أطلقت قوات الأمن السودانية، اليوم الثلاثاء، قنابل الغاز المسيل للدموع، تجاه المتظاهرين أمام القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، الرافضين للانقلاب العسكري.
وطالب آلاف المتظاهرين، الذين احتشدوا في ميادين رئيسية من مدن العاصمة الخرطوم وعدد من أقاليم البلاد، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالتنحي من منصب رئيس مجلس السيادة الانتقالي وتسليم السلطة إلى المدنيين.
وخرجت المظاهرات وسط تعزيز الوجود الأمني في المداخل المؤدية إلى القصر الرئاسي في الخرطوم وعدد من الطرقات والجسور الرئيسية، التي أغلق بعضها تماما بأسلاك شائكة وحواجز إسمنتية.
كما خرجت المظاهرات في مناطق أخرى، مثل أم درمان وبورسودان، للمطالبة بانسحاب الجيش من الحياة السياسية.
البرهان: فتح أبواب الحوار
من جانبه أكد رئيس المجلس العسكري في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية وشباب الثورة، وسط مطالبات الآلاف بتنحيه وتسليم السلطة للمدنيين.
وشدد البرهان، لدى لقائه القائم باعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم براين شوكان، على ضرورة استمرار الحوار بين الأطراف كافة للخروج ببرنامج توافق وطني لإدارة الفترة الانتقالية واستكمال هياكلها، والسير في طريق التحول الديمقراطي، وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة تأتي بحكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني.
من جانبه دعا القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم، إلى ضرورة الاستمرار في مسار التحول الديمقراطي، والإسراع في تشكيل الحكومة التنفيذية واستكمال بقية هياكل السلطة الانتقالية، وفقا لوكالة الأنباء السودانية.
استقالة حمدوك
وتأتي المظاهرات عقب يومين من استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وأعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الأحد الماضي، استقالته من منصبه، عبر خطاب مطول للسودانيين، شرح خلاله تداعيات الأزمة والأسباب التي دفعته لمغادرة المنصب، والتي من بينها عدم قدرته على التوصل لتوافق سياسي لتكملة الفترة الانتقالية.
وقال حمدوك، في خطاب الاستقالة: "قررت أن أتقدم باستقالتي وأن أرد الأمانة للشعب السوداني". وتابع رئيس الوزراء السوداني: "نلت شرف خدمة بني وطني لأكثر من عامين وخلال هذه المسيرة أصبت أحيانا وأخفقت أحيانا أخرى".
وحذرت الولايات المتحدة والنرويج وعدد من البلدان الأوروبية والأمم المتحدة، من استخدام القوة ضد المحتجين، بعد مقتل 56 شخصا في المسيرات السلمية المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وقال مجلس السيادة السوداني، الإثنين، إنه يعمل على اختيار رئيس جديد للوزراء لتشكيل حكومة ذات مهام محددة، لكن مراقبين يشككون في جدوى الخطوة في ظل التصعيد الحالي للشارع الذي يرفض أي صيغة تفاوضية مع الشق العسكري.
الأمم المتحدة
وقالت الأمم المتحدة إن الأزمة السياسية في السودان والتي احتدمت في السودان بعد الإجراءات التي أعلنها الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، تهدد بمزيد من عرقلة التقدم المحرز بعد "ثورة ديسمبر" التي أطاحت نظام الرئيس السابق عمر البشير.
وأشار فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، إلى القلق إزاء عدد القتلى والجرحى من المدنيين في سياق الاحتجاجات المستمرة.
وحث بيرتس قوات الأمن السودانية على التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي والتمسك الصارم بحقوق المتظاهرين في حرية التعبير والتجمع السلمي.
ومنذ إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في الخامس والعشرين من أكتوبر، حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء اندلعت موجة من الاحتجاجات الشعبية أدت إلى مقتل وإصابة المئات بالرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع.