الدوري يهاجم دمشق وطالباني يسألها تسليم مساعدي صدام

تاريخ النشر: 19 يناير 2007 - 08:29 GMT

ندد الرجل الثاني في النظام العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري في بيان نشر الخميس بما اعتبره "مؤامرة" على حزب البعث العراقي، متهما النظام السوري بـ"احتضان" مؤتمر في دمشق يهدف الى اختيار قيادة جديدة للحزب.

وجاء في البيان الذي ذيل بتوقيع القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي "وردتنا معلومات ان بعض المفصولين من الحزب او من سجلوا موقفا غير مشرف عند حصول الغزو (الاميركي للعراق) دعوا الى عقد مؤتمر قطري غير شرعي في دمشق".

واضاف ان "مجرد احتضان النظام السوري لهذه الدعوة يؤكد انها جزء من مؤامرة الاحتلال (الاميركي) لتصفية رمز نضال العراق ضد الاحتلال وهو الحزب ودمجه بالنظام السوري الحليف الطبيعي للنظام في طهران".

وهاجم الدوري، الذي ذكر بيان للحزب بانه تم انتخابه امينا للقيادة القطرية بعد اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، هاجم "المفصول محمد يونس الاحمد" احد الاعضاء السابقين في البعث العراقي، داعيا "جميع مناضلي الحزب خارج العراق للتصدي لهؤلاء المتآمرين مع الاحتلال والمخابرات السورية وعزلهم".

كما هاجم البيان عضو القيادة السابق مزهر مطني عواد "الذي ترك الحزب بعد الاحتلال نتيجة جبنه" ومن وصفه بـ"خائن الامانة" غزوان الكبيسي.

وورد اسما محمد يونس الاحمد وغزوان الكبيسي في قائمة مطلوبين وزعتها الحكومة العراقية قبل عدة اشهر تصدرها اسم الدوري.

وكان الجيش الاميركي اعلن في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 انه يقدم مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يعطي معلومات تؤدي الى اعتقال الرجل الثاني في النظام العراقي السابق.

وفي دمشق، أبلغ طالباني الى "رويترز" أن طلباً رسميا سيقدم الى السلطات السورية لتسليم بغداد مساعدين كبار لصدام، بعد أن ينهي مسؤولون أمنيون عراقيون يرافقونه في زيارته لسوريا، اجتماعاتهم مع نظرائهم السوريين ويعودون إلى بغداد.

وقال الرئيس العراقي الاول يزور سوريا منذ عقود إن "الدوائر المختصة ستقدم وفقا للاتفاق الموجود لتبادل المتهمين المطلوبين قضائيا بين البلدين، طلباً يشمل جميع المطلوبين من القضاء العراقي وجميع الجرائم غير السياسية مثل السرقات والفساد والرشى". واضاف "أنني شخصياً لم أطلب أحداً، ولكن ثمة اتفاق موقع بين البلدين في خصوص هذه المسائل".

ولم تقل دمشق ما إذا كانت مستعدة لتسليم العراق هؤلاء المطلوبين، وبينهم عشرات من المسؤولين وضباط الجيش السابقين الذين فروا إلى سوريا عقب الغزو الاميركي للعراق في آذار/مارس 2003. لكن الموضوع يشكل محور المحادثات بين مسؤولين أمنيين سوريين وعراقيين.

ولم يحدد الرئيس العراقي اسماء أشخاص مطلوبين في العراق لصلاتهم بالهجمات المسلحة أو بالحكومة العراقية السابقة، وإن يكن الرجل الثاني في النظام السابق عزة إيرهيم الدوري يتصدر القائمة.

وفيما يقول عدد من المسؤولين العراقيين إن الدوري في سوريا، صرح الرئيس العراقي جلال طالباني لـ"رويترز" بانه يعتقد ان الدوري موجود في اليمن. وقال: "قيل لي ان عزة الدوري موجود في سوريا، ثم تبين انه موجود في اليمن وليس في سوريا ومنذ مدة لدينا معلومات عن وجوده في اليمن لاننا نتعقب تحركات الدوري. لم نبحث في موضوع المطالبة به في الحكومة".

الى ذلك، توقع الرئيس العراقي أن تتخذ دمشق إجراءات أكثر فاعلية لمنع ما يشتبه في أنه تسلل لمسلحين الى العراق عبر أراضيها، في إطار مسعى للتعاون بين الدولتين يشمل الأمن والاقتصاد والتجارة وقطاع النفط. وقال إن "الإخوة في سوريا سيتخذون كل الإجراءات الكفيلة منع تسلل الإرهابيين من سوريا إلى العراق وكذلك بمنع فاعليتهم على الأرض السورية، وبالتالي هناك اتفاق لتبادل المعلومات بين البلدين الشقيقين مما يؤدي إلى تحسين الوضع الأمني. ثم ان الموقف السوري المعلن هو مساهمة معنوية في تعزيز الأمن العراقي". وأكد أن سوريا تدرك أن اضطلاعها بدور في تحقيق الاستقرار في العراق قد يساعدها على انهاء عزلتها الغربية ويحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، موضحاً أنه "إذا تم تحسين العلاقات العراقية - السورية، وإذا تم فعلا ما يساعد على استقرار الأمن في العراق، وإذا وجدت البصمات السورية على هذا الأمن والاستقرار في العراق فان هذا كله في رأينا يساعد على تسهيل المفاوضات بين الولايات المتحدة وسوريا".

والتقى طالباني الخميس الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي عبدالله الاحمر، وشدد الرجلان خلال لقائهما على اقامة "افضل العلاقات" بين بلديهما في مختلف المجالات.

وهو كان وصل الى دمشق الاحد في زيارة تستغرق ستة ايام يرافقه فيها وفد يضم 60 عضوا، بينهم وزير الداخلية جواد البولاني ورئيس لجنة الامن في الجمعية الوطنية هادي العامري، والتقى الرئيس السوري بشار الاسد مرتين.

وتأتي زيارته بعد اعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 اثر قطيعة استمرت 26 سنة خلال عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.