشق"، ودعا الشعب السوري إلى الثبات والاستمرار في المظاهرات السلمية، وقال: "يا شعبنا البطل أقدر تضحياتكم وأشد على أياديكم وأدعوكم إلى الثبات والاستمرار في المظاهرات السلمية"، معلنا استعداد الجيش السوري الحر وجاهزيته للدفاع عن الشعب السوري وحمايته من "عصابات النظام المجرم الفاقد للشرعية".

وبشر الشعب السوري بأن قوات الجيش السوري الحر "توجه الضربات ضد عصابات الأمن و(الشبيحة) على كافة الأراضي السورية"، مؤكدا "سقوط النظام بإذن الله بأسرع مما تتوقعون"، وقال إن "مصيره سيكون كمصير القذافي"، ودعا باسم الجيش السوري الحر المعارضة السورية في الداخل والخارج إلى التوحد، وذلك من منطلق أنه جيش وطني، ليس له أي أهداف سياسية أو حزبية وإنما هو جيش الشعب السوري بكافة طوائفه وأعراقه.

وكان العقيد رياض موسى الأسعد (50 عاما) من القوات الجوية الفرقة 22 اللواء 14، أعلن انشقاقه عن الجيش في يوليو (تموز) الماضي، وقال إن انشقاقه جاء "بسبب الممارسات القمعية للجيش العربي السوي تجاه المدنيين من الشعب السوري"، وأعلن انضمامه إلى "حركة الضباط الأحرار" التي أطلقها المقدم حسين هرموش في جسر الشغور في حزيران الماضي، ولكن بعد نحو أسبوعين عاد العقيد رياض الأسعد ليعلن تشكيل الجيش السوري الحر، وكتيبة "خالد بن الوليد" التي تقوم بعمليات في المنطقة الوسطى بحسب ما يقوله ناشطون. وفي بداية أغسطس (آب) الماضي أعلن البيان رقم واحد للجيش السوري الحر.

انقسام في المعارضة والمحتجون يطالبون بحماية دولية

ورغم استمرار الجدل في أوساط المعارضة السورية حول طلب التدخل الدولي، بمعنى الحماية الدولية للمدنيين العزل، فإن المظاهرات التي خرجت يوم أمس كانت تحت عنوان "الحماية الدولية"، مع توجيه نداءات للمعارضة السورية كي تتفق وتتوحد.

ففي بلدة عربين في ريف دمشق حملت اللافتات عبارات مختزلة "الشعب السوري يستغيث أنقذونا ساعدونا"، كما وجهت نداءات للمعارضة السورية "خلافكم يقتلنا"، مع رسائل عتب إلى المعارض برهان غليون: "عتبنا عليكم عتب محبة.. نريد معارضة موحدة".

وطغى على غالبية اللافتات في كل المظاهرات التي خرجت يوم أمس في مختلف أنحاء البلاد "الحماية الدولية للشعب الأعزل"، وبدرجة أقل طلب "فرض حظر جوي"، بينما طالب متظاهرون بحماية دولية تحت البند السابع، وكتبوا ما يشبه الرسالة إلى المجتمع الدولي "أن سلطة تطلق الرصاص على شعبها تفقد مشروعيتها نهائيا وتُعامل معاملة المحتمل و(...) يُعامَل جيشها معاملة الجيش المحتل. من جديد نطالب بدخول مراقبين دوليين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وليس الفصل السادس".

وفي مدينة عامودا ذات الأكثرية الكردية، في شمال شرقي البلاد، طالب المتظاهرون بـ"حماية دولية وحظر للطيران والسلاح". وفي سهل الغاب في ريف محافظة حماه وسط البلاد، رفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها "يا أحرار العالم نريد حماية دولية"، وهم يهتفون: "والله لنأخذ بالتار من ماهر ومن بشار". كما رفعت لافتات تسخر بمرارة من الاعتقالات وقد وجهت إلى اتحاد الكرة العالمي (الفيفا): "نداء استغاثة إلى الفيفا.. الملاعب السورية تحوّلت إلى سجون.. نطالب بالتدخل الكروي".

