واصلت السلطات السورية عملياتها الامنية والعسكرية في مناطق عدة الجمعة عشية وصول مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى البلاد وسط تحركات دولية واسعة لم تفض حتى الان الى نتيجة لوقف العنف المستمر في البلاد.
ياتي ذلك فيما قتل 19 مدنيا الجمعة بنيران القوات السورية في انحاء متفرقة من سوريا كان النصيب الاكبر لمحافظة حمص (وسط)، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه "استشهد ثمانية مواطنين اثر سقوط قذائف هاون واطلاق رصاص في عدة احياء في حمص وقتل 3 مواطنين بينهم سيدة برصاص الامن في ريفها".
واضاف المرصد "استشهد ثلاثة مواطنين في ريف حماة (وسط)، اثر اطلاق النار من قبل القوات العسكرية ومواطنان في ريف ادلب (شمال غرب) اثراطلاق الرصاص عليهما من قبل القوات السورية في منزليهما".
كما قتل مدني في كل من ريف حلب وريف درعا وفي دمشق.
وبالتزامن مع ذلك، تظاهر عشرات الالاف في مناطق عدة في سوريا الجمعة لاسيما في مدينة حلب وريفها، في ما اطلق عليه اسم "جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية"، بحسب ما اعلن ناشطون ومراقبون.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "عشرات الالاف من المتظاهرين خرجوا اليوم في تظاهرات معارضة في عدد من المناطق السورية في محافظات درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وحماة وادلب وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة".
وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة فرانس برس ان المدينة تشهد "التظاهرات الاكبر منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية" في منتصف اذار/مارس الماضي.
ودعا ناشطون معارضون الى التظاهر في سوريا في ما اطلقوا عليه اسم "9 اذار/مارس، جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية"، في اشارة الى الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في العام 2004 من مدينة القامشلي (شمال شرق) وانتقلت الى مدن كردية عدة.
وواجهت السلطات الحركة في هذه المدينة ذات الغالبية الكردية بقمع اسفر عن مقتل وجرح العشرات من الاشخاص.
واقتحمت قوات عسكرية الجمعة قريتي قسطون والحميدية في ريف حماة كما اقتحمت قرى شاغوريت والجج وحميمات والصحن في ريف ادلب، وشنت حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقين.
وتضم محافظة ادلب اكبر تجمع لعناصر الجيش السوري الحر، وهي منطقة متصلة بريف حماة الذي يشهد ايضا حركة انشقاق نشطة.
من جهة اخرى، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان "مجموعة ارهابية مسلحة اختطفت بعد منتصف ليل امس رئيس بلدية اللطامنة في ريف حماة".
ويشير الاعلام السوري الرسمي اخيرا الى نشاط "للعصابات الارهابية المسلحة" في ريف ادلب وريف حماة.
وفي حماة، ذكرت الوكالة ان طفلين اصيبا اثر انفجار عبوة ناسفة في حي ابي الفداء كما انفجرت ثلاث عبوات زرعتها "مجموعة ارهابية مسلحة" بجانب جامع السرجاوي "واقتصرت الاضرار على الماديات".
واضافت الوكالة ان عناصر الهندسة فككت الجمعة عبوة ناسفة "زرعتها مجموعة ارهابية" بقرب من جامع قيطار في حي ابى الفداء بحماة.
ياتي ذلك غداة دعوة وجهها موفد للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الى "المعارضة السورية الى ان تأتي (بجميع اطيافها) لتعمل معنا من اجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري".
وفي تصريح مقتضب للصحافيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اضاف انان الذي يبدأ السبت في دمشق مهمة صعبة لوقف العنف تمهيدا للبحث عن حل سياسي "سنبذل قصارى جهدنا من اجل التعجيل بوقف الاعمال العدائية ووقف القتل والعنف".
واسفر استخدام العنف المفرط عن سقوط قرابة 8500 قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس 2011 الماضي بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعتبر انان في تصريحات ادلى بعا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان "مزيدا من التسلح في سوريا يزيد الوضع سوءا".
وتأتي زيارة انان للقاهرة قبل يومين من اجتماع يكتسب اهمية كبيرة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه العرب السبت في العاصمة المصرية.
وتتبنى موسكو موقفا مدافعا عن النظام السوري وقد استخدمت حق النقص (الفيتو) مرتين خلال الشهور الاخيرة في مجلس الامن الدولي لمنع اتخاذ قرارات تدين النظام السوري.
واكدت روسيا تمسكها بموقفها من الازمة السورية بالرغم من الضغوط الغربية والعربية التي تطالبها بمزيد من الحزم ازاء حليفها السوري.
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الجمعة ان بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن الدولي حول سوريا لانه "غير متوازن" كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، اي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف.
واوضح المسؤول الروسي ان موسكو تلقت تقارير مفادها ان مجلس الامن الدولي يعتزم طرح مشروع القرار على التصويت الاثنين.
وبحسب نسخة من مشروع القرار المطروح حصلت عليها وكالة فرانس برس فان النص يقول ان مجلس الامن الدولي "يطالب" الحكومة السورية بان توقف "فورا" كل اعمال العنف و"يدعو" مجموعات المعارضة الى "الامتناع عن كل اشكال العنف" ما ان تتحقق هذه الشروط.
كما اعلنت الصين الجمعة عن ارسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الازمة السورية وذلك بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وابدت بكين استعدادها لارسال مساعدة انسانية تحت اشراف الامم المتحدة او منظمة "حيادية" بشرط ان يتم الحفاظ على السيادة السورية.
واكد المتحدث الصيني الجمعة ان بكين "تدعم الدور البناء" الذي يقوم به مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان والذي سيصل دمشق السبت.