وصف عضوان في مجلس الشعب المصري ينتميان للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم سفير اسرائيل في القاهرة بانه "كلب" و"كافر" وطالبا بطرده.
وجاء هذا الهجوم القوي من النائبين خلال مناقشة ساخنة داخل لجنة تابعة لمجلس الشعب حول فيلم تسجيلي أذيع في التلفزيون الاسرائيلي يتناول قتل جنود مصريين عزل في حرب يونيو حزيران عام 1967.
وتقول وسائل اعلام الاسرائيلية ان الفيلم التسجيلي الذي أذاعته القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي الاسبوع الماضي يتضمن أن وحدة خاصة في الجيش الاسرائيلي كان يقودها وزير البنية التحتية الحالي بنيامين بن اليعازر قتلت 250 أسيرا مصريا بعد انتهاء الحرب التي احتلت اسرائيل خلالها شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية.
وقال النائب علاء حسنين من الحزب الوطني "أطالب بطرد السفير الاسرائيلي الكافر وسحب السفير المصري من اسرائيل."
وأضاف "اليهود هم الذين قتلوا الانبياء والمرسلين ونقضوا العهود مع رسول الاسلام فما بالك لو كان لهم معاهدة مع مصر أو أي دولة عربية أخرى.."
وكانت مصر أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979.
وقال النائب محمود سليم من الحزب الوطني أيضا "على السفير الاسرائيلي الكلب أن يخرج من مصر."
وكثيرا ما طالب سياسيون ونشطون مصريون يحتجون على سياسات اسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة بطرد سفير اسرائيل من مصر لكن الحكومة المصرية لم تقدم على هذه الخطوة. وللرئيس حسني مبارك الكلمة الاولى في شؤون السياسة الخارجية المصرية.
وطالب أكثر من نائب خلال المناقشة بإعلان الحرب على اسرائيل. وقال النائب المستقل محمود عامر "أن نحارب اسرائيل أشرف وأكرم مما نحن فيه من مهانة واستسلام."
وقال سلام الرقيعي وهو نائب مستقل من شبه جزيرة سيناء حيث دارت أغلب معارك حرب يونيو حزيران عام 1976 "ما حدث لا يهدئه الا اعلان حالة الحرب."
وأضاف "ما زلنا نعثر على مقابر جماعية للجنود المصريين ومنذ شهرين استخرجنا رفاتا لجنود مصريين عزل ومدنيين من أبناء سيناء."
وأرجع نائب الحزب الوطني الديمقراطي مصطفى الفقي الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية والذي عمل في السابق في مكتب مبارك اذاعة الفيلم الى رغبة اسرائيل في رفع معنويات مواطنيها.
وقال "اسرائيل تتعمد تسريب معلومات مهمة هذا العام بقصد اعادة الثقة للشارع الاسرائيلي بعد صمود حزب الله في حربه مع اسرائيل."
وأضاف أن هدف اسرائيل من اذاعة الفيلم هو تخويف الجيوش العربية.
وقال رئيس لجنة الشؤون العربية سعد الجمال ان الفيلم يثبت "انتهاك اسرائيل للقوانين الدولية ولا يساعد على بناء الثقة بين الشعوب. فأي تطبيع يريدون مع مصر.."
ويوصف السلام بين مصر واسرائيل بأنه "سلام بارد".
وقال عبد العزيز سيف النصر مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية الذي حضر المناقشة ان مصر استدعت السفير الاسرائيلي في القاهرة ليقدم تفسيرا لما أذيع على القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي خاصا بالجنود المصريين.
وأضاف أن مصر كلفت سفيرها في اسرائيل بالتقدم الى الحكومة الاسرائيلية رسميا بطلب الحصول على نسخة من الفيلم.
وشكلت اللجنة التي ناقشت موضوع الفيلم التسجيلي داخل البرلمان بطلب من عدد من نواب الحزب الوطني والنواب المستقلين ونواب جماعة الاخوان المسلمين وضمت ثلاث لجان هي لجنة الشؤون العربية ولجنة حقوق الانسان ولجنة العلاقات الخارجية.
