السودان: اقتراح اميركي جديد للسلام..الامم المتحدة تحذر من مجازر في دارفور على غرار رواندا

تاريخ النشر: 19 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

في تطورات السودان قدمت الولايات المتحدة الاميركية اقتراحا جديدا للجكومة ومتمردي الجنوب لحل مشكلة المنطقة الغنية بالنفط وفي جبهة دارفور اتهمت الامم المتحدة ميليشات عربية بارتكاب مجازر تعيد الى الاذهان مذابح رواندا.  

قال مبعوث اميركي الجمعة انه طرح اقتراحا جديدا لحل نزاع حول منطقة غنية بالنفط في السودان في محاولة لانعاش محادثات تهدف لانهاء عقدين من الحرب الاهلية. 

وبموجب الاقتراح الاميركي ستمنح منطقة ابيي الغنية بالنفط وضعا خاصا بمجرد ابرام اتفاق سلام بما يعني انه سيكون لها مسؤولون تنفيذيون خاصون بها وستنتمي الى كل من الشمال والجنوب. 

ومنع الخلاف بشأن ابيي التوصل لاتفاق في احدث جولة من المحادثات بين نائب الرئيس السوداني على عثمان طه وزعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق. 

ويقول الاقتراح الامريكي ان عائدات نفط المنطقة ستقسم بنسبة 50-42 في المئة للخرطوم والمتمردين الجنوبيين على التوالي على ان يوزع الباقي على القبائل في المنطقة. 

وقال ياسر عرمان المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان "بصورة عامة فنحن نقبله لكننا لسنا راضين تماما عنه." ولم يذكر تفاصيل. 

ويتعرض طه وقرنق لضغط من المجتمع الدولي وخاصة من اجل التوصل لاتفاق قريبا لكن هذه هي المرة الاولى التي تقدم فيها الولايات المتحدة اقتراحا محددا في عملية السلام. 

وفضلا عن ابيي يمثل تقاسم السلطة مسألة اخرى تحتاج الى حل قبل ابرام اتفاق السلام الذي تأخر كثيرا. 

وقال جون دانفورث المبعوث الخاص للرئيس بوش للسلام في السودان في مؤتمر صحفي "لان ابيي ظلت موضوعا خلافيا يبدو ان هناك ازمة.. وتملي الضرورة نهجا اكثر وضوحا من جانب الولايات المتحدة." 

واضاف في مقر المحادثات في نيفاشا شمال غرب نيروبي انه "لم يحدث تحرك حقيقي ولا اجتماع حقيقي بين العقول خلال الشهرين الماضيين." 

وكان المبعوث ينقل وجهة نظر بوش بأنه كلما طالت العملية زادت امكانية انهيارها.ويتضمن الاقتراح نشر مراقبين دوليين لضمان التنفيذ الكامل للاتفاق وفي نهاية فترة مؤقتة مدتها ست سنوات يصوت سكان ابيي على ما اذا كانوا سيبقون على الوضع الخاص او ينضمون للجنوب. 

دارفور 

اما على صعيد تطورات جبهة دارفور، فقد قال مسؤول بالامم المتحدة الجمعة ان ميليشيات عربية موالية لحكومة السودان في منطقة دارفور بغرب السودان تقوم بعمليات قتل منظمة للقرويين الافارقة تعيد إلى الاذهان عمليات الابادة الجماعية التي شهدتها رواندا. 

وقال موكيش كابيلا منسق الشؤون الانسانية في السودان للصحفيين "تدور حرب شرسة تؤدي إلى انتهاك حقوق الانسان على نحو واسع يعيد للاذهان ظروفا تاريخية.. رواندا على سبيل المثال." 

وكان كابيلا الذي اختتم رحلة إلى السودان في الاونة الاخيرة يشير إلى عمليات الابادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994 والتي قتل خلالها متطرفون من الهوتو 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين خلال 100 يوم. 

وقال"الفرق الوحيد الان بين رواندا ودارفور هو عدد من ماتوا وقتلوا وعذبوا وتعرضوا للاغتصاب.. بعض الناس يستخدمون تعبير التطهير العرقي لوصف ما يجري في دارفور وأقول ان هذا ليس بعيدا.. كل العلامات المنذرة بوقوع تطهير عرقي موجودة." 

وأضاف أن أكثر من عشرة الاف شخص قتلوا منذ أن بدأت جماعتان متمردتان في دارفور تمردا ضد الحكومة في فبراير شباط عام 2003 متهمتين الخرطوم بتجاهل المنطقة وتسليح الميليشيات العربية (الجانجويد) التي نهبت القرى الافريقية. 

وزادت حدة القتال منذ انهيار محادثات السلام مع احدى الجماعتين في كانون الاول / ديسمبر عام 2003 ويقدر مسؤولو الامم المتحدة أن الحرب شردت ما يصل إلى مليون شخص مع هروب أكثر من 100 ألف لاجيء الى تشاد. وتشكك الحكومة في هذا الرقم. 

وقال كابيلا "في تقديرنا أنها الان أكبر أزمة انسانية في العالم وقد تكون أشد حرب حاليا في العالم." وأضاف أن رجال الانقاذ على الارض أبلغوا عن انتهاج سياسة الارض المحروقة بشكل منظم. 

وأشارإلى هجوم وقع في 28 شباط / فبراير على قرية الطويلة تم خلاله اغتصاب ما لا يقل عن 100 امرأة خلال بضع ساعات. واغتصبت ست فتيات أمام أبائهن الذين قتلوا فيما بعد . 

وفي نفس الهجوم قتل 75 شخصا ونهبت كل المنازل وخطفت نحو 150 امرأة و200 طفل. 

وقال كابيلا"كل المعلومات التي استطعنا الحصول عليها من خلال مراقبين على الارض (تثبت) أن الجانجويد متورطون في كثير من هذه الانشطة. 

"أناس يرتدون بزات يقومون بهذه الاشياء. لا أعرف إلى أي مدى توافق الحكومة على ذلك..سمعنا تقارير عن استخدام طائرات ومروحيات في الهجمات على القرى وتقارير عن مقتل مدنيين في تلك الهجمات"—(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن