السنيورة يحمل ايران وسوريا مسؤولية الاحتجاجات الدامية في لبنان

تاريخ النشر: 24 يناير 2007 - 11:58 GMT

حمل رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ايران وسوريا مسؤولية الاضراب والاحتجاجات التي نفذها انصار المعارضة الثلاثاء بهدف اسقاط حكومته، والتي اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح العشرات فضلا عن شل البلاد.

وقال السنيورة في تصريحات لصحيفة "كيودو نيوز" اليابانية ان لبنان "يدفع ثمن قرارات مفروضة تاتي من بلدان خارجية مثل ايران وسوريا".

ونقلت عنه الصحيفة قوله ان "القرارات التي تتخذها المعارضة في لبنان هي قرارات اتية من الخارج من دول مثل ايران وسوريا".

وفي المقابلة التي اجريت الثلاثاء في بيروت ونشرت الاربعاء، انتقد السنيورة كذلك حزب الله بسبب الحرب مع اسرائيل الصيف الماضي. وقال "عندما دخل حزب الله حربا مع اسرائيل، لم يسألنا رأينا".
وقاد حزب الله المدعوم من سوريا وايران الثلاثاء اضرابا شمل كافة انحاء لبنان في محاولة لاسقاط حكومة السنيورة.

وقتل ثلاثة اشخاص واصيب 133 في المواجهات بين انصار الحكومة والمعارضة.

ودان السنيورة الاحتجاحات وقال انها "طريقة غير ديموقراطية للتعبير عن الراي". واضاف "اذا كانوا يقولون ان غالبية الشعب تدعمهم، فعليهم اذن ان لا يلجأوا الى مثل هذه الاعمال".

وقد غادر السنيورة صباح الاربعاء متوجها الى باريس لحضور مؤتمر "باريس-3" للاطراف المانحة.

وغادر السنيورة لبنان من مطار بيروت الدولي الذي استأنف اعماله كالمعتاد بعد توقف شبه تام الثلاثاء بسبب اغلاق المحتجين للطرق المؤدية له.

وتشارك في المؤتمر الذي يعقد الخميس اكثر من ثلاثين دولة مانحة وعدد من المؤسسات الدولية.

ويتوقع ان يقدم تمويلا طويل الامد للاقتصاد اللبناني الضعيف الذي يعاني من دين عام يبلغ 41 مليار دولار. وقد اعيد فتح مطار بيروت صباح اليوم الاربعاء.

وقال مصدر في المطار ان "اول طائرة اقلعت الى ميلانو ومن المقرر ان تقلع نحو 15 طائرة اخرى" من المطار. واضاف ان "كافة انشطة المطارات استؤنفت الان و(الحركة) عادت الى طبيعتها كما عاد كافة الموظفين الى العمل". وقال ان "كافة المسافرين الذي احتجزوا في المطار امس الثلاثاء بسبب اغلاق الطريق عادوا الى منازلهم الليلة الماضية بعد ان تم فتح الطرق".

والغيت نحو 34 رحلة من والى مطار بيروت بسبب الاحتجاجات التي شهدت مواجهات بين مناصري المعارضة والحكومة امس الثلاثاء ادت الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 133 اخرين.

التقاط انفاس

هذا، وقد تنفست بيروت وبقية المناطق اللبنانية الصعداء الاربعاء. وقام الجيش اللبناني باعادة فتح كل مداخل بيروت الجنوبية والشمالية لكن طرق العاصمة لم تشهد الزحمة الصباحية المعتادة لان العديد من المواطنين فضلوا ملازمة منازلهم.

وابقى عدد من المدارس ابوابه مقفلة وخصوصا في المناطق المسيحية التي شهدت مواجهات دامية بين مناصري التيار الوطني الحر المعارض وحزب القوات اللبنانية الموالي للحكومة. كذلك لم تفتح الجامعة اللبنانية الرسمية ابوابها امام الطلاب في كل فروعها.

وظل الوضع متوترا في مدينة طرابلس (شمال) التي شهدت ليلا مواجهات متقطعة بين سكان حي باب التبانة السنة المؤيدين للحكومة وقاطنين في حي بعل محسن ينتمون الى الطائفة العلوية.

وكان الاضراب العام الذي دعت اليه المعارضة الثلاثاء تحول مواجهات متنقلة بين انصار المعارضة والحكومة في العديد من المناطق اللبنانية وخصوصا في المناطق المسيحية اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص وجرح 133 اخرين.

انذار أخير

وفي الاثناء، هاجمت الصحف اللبنانية القريبة من الحكومة الاربعاء "دولة حزب الله" مؤكدة ان لبنان "تجاوز الفتنة"، فيما قالت الصحف القريبة من المعارضة ان ما حصل في البلاد امس هو "الانذار الاخير" للسلطة. وعنونت صحيفة "النهار" القريبة من الحكومة "لبنان يجتاز الفتنة وطريق باريس 3 سالكة".

ونقلت عن مصادر حكومية ان "ما دفع المعارضة الى وقف الاضراب هو انكشاف التحرك عن واقع مذهبي يتمثل في قدرة حزب الله وحده على الاستمرار في الاضراب من دون سائر حلفائه، وتحذير النائب وليد جنبلاط من ان قوى 14 اذار/مارس (الموالية للحكومة) ستعمد الى فك الحصار عن بيروت". وذكرت ان "رئيس مجلس الامن الوطني السعودي الامير بندر بن سلطان سيزور طهران اليوم" الاربعاء.

وشنت صحيفة "المستقبل" الناطقة باسم تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري هجوما على حزب الله الشيعي وكتبت "الثلاثاء الاسود: دولة حزب الله تحاصر لبنان". واضافت ان ما جرى "عملية ارهابية اخذت الشعب اللبناني رهينة بيد حزب الله وملحقاته".

من جهتها، قالت صحيفة "الاخبار" القريبة من المعارضة ان الاخيرة "شلت لبنان ووجهت ما اعتبرته انذارا قويا الى الحكومة محذرة من اللجوء الى خطوات تصعيدية"، مؤكدة "استعداد المعارضة لتحرك اشد تاثيرا اذا لم تتراجع السلطة" عن مواقفها.

وذكرت ان رئيس البرلمان نبيه بري "تلقى اتصالات من الجيش مفادها ان القوى العسكرية منهكة، الامر الذي اخذته المعارضة في الحسبان في قرارها تعليق الاضراب".

اما صحيفة "الحياة" العربية فكتبت ان "لبنان عاش بروفة الحروب الاهلية"، لافتة الى "ضغط سعودي كبير تزامن مع تجدد الاتصالات السعودية الايرانية" لاحتواء الموقف.

واوردت ان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط "اتصل بقائد الجيش العماد ميشال سليمان وقال له: اذا كنتم لن تحمونا فان الناس سيحملون السلاح لحماية انفسهم".

وعنونت صحيفة "السفير" القريبة من المعارضة "لبنان يحتوي الفتنة وحروبه الماضية تملأ الشوارع"، واضافت "ما يخشى منه حصل ولم يمر هذا النهار بلا دماء". واوردت بدورها ان رئيس البرلمان نبيه بري "تبلغ ان اتصالات على ارفع المستويات جرت بين طهران والرياض ونسق الجانب الايراني اتصالاته مع الجانب السوري".