رحب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الثلاثاء بالموقف الصادر عن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطبة عاشوراء لجهة تمسكه بالحل السياسي للازمة اللبنانية.
وجاء في بيان صادر عن مكتب السنيورة ان "هذا الكلام بمثابة خطوة ايجابية (...) والسيد نصرالله عمد خلال اليومين الماضيين الى التشديد على نبذ الفتنة ونبذ استخدام العنف او السلاح في التعاطي الداخلي وهذا سعي مطلوب ندعمه ونؤيده".
واضاف البيان ان "لا خلاص لنا نحن اللبنانيين الا بالحوار السياسي الهادئ البعيد من التشنج".
وقال نصرالله الثلاثاء خلال مسيرة حاشدة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية في ذكرى عاشوراء ان "المعارضة اللبنانية مطالبها سياسية والتسوية لا يمكن ان تكون الا سياسية وندعم اي جهد او وساطة لايجاد حل سياسي".
وتطالب المعارضة في لبنان التي يشكل حزب الله احد اركانها، باسقاط الحكومة برئاسة السنيورة وباجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتنفذ اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وحصلت مواجهات عنيفة خلال الاسبوع الماضي بين انصار المعارضة والاكثرية الوزارية والنيابية في العاصمة ومناطق اخرى تسببت بسقوط سبعة قتلى.
واكد نصرالله في كلمته "تصميم المعارضة على مطالبها المحقة وعلى مواصلة حركتها الاصلاحية لبناء دولة المشاركة والتكاتف واخراج لبنان من ازماته".
وتابع "نحن مصرون على تجنب اي صدام واي فتنة ونرفض الاحتكام للسلاح ونترك للدولة والقضاء ان يحققا في احداث الثلاثاء والخميس لمحاسبة المتورطين في القتل واستخدام السلاح".
ولفت الامين العام للتنظيم اللبناني الى ان "التغطية على القتلة تأخذ لبنان الى حرب اهلية، أما معاقبة القتلة فتضمن الامن والاستقرار والتنافس السياسي بعيدا من السلاح".
ويقود حزب الله المعارضة اللبنانية مطالبا باسقاط حكومة الغالبية النيابية واجراء انتخابات نيابية مبكرة، وينظم مع حلفائه اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وشهد لبنان الاسبوع الفائت مواجهات دامية بين انصار المعارضة والحكومة في مناطق مسيحية ومسلمة اسفرت عن سبعة قتلى.
من جهة اخرى، اتهم زعيم حزب الله الولايات المتحدة بانها تريد الانتقام من حركات المقاومة في المنطقة عبر اثارة الحروب الاهلية والفتن الداخلية في العراق وفلسطين ولبنان.
وهاجم نصرالله اسرائيل معتبرا انها "اوهن من بيت العنكبوت" وقال ان "مستقبل اسرائيل هو الموت والفناء ومستقبل الامة (العربية) الحياة واستعادة المقدسات".
ويذكر هذا القول بتصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي دعا مرارا الى "ازالة اسرائيل من الخارطة".
وقال نصرالله "المخطط الاميركي للانتقام من حركات المقاومة هو الحروب الاهلية وجر حركات المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان الى التقاتل الداخلي".
وتساءل "اليس لافتا ان البلدان المهددة بحروب اهلية هي فقط تلك التي توجد فيها حركات المقاومة؟".
واوضح نصرالله ان "التحدي الاكبر امام حركات المقاومة هو تجنب الانزلاق الى الحروب الاهلية والفتن الداخلية".
واضاف "في العصر الاميركي ممنوع الانتصار ومسموح بالحياة فقط للاذلاء والخاضعين، ليسمع العالم كله اننا قوم لا نخضع ولا نذل ولا نقبل الاعتاب (...) لبنان سيكون مقبرة لاي غزاة جدد".
وجاء كلام نصرالله ردا على اتهام الرئيس الاميركي جورج بوش سوريا وايران وحزب الله بـ"زعزعة" الاستقرار في لبنان، مشددا على وجوب "محاسبة" الاطراف الثلاثة.
وقال بوش "في وقت يسعى فيه اصدقاء لبنان الى مساعدة الحكومة اللبنانية على بناء دولة حرة سيدة ومزدهرة، تعمل سوريا وايران وحزب الله على زعزعة المجتمع اللبناني (...) المسؤولون عن افتعال الفوضى يجب ان يحاسبوا".