وفي تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحفيين الاجانب قال ثلاثة ضباط أمريكيين برتبة كولونيل هم كبار مستشاري الجيش والشرطة العراقيين في بغداد انه سيتم تجهيز مركز قيادة للاشراف على الحملة يوم الاثنين.
وقال الكولونيل دوج هيكمان كبير مستشاري الفرقة التاسعة بالجيش العراقي في قاعدة عسكرية أمريكية في بغداد "التوقعات تشير الى أن الخطة ستطبق بعد ذلك بوقت قصير."
وأضاف "التوقعات هي أن الخطة سيبدأ تنفيذها قريبا.. ستكون عملية لم تشهد هذه المدينة مثلها من قبل. ستكون مختلفة تماما. ليست فقط بنسبة 30 في المئة بل أعني بنسبة مئتين في المئة." وذلك في اشارة لحملات سابقة فشلت في وقف اراقة الدماء.
وستشارك في الخطة قوات أمريكية وعراقية تقوم بتمشيط أحياء العاصمة بحثا عن مسلحين وأسلحة غير مشروعة ثم المحافظة بعد ذلك على المناطق التي يتم تطهيرها.
لكن بعض المحللين يخشون من أن المسلحين سيعمدون كما حدث في حملات سابقة الى الانسحاب ببساطة وانتظار القوات الامريكية والعراقية خارج العاصمة أو شن هجمات في مناطق لم تنتشر فيها تلك القوات.
وسعى الضباط الثلاثة الى التأكيد على قدرة القوات العراقية على الاداء على نحو أفضل مما حدث في حملات أمنية سابقة.
وجاءت تعليقاتهم بعد يوم واحد من تفجير انتحاري بشاحنة قتل 135 شخصا في منطقة ذات أغلبية شيعية ببغداد وهو أعنف تفجير منفرد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.
وينظر الى هذا الهجوم المشترك على أنه اخر فرصة لوقف الحرب الاهلية الشاملة بين السنة والشيعة.
ويقوم الرئيس الامريكي جورج بوش حاليا بارسال تعزيزات قدرها 21500 جندي من المقرر تخصيص أغلبهم لحملة بغداد.
ويقول منتقدو رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان حملة شنت في الصيف الماضي فشلت بسبب اعتماد الجيش العراقي عددا أقل من اللازم من الجنود وكذلك بسبب رفضه مواجهة جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر.
واعترف هيكمان بوجود حساسية سياسية في مهاجة معقل مقتضى الصدر لكنه قال ان كل الخيارات مفتوحة.
وقال هيكمان "اذا شعرنا بالحاجة الى تطهير مدينة الصدر لتحقيق الاستقرار سنفعل ذلك. هل هناك قيود تمنعنا من عمل ذلك.. حتى الان ليس هناك (أي قيود").
وتعهد المالكي بأن الحملة ستتصدى للمسلحين من كل الطوائف. وقالت وزارة الدفاع الامريكية ان جيش المهدي يشكل خطرا أكبر من تنظيم القاعدة على السلام في العراق.
وسيرأس مركز القيادة ببغداد الذي سيبدأ عملياته الاثنين لواء عراقي. ومع ذلك لن يتلقى الجنود الامريكيون أوامر من ضباط عراقيين.
وقال الكولونيل تشيب لويس المستشار الرفيع لاحدى فرق الشرطة الوطنية في بغداد ان قوات الامن العراقية تشعر بثقة أكبر مما كانت عليه قبل الحملة الماضية. وفي ذلك الوقت لم تحضر بعض الوحدات العراقية.
وقال هيكمان ان الهجوم سيتصاعد تدريجيا.
وأضاف الضباط أن هناك قرائن على أن بعض الميليشيات حاولت الانسحاب قبل الحملة.
وقال هيكمان "نهاية الصيف هي الموعد الذي يجب أن نرى بحلوله بعض النتائج الملموسة ويكون بمقدورنا أن نقول هل هذا مجد أم لا". وسيكون هذا بحلول سبتمبر أيلول تقريبا.
ومن المشكلات التي أجهضت حملة الصيف الماضي امتناع الجنود العراقيين في الجيش الذي تم تجنيده من المناطق الخارجية عن الانتشار في العاصمة البعيدة عن بيوتهم ومنازلهم.
وقال الضباط الامريكيون ان الجنود سيتقاضون هذه المرة علاوات للمجيء الى بغداد وسيتم ابلاغهم بأجل مهمتهم حتى يعلموا أن عملية نشرهم لن تكون الى أجل غير مسمى.
ومن أوجه الاختلاف الاخرى اقامة ما سماه الضباط مراكز الامن المشتركة والتي ستقام في تسع من مناطق بغداد حيث سيعيش الجنود العراقيون والامريكيون ويقومون بأعمال الدورية جنبا الى جنب.