الحلف الاطلسي يقلص عملياته المشتركة مع القوات الافغانية

تاريخ النشر: 18 سبتمبر 2012 - 01:02 GMT
ارشيف/
ارشيف/

اكد مسؤولون الثلاثاء ان حلف شمال الاطلسي قرر تقليص عملياته المشتركة مع القوات الافغانية بعد تزايد "الهجمات من الداخل" التي يشنها جنود افغان على حلفائهم الغربيين.

ويعتبر هذا القرار انتكاسة لاستراتيجية الائتلاف الغربي في افغانستان حيث يقوم بتدريب القوات المحلية على امل ان تصبح جاهزة لتولي المسؤوليات الامنية في البلاد عند استكمال انسحاب الجنود الدوليين في نهاية 2014.

وبموجب القرار الجديد فان معظم الدوريات المشتركة او العمل الاستشاري لن تتم من الان فصاعدا الا على مستوى الكتيبة وما فوق، بحسب ما اكد مسؤولون من البنتاغون وضباط في الاطلسي.

وقالت قوة المساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) في بيان ان التعاون مع وحدات اصغر حجما ينبغي "ان تتم دراسته لكل حالة على حدة وتتم الموافقة عليه من قبل" القادة الاقليميين.

ومع تزايد عدد "الهجمات من الداخل" اقر قادة قوات ايساف الاميركيون تدريجيا بان هذه الهجمات تهدد بشكل خطير المجهود الحربي الغربي في هذا البلد.

وقال ضابط عسكري اميركي في واشنطن في رسالة الكترونية ان قائد القوات الاميركية وقوات الاطلسي في افغانستان الجنرال جون الان "طلب من جميع قادة العمليات مراجعة الحماية للقوة والنشاطات التكتيكية في ضوء الظروف الراهنة".

وقال الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه ان "هذه التوجيهات اعطيت بناء على توصية، وبالتوافق مع قادة افغان بارزين".

وشرح ان تلك التعليمات "ستؤدي على الارجح الى تعديلات في كيفية عمل قوات ايساف والمكان والزمان، خاصة خلال الفترة الحالية التي يتصاعد فيها التوتر".

وقال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مؤتمر صحافي ب بكين ان الهجمات من الداخل مقلقة لكنه يرى ان الجنرال الان اتخذ السبيل الصحيح لمواجهة التهديد.

وقال بانيتا بعد محادثات مع نظيره الصيني "اننا قلقون ازاء هذه الهجمات من الداخل والاثر الذي تتركه على قواتنا. الجنرال الان اظهر ذلك في الخطوات التي اتخذها".

لكنه اصر على ان تلك الهجمات لن تؤخر او تخرج خطط انهاء سحب القوات بنهاية 2014 عن مسارها.

ويأتي القرار بعد مقتل ستة من عناصر ايساف برصاص شرطي افغاني مفترض وهجوم غير مسبوق لطالبان على قاعدة رئيسية للحلف في جنوب افغانستان دمروا خلالها ست مقاتلات هاريير اميركية.

وتأتي خطوة الاطلسي بعد تظاهرات عنيفة في افغانستان ودول العالم الاسلامي بسبب فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة.

فالفيلم وموجة "الهجمات من الداخل" ادت الى قرار الحد من عدد الدوريات المشتركة والعمليات، بحسب ما قاله المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل.

وقال ليتل في رسالة الكترونية "ان الاحداث الاخيرة خارج وداخل افغانستان والمتعلقة ب... الفيلم المسيء، اضافة الى ... الهجمات من الداخل الاخيرة، اعطت السبب لقوات ايساف لممارسة مزيد من الحذر ولمراجعة دقيقة لكافة النشاطات والتفاعلات مع السكان المحليين".

ولم يتضح بعد كيف ستؤثر القرارات الجديدة على خطة سحب القوات القتالية للاطلسي في اقل من سنتين، فيما بعض الوحدات الافغانية لا تزال تعتبر غير جاهزة للقيام بالعمليات منفردة.

وقتل 51 جنديا من الاطلسي في اكثر من 30 هجوما من الداخل هذا العام حتى الان.

ويعتقد ضباط ان ربع تلك الهجمات فقط هي نتيجة تسلل لطالبان والباقي سببها الصدامات الثقافية والمظالم.

وقالت وزارة الدفاع الافغانية في وقت سابق هذا الشهر انها اعتقلت او طردت مئات الجنود الافغان لعلاقتهم المفترضة بالتمرد.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن