قال نشطاء ان القوات السورية انتزعت السيطرة على الضواحي الشرقية لدمشق من المعارضين في ساعة متأخرة ليلة الاثنين بعد يومين من القتال على بعد بضعة كيلومترات من قلب سلطة الرئيس السوري بشار الاسد. وقال نشط اسمه كمال بالتليفون من منطقة الغوطة الشرقية عند اطراف دمشق ان "جيش سوريا الحر قام بانسحاب تكتيكي . قوات النظام اعادت احتلال الضواحي وبدأت في عمليات اعتقال من منزل لمنزل."
وقال ماهر النعيمي لرويترز بالتليفون من تركيا ان "الدبابات دخلت ولكنها لا تعرف اين الجيش السوري الحر. مازلنا نعمل قرب دمشق." وقال نشطاء في وقت سابق يوم الاحد ان جنودا دخلوا الضواحي عند الفجر مع ما لايقل عن 50 دبابة وعربات مدرعة اخرى. واضافوا ان ما لايقل عن 19 مدنيا ومسلحا قتلوا في هذا الهجوم المبدئي.
وسيطر المقاتلون على مناطق تبعد اقل من ثمانية كيلومترات عن قلب المدينة. وشهدت تلك المناطق احتجاجات متكررة ضد حكم الاسد وحملات من الجنود خلال الانتفاضة المستمرة منذ عشرة اشهر. وقال نشط كان يتحدث من ضاحية كفر بطنا "انها حرب مدن. هناك جثث في الشارع". وشهدت ضواحي دمشق مظاهرات ضخمة تطالب برحيل الاسد الذي ظلت عائلته تحكم البلاد على مدى العقود الخمسة الماضية.
وفي بلدة رنكوس الجبلية على بعد 30 كيلومترا الى الشمال من دمشق قرب الحدود اللبنانية قال نشطاء وسكان ان قوات الاسد قتلت 33 شخصا على الاقل خلال الايام القليلة الماضية في هجوم يهدف الى القضاء على المنشقين عن الجيش والمسلحين.
اجواء انقلاب
أفردت صحيفة "الشرق الأوسط" عنواناً في الشأن السوري، بعرض صفحتها الرئيسية يقول: المعارك تقترب من دمشق.. وتعزيزات أمنية حول القصر الجمهوري.. الجيش السوري ينتشر في أحياء العاصمة.. أنباء عن انشقاق لواء في الاستخبارات وناشطون يتحدثون عن أجواء "انقلاب عسكري".. القتلى نحو 100.. وريف دمشق يشتعل وإرسال تعزيزات.. العربي إلى نيويورك لحشد التأييد للمبادرة العربية.. وروسيا تشترط قراءة تقرير الدابي.
وفي التفاصيل كتبت الصحيفة: عاشت العاصمة السورية دمشق أمس يوماً من الفوضى بعد سلسلة تفجيرات هزت ضواحيها، وسريان سلسلة من الشائعات بانقلاب عسكري، بعد تعزيزات أمنية شملت المطار والقصر الجمهوري رافقها انتشار أمني واسع في الساحات الرئيسية بالعاصمة السورية.
وأكدت مصادر المعارضة والجيش السوري الحر أن مناطق ريف دمشق تشتعل، حيث اقتربت المعارك من العاصمة نفسها.. جاء ذلك، في يوم دام سقط فيه نحو مائة قتيل، أغلبهم في عمليات أمنية زج خلالها النظام بالحرس الجمهوري لاستعادة المدن والبلدات التي سيطر عليها الجيش السوري الحر الأسبوع الماضي في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
ولفت دمشق عاصفة من الشائعات أمس، في ظل اضطراب الأوضاع بمنطقة المهاجرين، حيث يقع القصر الجمهوري القديم، ومحيط مطار دمشق الذي أغلقت السلطات السورية الطريق المؤدي إليه لفترة من الوقت بالتزامن مع انتشار أمني وعسكري مكثف في ساحات دمشق، وتعزيز السيطرة الأمنية على مؤسسات الدولة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، في ساحة الأمويين.