الخرطوم و9 جماعات مسلحة تتوصل لخريطة طريق للسلام بدارفور

تاريخ النشر: 28 ديسمبر 2019 - 04:37 GMT
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبد الله حمدوك
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبد الله حمدوك

بدأت مفاوضات السلام في آب/أغسطس، فيما يرغب الوسطاء بالتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول شباط/فبراير المقبل.

توصلت الحكومة السودانية وتسع حركات مسلحة إلى خريطة طريق السبت لإنهاء النزاع الدامي الذي يعصف بإقليم دارفور منذ 16 عاما.

وتشتمل خريطة الطريق على مختلف المسائل التي يتعين على الأطراف مناقشتها خلال جولة المفاوضات الأخيرة في جوبا، عاصمة جنوب السودان.

وقال أحمد محمد، ممثل الجبهة الثورية السودانية التي تضم تسع حركات مسلحة مشاركة في محادثات مع الحكومة السودانية: “نعتقد أنّها خطوة مهمة”.

وأضاف أنّ “هذه الخطوة تساهم بالتأكيد في التوصل إلى سلام دائم في دارفور، كما تسمح باستكمال المسار الانتقالي في السودان من دون صدامات وعراقيل”.

وبين البنود التي جرى الاتفاق على تناولها، جذور النزاع في دارفور، عودة اللاجئين والنازحين، تقاسم السلطة ودمج القوى المسلحة في الجيش الوطني. كما تنص الورقة على أن تنظر الحكومة السودانية في مسائل الممتلكات، على غرار تلك التي دمرت خلال النزاع.

ومنذ أسبوعين، تتباحث الخرطوم بشأن نزاع دارفور مع عدة جماعات مسلحة، في لقاءات تستضيفها عاصمة جنوب السودان وتندرج في إطار الجهود الهادفة إلى إنهاء النزاعات في دارفور (غرب) والنيل الأزرق (وسط) وكردفان (وسط).

وكانت الجماعات المشاركة في المباحثات خاضت نزاعات دامية مع نظام الرئيس السابق عمر البشير رفضا لسياسات التهميش. غير أنّ الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك جعلت من مسألة السلام في تلك المناطق واحدة من أولوياتها.

واندلعت الاشتباكات في دارفور عام 2003 حين رفعت أقليات إثنية السلاح في وجه حكومة الرئيس البشير لاتهامها إياه بتهميشها.

وتفيد منظمات حقوقية بأنّ الخرطوم استهدفت جماعات إثنية باعتبار أنّها تؤيد التمرّد، كما أنّها مارست سياسة الأرض المحروقة عبر القتل والنهب والاغتصاب وحرق القرى.

وأوقف البشير في أعقاب إطاحته لاتهامه بالفساد، كما أنّه يترقب محاكمته في اتهامات أخرى. وكانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أصدرت مذكرة توقيف بحقه لدوره في النزاع الذي أسفر عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون آخرين، بحسب الأمم المتحدة.

وقال أحمد الذي كان شارك في مباحثات سابقة: “أخفقنا في التوصل إلى سلام دائم لدارفور فقط لأن الحكومة السابقة لم تكن مستعدة لاتخاذ قرارات إستراتيجية بغية إنهاء النزاع”.

من جهة أخرى، أكد الفريق شمس الدين كباشي، ممثل السلطات السودانية في المفاوضات، أنّ النظام الجديد في الخرطوم يريد السلام.

وقال: “نحن مصممون على إنهاء كل أزمات دارفور” وعلى إرساء السلام والاستقرار “ليس فقط في دارفور، وإنّما في كل مناطق البلاد”.

وبدأت مفاوضات السلام في آب/أغسطس، فيما يرغب الوسطاء بالتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول شباط/فبراير المقبل.