الدروز متحفظون حيال الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام في سوريا

تاريخ النشر: 27 فبراير 2012 - 04:48 GMT
الرئيس السوري بشار الاسد
الرئيس السوري بشار الاسد

يبدو ابناء الطائفة الدرزية في سوريا كانهم يتحفظون حيال الحراك الشعبي المناهض للرئيس السوري بشار الاسد، وذلك خشية ان يؤدي قمع الاحتجاجات وعسكرة المعارضة الى حرب اهلية.
وتصم هذه الطائفة التي يبلغ تعدادها نحو 700 الف نسمة والتي تقيم بشكل اساسي في السويداء، المنطقة الجبلية (100 كلم جنوب دمشق)، وفي جبل حرمون (جبل الشيخ) وفي الضاحية الجنوبية لدمشق (جرمانا وصحنايا)، آذانها حتى الآن عن دعوات الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط للمشاركة في حركة الاحتجاجات، رغم وجود بعض المبادرات من هنا وهناك.
وقال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا حمود الحناوي لوكالة "فرانس برس": "نحن مع الوحدة الوطنية ومع السلم الأهلي ومع تجاوز المحنة وضد الاقتتال (...) لأن الخاسر الأول والاخير هو الشعب السوري".
واضاف: "نحن لا نحبذ اسلوب الاقتتال في حل الامور الوطنية. لذلك، نطالب بالحوار والاصلاح من دون اللجوء الى البندقية وننادي بالاحتكام الى العقل والحكمة والوعي في معالجة الامور بين النظام والمعارضة".
واكد شيخ العقل انه حاول "رأب الصدع" بين افراد الشعب السوري في الاحداث الجارية منذ احد عشر شهرا.
ودعا السوريين الى "العمل على تضميد الجراح والمصالحة الوطنية على اسس ثابتة ترضي الجميع، بتحقيق الديموقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية وحرية المواطن وكرامته".
ويمثل الدروز في سوريا 3% من الشعب السوري اي نحو 700 الف نسمة وهي اعلى نسبة في المنطقة، وثمة 250 الف درزي في لبنان ونحو 125 الفا في اسرائيل.
وايد الدروز مطالب الحركة الاحتجاجية بالديموقراطية عند بداية الثورة وقامت عشرات التجمعات الصغيرة في السويداء وشهبا.
وانشئت "لجنتا تنسيق" في المحافظة واعتقل عشرات الطلاب الدروز والناشطين في الاشهر اللاحقة. كما ابدى دروز من دمشق ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل رغبتهم في التغيير.
لكن هذه الحركة تبقى محدودة.
وتقول الناطقة باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان منتهى الأطرش، حفيدة سلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي العام 1925، ان "النظام يحرض الاقليات قائلا لهم +انتم اقلية ونحن اقلية+ ويخيفهم من زواله".
وتضيف "هم يعملون على التوتر الطائفي لصالح بقائهم في السلطة".
ويعود وجود الدروز في السويداء الى العام 1711، عندما قدمت مجموعة من هذه الاقلية من جبال لبنان واستقر عدد كبير منهم كمزارعين في هذا السفح البركاني.
وارتفع عددهم مع وصول اعداد ضخمة من الدروز من جبل لبنان خلال الحرب بين الدروز والموارنة في 1860، وباتت المنطقة تعرف باسم "جبل الدروز".
وصمد الدروز الذين انتصروا على القوات المصرية بقيادة محمد علي باشا بين 1830 و1840 كذلك في وجه القوات العثمانية التي لم تتمكن من اخضاعهم.
واعلنوا الثورة في عام 1925 ضد الانتداب الفرنسي، ما مهد الطريق، بعد بضع سنوات، لتوحيد "دولة" جبل الدروز مع دمشق وحلب و"دولة" العلويين في دولة واحدة هي سوريا.
ودعا جنبلاط في تصريحات عدة اخيرا دروز سوريا الى الانضمام الى الانتفاضة.
وقال في 20 شباط (فبراير): "حانت ساعة الفرز داخل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسوريا بين من يدعمون النظام السوري ومستعدون لأن يكونوا بمثابة المرتزقة في خدمته، وبين من يؤيدون الشعب السوري في نضاله المستمر نحو سوريا ديموقراطية متنوعة".
ويرى اشرف جرماني، رجل الاعمال الدرزي المقيم في السويداء، ان الدروز، "وان كان بعضهم ينتقد النظام، لكنهم يترددون في المشاركة في الثورة لسببين: يخشون التدويل وعسكرة الازمة".
ويضيف: "العنف الذي يضرب محافظات عدة يثير الخشية من الانزلاق نحو حرب اهلية بين سنة وعلويين يتخوف الدروز من حصولها".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن