غزة-فلسطين- مصطفى صيام
في غزة كل شي مباح أمام الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تستهدف الإرادة الفلسطينية بمختلف جوانبها، فلم تقتصر وحشية الكيان الإسرائيلي على قصف المقرات والمنازل والأراضي الزراعية وإنما طالب البنية التحتية الرياضية فأصبحت الأندية والملاعب في ملعب الصواريخ الإسرائيلية.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الأسبوع شنت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على عدد من الملاعب الرياضية وأحدثت تدميراً كبيراً فيها بالإضافة إلى استشهاد عدد من لاعبي كرة القدم وإصابة آخرين.
فبعد نجاة وليد أيوب رئيس المجلس الأولمبي الفلسطيني من الموت اثر قصف منزله عند مفترق الأمن العام شمال القطاع, استشهد أحمد دلول عضو مجلس إدارة نادي التعاون بعد استهداف الطائرات (الإسرائيلية) مناطق متفرقة في حي الزيتون شرق مدينة غزة, لينضم إلى قافلة شهداء الحركة الرياضية التي يأتي على رأسها لاعب الزيتون عبد الرحمن الزاملي.
سياسة متجددة
عبد السلام هنية عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة ونجل رئيس الوزراء السابق أكد أن استهداف المنشآت الرياضية من ضمن بنك الأهداف التي أعلنت عنها إسرائيل قبل بدء عدوانها على القطاع!!.
وقال هنية " إسرائيل تضرب بعرض الحائط مواثيق الاتحاد الدولي " الفيفا" الذي يحرم استهداف المنشآت الرياضية والرياضيين ونشهد في كل جولة عدوانية على غزة أن الرياضية في مرمي النيران الإسرائيلية.
وتساءل هنية ما الذي يدفع إسرائيل لاستهداف الحركة الرياضية في فلسطين؟؟ وما هي الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها من وراء ذلك؟
أدان هنية الممارسات الإسرائيلية التي ترتكب بحق الحركة الرياضية ، مطالباً الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" باتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل.
بدوره أشار فتحى أبو العلا عضو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن استهداف إسرائيل للرياضية ليس بجديد وإنما يأتي استمراراً للحملة المسعورة التي ترتكبها بحقها منذ سنوات طويلة.
وأكد أبو العلا أن الحركة الرياضية جزء أصيل من مكونات نضالنا الفلسطيني علي مر التاريخ واستهدافها بشكل مباشر دليل علي الهمجية الصهيونية والعقلية النازية التي لا تفرق بين البشر والحجر.
وأضاف عضو اتحاد الكرة أن مثل تلك الممارسات تزيدنا إيمانا بعدالة قضيتنا وحقنا المشروع في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل حتي النصر وتحقيق أهدافنا بإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
متابعو المونديال في الشباك الإسرائيلية!
ولم يسلم متابعو المونديال من آثار القصف (الإسرائيلي), فقد أطلقت الطائرات الحربية صاروخين على مقهى "وقت المرح" في خانيونس جنوب القطاع, أثناء مباراة البرازيل وهولندا في نصف نهائي كأس العالم أواخر الأسبوع الماضي.
وتجمع العشرات للإفطار في المقهى قبل حضور المباراة, لكن الأمسية انتهت ببركة دم خلّفت وراءها تسعة شهداء بينهم أشقاء, وأكثر من خمسة عشر مصابا.
والشهداء هم: محمد خالد قنن, وشقيقه إبراهيم, وحمدي كامل صوالي, وشقيقه إبراهيم, وسليمان الأسطل, وأحمد الأسطل, وموسى الأسطل، ومحمد العقاد.
ولم يتبق من المقهى المعروف سوى حفرة كبيرة، في حين صمدت لافتة "وقت المرح" الملونة ولا تزال قائمة.
ويرى علي أبو حسنين عميد رؤساء أندية فلسطين أن إسرائيل تعاقب الحركة الرياضية في غزة لأنها كانت أول المبادرين إلى تحقيق الوحدة الرياضية بين أطياف المجتمع الأمر الذي أزعج دولة الكيان الإسرائيلي التي تريد أن يبقى الشعب الفلسطيني متشرذماً متفرقاً.
ووجه أبو حسنين رسالة للأسرة الرياضية بضرورة التوحد والتكافل في هذه الأوقات العصيبة والوقوف خلف المقاومة، مشدداً على ضرورة أن يواصل الإعلام الرياضي دوره الوطني في فضح الممارسات الإسرائيلية لكافة أشكاله الوحشية.
نجاة عائلات رياضية
وفي رفح جنوب القطاع, نجت عائلة اللاعب شادي أبو أحمد من الموت المحقق, اثر قصف الطائرات الحربية لمنزلهم.
ويلعب شادي في نادي أهلي غزة حاليا بعدما سبق له الدفاع عن ألوان خدمات وشباب رفح وخدمات الشاطئ على التوالي, علما أن أشقاءه أحمد ومحمود كانا في نفس البيت ويلعبان ضمن صفوف الاستقلال الرفحي.
كما نجا من نفس القصف عائلتا الأسير المحرر ونجم نادي خدمات رفح سابقا محمود السرسك, ورئيس نادي خدمات رفح السابق محمود يوسف, كون منزلهما ملاصقا لآل أبو أحمد.
وفي سياق متصل, بُترت القدم اليسرى للاعب نادي الدرج محمد أبو البيض, اثر استهداف مجموعة من المواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة
وجاءت إصابة أبو البيض استمرارا للسياسة (الإسرائيلية) الرامية إلى مواصلة قصف المواطنين الأبرياء, في ظل عجزها الكامل عن مجاراة المقاومة في القطاع.
من جهته طالب حسام حرب عضو المجلس الأعلي للشباب والرياضة الهيئات الرياضية بتوثيق الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الرياضيين.
وأوضح حرب أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول قتل الإرادة الفلسطينية إلا أن الشعب بصموده الأسطوري حتى اﻵن يضرب أروع ملامح التضحية والنضال فالنصر للشعب الفلسطيني والرحمة للشهداء والحرية للأسرى.
ولفت حرب إلى استهداف المنشآت الرياضية من قبل القوات الصهيونية ليس جديد فالحروب السابقة شهدت تدمير ملاعب وسقوط شهداء وقصف منازل وخلق إعاقات ولهذا يجب وضع حد لهذا المحتل من خلال استغلال الرأي العام الدولي وتعاطف الفيفا لكبح جماحه ضد الرياضة والرياضيين.
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تبقى الحركة الرياضية هدفاً مشروعاً في ظل الصمت العربي والدولي.