قصفت القوات النظامية السورية بقذائف الدبابات ضاحيتين كبيرتين من ضواحي دمشق الاربعاء في اعقاب تجدد هجمات الجيش الحر، فيما بحث اعضاء مجلس الامن مشروع اعلان يهدف الى دعم وساطة كوفي انان.
قال نشطاء المعارضة إن ضاحيتين كبيرتين من ضواحي دمشق تعرضتا لقصف مكثف بقذائف الدبابات يوم الاربعاء في اعقاب تجدد هجمات الجيش السوري الحر على القوات الموالية للرئيس بشار الاسد التي استعادت المنطقة من المعارضين قبل شهرين.
واضافوا قولهم ان قذائف المدافع الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات اصابت ضاحيتي حرستا وعربين خلال الليل وان مروحيات الجيش سمعت وهي تحلق فوق المنطقة على المشارف الشرقية للعاصمة. وكانت قوات الاسد استعادت المنطقتين من مقاتلي المعارضة قبل شهرين.
وقال رائد أحد النشطاء من خارج العاصمة مباشرة "شن الجيش السوري الحر سلسلة عمليات بعد الغروب ووجه الجيش ردا انتقاميا شديدا."
واضاف قوله ان مقاتلي المعارضة كانوا قد هاجموا بالقذائف الصاروخية مجمعا كبيرا يضم مخابرات القوات الجوية ووحدة للشرطة السرية في بداية الحملة على الانتفاضة على حكم الاسد التي مضى عليها عام. وقال ان الجيش السوري الحر هاجم أيضا حواجز الطرق التي يسيطر عليها الجيش في الضواحي.
وقال نشطاء اخرون انه وقع قصف بنيران الدبابات بالقرب من طريق دمشق حلب السريع الذي يمتد عبر الضاحيتني وشمالي ضاحية برزة بدمشق.
الى ذلك، وفي محاولة لكسب تأييد روسيا قامت الدول الغربية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الثلاثاء بتخفيف لهجة مشروع بيان يساند جهود المبعوث الخاص للجامعة العربية والامم المتحدة كوفي عنان لانهاء العنف في سوريا الذي يدفع البلاد الى حافة الحرب الاهلية.
وقال دبلوماسيون لرويترز إن المجلس المكون من 15 دولة عقد جولتي مفاوضات يوم الثلاثاء لمناقشة بيان صاغته دول غربية واطلعت عليه رويترز يعبر عن "التأييد الكامل" لجهود السلام التي يبذلها عنان ويهدد دمشق في الوقت نفسه "بمزيد من الاجراءات " اذا لم تذعن لمطالب المجلس "في الوقت المناسب".
وكانت نسخة سابقة من البيان تهدد سوريا باجراءات جديدة للامم المتحدة اذا لم تلتزم خلال سبعة أيام وهو ما اعتبرته روسيا انذارا موجها الى دمشق. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال ان موسكو ستؤيد أى بيان بشرط ألا يحتوي على أي انذار.
ويأتي المسعى الغربي لاستصدار بيان لرئاسة المجلس يساند جهود عنان بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) مرتين لاحباط قرارات تدين حملة سوريا على المتظاهرين المناهضين للرئيس بشار الاسد.
وقال مبعوثون غربيون ان كسب تأييد روسيا لبيان مجلس الامن سيكون ضربة دبلوماسية للاسد حليف روسيا.
وبعد جلسة تفاوض مغلقة دامت ساعتين قال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين ان موسكو مستعدة لمساندة البيان الذي صاغته دول غربية.
وسئل لماذا لم يوافق المجلس على البيان فرد بقوله "البعض يريد الحصول على تعليمات. ونحن مستعدون للموافقة."
غير ان دبلوماسيا غربيا رفيعا عارض تصريحات تشوركين قائلا ان المبعوث الروسي هو الذي طلب تأجيل الموافقة على البيان. وقال الدبلوماسي الغربي "انه (تشوركين) قرر في نهاية الامر انه يريد الانتظار الى صباح الغد."
واذا لم يثر احد اي اعتراضات حتى صباح الاربعاء فان البيان سيتم تبنيه بصورة الية دون اجراء تصويت وذلك بمقتضي عملية في الامم المتحدة تعرف باسم "الاجراء الصامت".
وسيجري أيضا الموافقة بصورة الية صباح الاربعاء على مسودة تصريحات غير رسمية لاجهزة الاعلام طلبت روسيا من مجلس الامن الموافقة عليها. وتنص هذه التصريحات على ان المجلس يدين تفجيرات القنابل التي وقعت اواخر الاسبوع الماضي في مدينتي دمشق وحلب.
وعبر السفير الهندي هارديب سينغ بوري عن تفاؤله بأن المجلس سيوافق على البيان. وقال "البعض يريد مشاورة عواصم بلادهم لكن المهم هو أنه سينجح."
وقال دبلوماسيون اخرون بشكل غير رسمي ان موسكو او بكين قد تطلب من وفدها اقتراح مزيد من التعديلات على مشروع البيان.
واذا تم الموافقة على البيان فانه سيكون علامة أخرى على ان موسكو أخلص حلفاء الاسد منذ بدأ الحملة على المحتجين المناوئين للحكومة قبل عام بدأت تشدد موقفها من الصراع في سوريا.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات بثت ان القيادة السورية ارتكبت "أخطاء كثيرة جدا" أدت الى تفاقم الازمة في البلاد.
ويتمثل جوهر مشروع البيان في مقترح عنان للسلام الذي يتألف من ست نقاط والذي يدعو الى وقف اطلاق النار والحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة وتسهيل الوصول الكامل للمؤسسات الانسانية وحرية تنقل الصحفيين.
وأحدث مشروع بيان لمجلس الامن منفصل عن مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يدعو سوريا الى السماح لموظفي الاغاثة بدخول البلاد.