قال نائب وزير الخارجية السعودي عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز إن القضية الفلسطينية التي هي محور النزاع العربي - الإسرائيلي ما زالت تشكل أكبر التحديات التي تواجه الأمم المتحدة منذ نشأتها مضيفاً أن حالة الجمود في هذه القضية تعود إلى مسلك إسرائيل وتعنتها.
واعتبر نجل العاهل السعودي الملك عبد الله أن نجاح مهمة المبعوث الأممي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تعتمد على خطة واضحة وإستراتيجية جديدة غايتها الانتقال السلمي للسلطة هناك.
وقال عبد العزيز في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الجمعة إن "القضية الفلسطينية.. لا تزال أكبر التحديات المستمرة التي تواجه الأمم المتحدة منذ نشأتها وعلى امتداد أكثر من ستين عاماً. إن حالة الجمود التي تشهدها هذه القضية يعود إلى المسلك الذي تنتهجه إسرائيل".
وأضاف "كلنا يعرف المدى الذي بلغه التعنت الإسرائيلي الأمر الذي نتج عنه تعطيل المفاوضات وتفريغها من أي محتوى أو مضمون"، علاوة على "انتهاجها لسياسات أحادية الجانب من شأنها إضفاء المزيد من التعقيدات على الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى الجهود العربية والدولية الرامية إلى الوصول لحل شامل ودائم وعادل للقضية خاصة لجهة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس".
وقال إن هذا الوضع يتطلب من المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة التحرك السريع" لوضع نهاية لمأساة الشعب الفلسطيني وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لسلطته الوطنية".
وأشار إلى أن السعودية ترى في حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة حقاً طبيعياً وغاية مشروعة يجدر على الجميع مساعدتهم على بلوغها وتحقيقها.
وتطرق المسؤول السعودي إلى الأزمة السورية وقال إنها "بلغت حدوداً متناهية من التفاقم والتعقيد، دفع ثمنها عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري قتلاً وتهجيراً ونزوحاً".
وأضاف "يحدث ذلك كله وسط تقاعس ملحوظ من قبل المجتمع الدولي جراء الانقسام الحاصل في مجلس الأمن وتعثر كل المبادرات المطروحة عربياً ودولياً، بسبب تعنت وصلف النظام السوري، والذي ما يزال يعتقد بإمكانية المضي بحسم الوضع بالوسائل الأمنية غير مكترث بالكلفة الإنسانية".
وذكر أن السعودية حرصت منذ بداية الأزمة، على التعامل معها وفق أطر الشرعية الدولية وقراراتها، والاحترام الكامل لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وعبر كل من مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
وقال إن نجاح مهمة الإبراهيمي "يظل مرتبطاً بضرورة استناد هذه المهمة إلى إستراتيجية جديدة وخطة واضحة تكون غايتها تحقيق انتقال سلمي للسلطة . وتتوافر معها للمبعوث الدعم اللازم من مجلس الأمن الذي يمكنه من معالجة الأزمة السورية بشقيها السياسي والإنساني".
وعن اليمن قال إن الانتقال السلمي للسلطة وفق مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية ينبغي أن يحث اليمنيين على الاستمرار على نفس النهج الإيجابي والتصدي ضد التدخلات الخارجية في شؤون بلادهم الداخلية وتحقيق الأمن والاستقرار.
وتطرّق إلى أزمة الملف النووي الإيراني واعتبرها "أحد أهم التحديات على الأمن والسلم الدوليين وأمن واستقرار منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص".
وقال إنه "من هذا المنطلق تدعم السعودية الجهود القائمة لمجموعة (5+1) لحل هذه الأزمة بالطرق السلمية وتدعو إلى استمرارها وعلى النحو الذي يكفل لإيران وكافة دول المنطقة حق الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ووفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها".
وذكر أن الرياض تطالب في الوقت عينه إيران بالاستجابة لهذه الجهود وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتعاون مع الوكالة الدولية والسماح لمفتشيها بمراقبة منشئاتها النووية لوضع نهاية لهذه الأزمة.
وشدّد على أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية مؤكداً على وجوب قيام إسرائيل بإخضاع منشآتها النووية للتفتيش الدولي ولضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتوقيع على اتفاقية حظر الانتشار.
وقال المسؤول السعودي إن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج لا يأتي إلا عن طريق إقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون البناء، "بما في ذلك إنهاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية وإتباع الوسائل السلمية لمعالجة هذا الموضوع سواء عن طريق المفاوضات الثنائية أو باللجوء إلى محكمة العدل الدولية".
