البوابة - بدأ المجتمع التركي، يعاني من ظاهرة جديدة وخطيرة، لم تكن مألوفة سابقا، ألا وهي "أزمة المشردين"، بعد إنهيار وتضرر عشرات آلاف المباني في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر، الذي وقع فجر السادس من الشهر الحالي، وترك خلفه الملايين بدون مأوى.
وبحسب السلطات التركية، فإن أكثر من مليوني شخص فقدوا منازلهم، وأصبحوا بلا مأوى، جراء الكارثة التي تعتبر الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث، حيث تسعى الحكومة جاهدة لتوفير المسكن لمئات الآلاف من النازحين.
وتعاني السلطات، في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة، في كيفية التعامل مع واحدة من اسوأ حالات التشرد في العالم، مما اضطرها ذلك لتحويل الساحات العامة والحدائق والملاعب، إلى أماكن لإيواء النازحين.
الزلزال يدمر 420 ألف منزل
وفي هذا السياق أكد ، سكرتير فرع ديار بكر لغرفة المهندسين المعماريين، هيرديم دوجرول، أن الزلزال دمر بشكل كامل أكثر من 420 ألف منزل، مشيرا إلى أنه خلف وراءه أكثر من مليوني شخص بلا مأوى.
وقال "دوجرول": "كثير من النازحين لم يجدوا المأوى، وقضوا لياليهم داخل السيارات، أو في العراء، في ظل أجواء قارسة البرودة.
وامتدت الأزمة لتطال طلاب الجامعات، حيث قامت السلطات بتعليق الدراسة في الجامعات التركية، وطرد الطلاب من مهاجعهم، مما أثار غضبا وسط الطلاب وعائلاتهم.
وشن متضررون ومعارضون سياسيون، هجوما على الحكومة، التي اعتبروا أنها لم تستجب بشكل كاف للأزمة، كما أنها لم تتعامل بشكل منظم معها، وسط اتهامات من قبل منظمات مجتمع مدني، لهيئة إدارة الكوارث الحكومية "أفاد" بعرقلة المساعدات لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال نشطاء وسياسيون معارضون: "إن العديد من شاحنات المساعدات صودرت من قبل "أفاد" في منطقة أديامان" .
20 مليون متضرر من الزلزال
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حوالي 20 مليون شخص تضرروا من الزلزال ، مشيرا إلى أن الزلزال تسبب بدمار كبير في 10 مدن.
وأكد أردوغان، أن أعمال البناء في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر، ستبدأ مطلع الشهر المقبل.
واشار إلى إنه سيتم تشييد وبناء 30 ألف مبنى سكني، في آذار/مارس المقبل، بالمناطق التي تعرضت للزلزال، مشيرا إلى أن بناءها سيكون بعيدا عن خطوط الصدع الزلزالية.
وشدد الرئيس التركي، خلال كلمة له في هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) في أنقرة، على أن أعمال البناء ستتم بشكل فوري حال الانتهاء من تقييم الأضرار.
تشييد 30 ألف مبنى
وأوضح أردوغان، أن السلطات ستبدأ ببناء جميع المنازل في غضون بضعة أشهر، بعيدا عن خطوط الصدع، وأن الهدف هو الانتهاء من تشييد 30 ألف مبنى في غضون عام.
وأشار أردوغان، إلى أن 98 في المائة من المباني التي انهارت نتيجة للزلازل الأخيرة قد بنيت قبل عام 1999.
وسقط في الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة، وضرب مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا، أكثر من 42 ألف شخص، مع توقعات بأن يرتفع الرقم إلى أكثر من ذلك.