وفي حمص، كتب المتظاهرون "حمص تطالب بالحماية الدولية". وفي رسالة وجهت إلى حكام العرب والمسلمين كتب المتظاهرون في منطقة تير معلة في حمص على لافتة: "يا حكام العرب والمسلمين كفى تخاذلا.. أليس فيكم رجل رشيد.. صمتكم يقتلنا.. نطالب بالحماية الدولية". وعلى لافتة أخرى وجهوا رسالة للنظام السوري: "قاعدين على قلوبكم مثل الحجر. ها هو رصاصكم وهاهو دمنا. لنرى.. لنرى.. لنرى.. من ينتهي صبره أولا"، وفي جملة فيها الكثير من التحدي والإصرار كتبوا: "وطن في قلبه حمص وطن لا يموت".

إلا أن الشعارات والهتافات الأقوى، التي تؤشر إلى احتمال تحول خطير في مسار الثورة في سوريا، تلك التي سمعت في مناطق جبل الزاوية خلال تشييع القتلى يوم أمس، حيث هتفت الجموع: "ما عاد بدنا سلمية.. ما عاد بدنا حرية.. بدنا حماية دولية.. وبدنا نشيل الأسدية.. بدنا حماية دولية.. من الشبيحة الأسدية.. وبدنا نشيل الأسدية من الأراضي السورية"، مع هتاف "خاين الجيش السوري.. خاين"، كما طالب المتظاهرون الحكومة التركية بالكشف عن مصير المقدم المنشق حسين هرموش، الذي يقال إنه على الأراضي التركية، وإنه قتل هناك. وتوعد المتظاهرون بحرق الأرض تحت أقدام من يقتل أبنائهم.

وفي مدينة كفر نبل، رفعت لافتة كتب عليها: "نطالب بدخول العصابات المسلحة لحمايتنا من الجيش"، ولافتة أخرى رسم عليها خريطة سوريا وكتب على الرسم: "منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أو التصوير"، حيث عبر المتظاهرون في جبل الزاوية في محافظة إدلب، شمال البلاد، والمنطقة التي تتعرض لقمع عسكري شرس عن زهد في مطالب الثورة بالحرية، بمعنى أن الحرية، نتيجة للقمع الدموي الشديد، لم تعد المطلب الأول، وإنما الثأر من آل الأسد والتخلص منهم، وهو شعار سبقه تقدم شعار "الشعب يريد إعدام الرئيس" على شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، الذي بالكاد يسمع في المظاهرات السورية اليوم، بعد ستة أشهر من القتل والاعتقال التعسفيين.

من جانب آخر، عبر المتظاهرون من خلال لافتات رفعت في أكثر من مكان، عن موقفهم الرافض لمرسوم أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس، يتعلق بحالة التعبئة العامة، الذي يعني "تحويل البلاد بشكل عام والقوات المسلحة بشكل خاص من زمن السلم إلى زمن الحرب، استعدادا للدفاع عن سيادة الوطن ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، بما فيها الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، ووضع جميع مواد البلاد البشرية والمادية في خدمة المجهود الحربي، وفقا لمقتضيات مصلحة البلاد". وحملت اللافتات عبارات مثل "لا للتعبئة التي يدعو لها بشار لقتلنا ثم حرقنا"، و"لا للتعبئة الأسدية أو الذهاب للاحتياط"، و"لن نطيع الأوامر بالتعبئة لقتل الأبرياء"، و"فقط في سورية: غرامة التظاهر = أضعاف راتبك الشهري وسجن سنة".

وفي مدينة قارة في ريف دمشق، هتف المتظاهرون: "دق كفك هز هز.. دين محمد كله عز" و"الموت ولا المذلة". وفي الكسوة، استنكر المتظاهرون إطلاق النار على الجرحى وكتبوا: "حتى في إسرائيل لا يطلق النار على الجثث"، وهم يهتفون: "مكتوب على أعلامنا.. الله يلعن إعلامنا" و"مكتوب على علمنا بشار خاين وطننا"، و"مكتوب على الروسية.. بشار الأسد خاين سورية". إلا أن أكثر الأغاني تأثيرا من بين التي رددها المتظاهرون يوم أمس، كانت الأغنية الشعبية: "سكابا يا دموع العين سكابا.. على شهداء سوريا وشبابها".