وقال العطية في كلمة امام المؤتمر السنوي لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي "اننا نرفض تصعيد ازمة هذا الملف الى مرحلة المواجهة العسكرية لما لها من تداعيات سلبية وكوارث محتملة".
واضاف "ان الحل السياسي لازمة الملف النووي الايراني ما زالت امامه فرصة تتطلب رؤية جسورة وغير تقليدية". وتخوض ايران مواجهة محتدمة مع المجتمع الدولي على خلفية برنامجها النووي فيما تتهمها واشنطن بانها تسعى تحت غطاء هذا البرنامج الى التسلح النووي. وقد ازدادت الشائعات حول توجيه ضربة اميركية محتملة لايران بعد تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري بالقرب من منطقة الخليج بارسال حاملة طائرات جديدة وبعد تاكيد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان "جميع الخيارات ممكنة" للتعامل مع الملف الايراني.
الى ذلك جدد العطية تاكيد المجلس الذي يضم السعودية والامارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان رفضه "من ناحية المبدأ ادخال العامل النووي العسكري من جانب اي طرف في معادلة ميزان القوى الاقليمي لانه سيخلق سباقا جديدا وخطرا نحن جميعا في غنى عنه".
الا انه اعتبر ان الخيار الوحيد امام الخليجيين يبقى "الالتزام الاصيل بسياسة حسن الجوار والندية وحل القضايا الخلافية بالطرق السلمية" وراى ان ايران "شريك ضروري لتحقيق الامن والاستقرار في منطقة الخليج".
لكن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي قال ان لا بديل لدول المجلس في الوقت الراهن عن تدويل امنها والتعاون خاصة مع الولايات المتحدة في ظل عدم توازن القوى في المنطقة لمصلحة ايران.
واضاف امام المؤتمر الذي انعقد تحت عنوان "النظام الامني في منطقة الخليج العربي التحديات الداخلية والخارجية" "قد ادى احتلال العراق وحل جيشه الى اخراج العراق مرحليا من معادلة التوازن الاقليمي الحرجة وحدوث مزيد من اختلالها لصالح بعض دول الجوار" في اشارة ضمنية الى ايران.
وتابع "لقد وجدت دول مجلس التعاون مرحليا ان صيغة الشراكة الاقليمية المقننة والمعززة بصداقات وترتيبات امنية دولية-اقليمية قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة توليفة فرضتها ضرورة التعامل مع معطيات خلل علاقات القوى السائد في المنطقة وطموحات بعض القوى الاقليمية والدولية وتطلعاتها المتعارضة".
كما اعتبر ان "تزايد كثافة المصالح الدولية في المنطقة (النفط) ادى بالضرورة الى تدويل صيغة الامن في المنطقة". وتساءل العطية "عما هو البديل" عن التعاون الامني الدولي بالنسبة لدول المجلس. واضاف "ان حاضر الامة وازماتها لا تتناغم مع صرامة النهج الاميركي وخلفياته الا انه يصعب في نفس الوقت رؤية العالم العربي يقف مكتوف اليدين مكتفيا بالتطمينات التي قد تدفعه بعد فوات الاوان الى القفز بحثا عن حماية مفقودة من داخله باللجوء الى مظلة واقية كالمستجير من الرمضاء بالنار". واعتبر ان "سياسيات بعض دول منطقة الخليج لا تسهل لباقي دول المنطقة البحث عن بديل" عن التعاون الامني مع اطراف دولية.
واضاف "من المفارقات ان ايران وقبل العراق في عهد صدام حسين عارضت توجه دول مجلس التعاون للاستعانة بالقوى الدولية لموازنة معادلة امن الخليح بحجة انه ينبغي ان يقتصر شؤون امن الخليج على ابنائه".
وتابع "غير ان هاتين الدولتين لم تقدما رؤى امنية اقليمية حقيقية بديلة (..) فقد اظهرت تصرفات هاتين الدولتين على مدى العقود الماضية نقيض ما تظاهرتا بالدعوة اليه مما ادى الى زيادة المكون الدولي في امن هذه المنطقة وتعقيداتها".
الا ان العطية انتقد الولايات المتحدة متهما اياها "بازدواجية المعايير" وتساءل "اين ذهبت الوعود الاميركية بجنة الديموقراطية +الانتقائية+ التي بشروا بها والتي لم تؤد الا الى تحريك النزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية التي اصبحت تحصد مئات الارواح يوميا".
واذ اشار الى ان الوضع في المنطقة اصبح اسوأ مما كان عليه قبل غزو العراق في 2003 قال العطية "لعل التهويل الاميركي لا لزوم له بعد تراجع الاستراتيجية الاميركية في العراق بوجه خاص وفي الشرق الاوسط بشكل عام".