بدأت قوات يدعمها التحالف بقيادة السعودية الأربعاء هجوما على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، في أكبر معركة في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات بين التحالف وحركة الحوثيين المتحالفة مع إيران.
جاء ذلك بعد أن أكدت الحكومة اليمنية أنها استنفدت جميع الوسائل السلمية والسياسية لإخراج ميليشيا الحوثي من ميناء الحديدة غرب البلاد ، مشددة على مضيها نحو إعادة الشرعية إلى كامل التراب الوطني.
وأوضحت الحكومة أنها طالبت أكثر من مرة المجتمع الدولي بالقيام بواجبه "تجاه المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني خاصة أبناء الحديدة جراء الممارسات الحوثية التي حولت الميناء إلى ممر للخراب والدمار عبر تهريب الأسلحة الإيرانية لقتل أبناء شعبنا اليمني".
وأشارت الحكومة اليمنية في بيان إلى أن "تحرير ميناء الحديدة يشكل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من الميليشيات التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية .. تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين وسيؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة" ، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) صباح اليوم الأربعاء.
وجددت الحكومة، المعترف بها دوليا، التأكيد على أنها ستقوم "بدعم من التحالف العربي بعد التحرير الكامل لميناء الحديدة بواجبها الوطني تجاه أبناء الحديدة وستعمل على التخفيف من معاناتهم والعمل على إعادة الحياة الطبيعية لمديريات المحافظة كافة بعد تطهيرها من الحوثيين الانقلابيين".
وحذر زعيم للحوثيين التحالف بقيادة السعودية الأربعاء من مهاجمة ميناء الحديدة اليمني وقال إن قوات الحوثيين استهدفت سفينة يستخدمها التحالف.
وقال محمد علي الحوثي، الذي تقاتل قواته دفاعا عن خطوط إمداد حيوية إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، على تويتر إن النيران اشتعلت في السفينة.
وقال مصدر ملاحي في ميناء مدينة الحديدة، غربي اليمن، الأربعاء، إن موظفي المنظمات الدولية والأممية غادروا المدينة.
وذكر المصدر مفضّلاً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن معظم الموظفين بينهم أجانب، غادروا المدينة عبر الميناء الخاضع لسيطرة مسلحي جماعة الحوثي خلال اليومين الماضيين.
وحاولت الأمم المتحدة احتواء معركة الحُديدة بإيفاد مبعوثها الخاص باليمن مارتن جريفيث، إلى العاصمة الإمارتية أبوظبي.
لكن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قال، على "تويتر" الثلاثاء، إن تحرير الحُديدة ومينائها الاستراتيجي "سيخلق واقعًا جديدًا، وسيأتي بالحوثيين إلى طاولة المفاوضات"، مؤكدا مواصلة دعم بلاده لليمن.