قال أطباء محليون لرويترز إن أكثر من عشرة أشخاص أصيبوا بالرصاص في محيط الاعتصام بالعاصمة السودانية الخرطوم يوم الاثنين وإن بعضهم في حالة خطيرة.
وسُمع دوي إطلاق نار قرب وسط العاصمة في ساعة متأخرة من مساء الاثنين بعد اشتباك قوات الأمن والقوات شبه النظامية مع المحتجين الذين أغلقوا الطرق.
وكانت قوى “إعلان الحرية والتغيير”، قائدة الحراك الشعبي في السودان دعت الإثنين، إلى تنظيم مسيرات سلمية إلى أماكن الاعتصام في الخرطوم وبقية الولايات، لـ”حراسة مكتسبات الثورة”.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاما، في الحكم، وأودعته سجن “كوبر” شمالي العاصمة، تحت وطأة احتجاجات شعبية، بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
وأضافت قوى التغيير، في بيان، “يعود بقايا النظام الساقط لا محالة لمحاولاتهم الأخيرة لفض الاعتصامات، التي تمثل صمام أمان الثورة، عبر عناصرهم في جهاز أمن النظام ومليشاته وكتائب ظله”.
وتابعت “يأتي ذلك في الوقت الذي تتقدم فيه قوى الثورة نحو الانتقال إلى سلطة مدنية انتقالية تضطلع بتحقيق أهداف الثورة الظافرة”.
وقال شهود عيان، الإثنين، إن قوات “الدعم السريع” (تتبع الجيش)، تحاول بالجرافات إزالة الحواجز والمتاريس من مقر الاعتصام، أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.
وأعلنت لجنة طبية (غير حكومية) مساء الإثنين، إصابة 3 من حراس المتاريس (مدنيين) في مقر الاعتصام بطلقات نارية.
وتصاعدت الأوضاع، الأحد، في محيط مقر الاعتصام، وأغلق معتصمون شارعي النيل والمطار، مما أدى إلى تكدس السيارات، وإصابة وسط العاصمة بشلل مروري.
ونفى المجلس العسكري الانتقالي، الأحد، صحة ما يتردد عن محاولة الجيش وقوات نظامية أخرى فض الاعتصام بالقوة، لكنه شدد على ضرورة التصدي لمظاهر الانفلات خارج مقر الاعتصام.
ويعتصم آلاف السودانيين، منذ 6 أبريل/ نيسان الماضي، أمام مقر قيادة الجيش، للضغط على المجلس العسكري لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير، كما حدث في دول عربية أخرى، بحسب المحتجين.
وأعلن المجلس العسكري، الإثنين، عن “تحقيق اختراق حقيقي” في المفاوضات مع قوى التغيير. وقال إنه تم الاتفاق على “هياكل الحكم والسلطة الانتقالية”، على أن تتواصل الاجتماعات، الثلاثاء، لـ”مناقشة نسب المشاركة ومدة الفترة الانتقالية”.