وعادة ما تعودنا على أن الأخبار العربية والعالمية تأتي لتوضح أهم الأحداث والتطورات المحلية والإقليمية والدولية في نشرات الأخبار ولكن في الأيام الأخيرة تأتي هذه الأخبار لتنشر لنا غالبية الأخبار العربية التي تتضمن الأحداث الدامية خاصة في عدد من المدن العربية مثل سوريا واليمن والعراق وليبيا وبعض الدول العربية الأخرى وأكثر ما يزيد الحزن والألم عندما ترفق هذه الأخبار بمناظر العنف الدامي وغيره من المناظر الدامية للمجاميع من سكان هذه الدول بعد تعرض المجاميع من العائلات العربية إلى أحداث دامية غير متوقعة الحدوث.
قبل سنوات كنا نشاهد التجمع العربي وعلى مختلف الأشكال والمستويات قليلها وكثيرها ولكن ليس مطرودة تلك التجمعات من غيرها في الشوارع وإنما في اجتماع عمل أو في أفراح ومناسبة طيبة أو اجتماع بمناسبة عرس أحدهم أو اجتماع لمناقشة مشروع يهم كل الجماعة في منطقة واحدة مثل مشاريع المياه أو الزراعة أو البناء .. المهم في اجتماع يهم المجتمع الصغير الذي عقد فيه للمصلحة العامة وليس لتجمع ناتج عن طرد أو عدوان جماعات ضد جماعات أخرى كما يحصل الآن.
ذلك كان الماضي ..أما الاجتماعات التي نشاهدها على شاشات التلفزيون شبه يومية فقد أصبحت مع العادة معروفة بأنها للاطلاع على آخر تطور حول وضع صحة / س/ من الناس والذي تعرض لحادث سيارة قوي التأثير مثلاً من الإصابات في ذلك الحادث وهو بعد ذلك الحادث يلقى الرعاية اللازمة من قبل الجهات الصحية ومسؤولي هذه الجهات.
هكذا كان الماضي البسيط الطيب ..أما الآن فإن ما نشاهده من تجمع فإننا نتعوذ منه وفي نفس الوقت ندعو الله أن يكون على خير ومع الأسف فإن معظم الصور التي نتلقاها عبرالتلفزيون وغيرها تنقل لنا معظمها الفواجع والمآسي التي يتعرض لها المجتمع وغالباً ما نشاهد المأساة مباشرة عبر الصورة وهي صور للقتلى والجرحى وللدمار المفجع الذي تعرض له شارع أو مدينة.
وتعتبر معظم الصور التي نتلقاها يومياً في الآونة الأخيرة مؤلمة بحق وحقيقة فهي صور لشوارع تعرضت لعدوان من قبل جماعات أخرى في نفس المدينة غالباً ما ينسب ذلك لـ/ داعش/ أو بسبب سوء تفاهم مع سكان الشارع الآخر فقام سكان هذا الشارع باستخدام ما لديهم من معدات الدمار ضد شارع الجماعة المختلف معها والمؤسف أن هذا يحصل شبه يومي ولأتفه الأسباب.
وتتعرض مدينة أو عدة مدن مثل حلب السورية لغارات جوية عدوانية من دولة أخرى وفي نفس الوقت عظمى مثل روسيا فإن ذلك يؤدي إلى الذهول والمزيد من الاستغرب خاصة بعد أن اتجه السكان إلى هجر المنطقة التي تتعرض لمثل ذلك العدوان.
والدمار الذي تعودنا على مشاهدته كل مساء في العديد من المدن والشوارع العربية وغيرها كما يحدث في مدينة حلب السورية فإن ذلك حدث لعدوان دولة كبرى على مدينة عادية في دولة مثل سوريا وذلك ما لا يجوز أن يمر دون استنكار دولي لوقف ذلك وليس للعرض فقط ودون استنكار دولي على مثل ذلك العدوان الهمجي والمحسوب أصلاً لعدوان آخر يعتبر أكثر صلافة وخسة وهو عدوان بشار الأسد ضد شعبه.
وإذا ما قسنا ذلك على البلاد العربية نجد أن هذه الغوغائية تفشت في الشارع ومعظمها ضد المواطنين المتضررين أصلاً من حياة النكد ودون أن يسمع أحد احتجاج الدولة على مثل ذلك العدوان وهكذا معظم الدول العربية ودون أن يشتكي المعتدى عليه ضد المعتدي لدى الجامعة العربية أو هيئة الأمم المتحدة مما يدل على أن الزمن الحالي تدهور حتى على المستوى الدولي في عدم الإنصاف.
إن المناظر المؤلمة وفي نفس الوقت المخيفة التي نشاهدها كل يوم في شوارع المدن العربية من المعذبين في الأرض مثل النساء والأطفال والعجزة ومختلف فئات المجتمع العربي العراقي أو السوري أو اليمني أو غيره في شوارع تلك المدن بعد كل غارة جوية على مدن هؤلاء السكان خاصة في حلب وبعض المدن العربية الأخرى تؤدي كل هذه المناظر إلى المزيد من الألم والخوف من المستقبل وما يخبئه لنا هذا المستقبل من التهديد العدواني على مواطنينا وتراثنا في المدن التاريخية مثل حلب وأمثالها من المدن العربية.
وما يزيد الهلع والخوف أكثر في النفوس العربية هو ذلك الصمت المريب من قبل الإعلام العربي الذي لا يوضح للسكان ما الذي يجري في المنطقة العربية خاصة وأننا لم نسمع حتى الآن التهديد ضد السكان من إسرائيل أو غيرها بل لم نسمع ما يؤدي إلى القلق من الأنباء عن الخلافات المحلية في سوريا أوالعراق أوغيرهما والذي يؤدي إلى الانزعاج أن هناك خلافات محلية تترك حتى تكبر وتخرج عن مستواها المحلي.