اعلن عضو مجلس الحكم ابرهيم الجعفري ان اجراء انتخابات جزئية في العراق قد تكون من ضمن الحلول التي يمكن اللجوء اليها اذا تبين استحالة اجراء انتخابات عامة، فيما اكد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان التحالف لن "يملي مستقبل" العراق. ياتي ذلك بينما اعلنت هيئة علماء المسلمين السنة، وزعماء الاكراد، معارضتهم اجراء انتخابات في هذه المرحلة.
وقال الجعفري في مؤتمر صحافي عقده الاربعاء في قصر المؤتمرات "اذا انتهت الامم المتحدة الى ان الانتخابات مستحيلة حاليا واقتنع العراقيون المعنيون بذلك، فالاحتمالات مفتوحة وهناك مجموعة من الحلول ومنها الانتخاب الجزئي".
وشرح الجعفري ان آلية الانتخابات الجزئية التي قد يصار الى اللجوء اليها تعتمد على تحديد شرائح معينة في كل مدينة واجراء الانتخاب ليس بشكل مفتوح بل على اساس تحديد مواصفات للاشخاص الذين يشاركون فيها.
وقال الجعفري ان هناك العديد من الحلول يمكن تطبيقها مشددا على ان باب الاحتمالات مفتوح.
وردا على سؤال حول ما اذا كان المرجع الشيعي علي السيستاني سيرضى برأي لجنة الامم المتحدة في حال رأت ان اجراء الانتخابات مستحيل حاليا، قال الجعفري "يفترض ان يكون لدى اعضاء وفد الامم المتحدة الخلفية الفنية والسياسية ليتمكنوا من فهم الوضع في العراق كما يفترض ان تنتدب الجهات العراقية من ترى فيه هذه المواصفات".
واضاف "اذا كان الحوار على هذا المستوى، فان احد الطرفين سيقتنع برؤية الاخر مهما كانت النتيجة". وشرح الجعفري "بالنسبة لنا في مجلس الحكم، الانتخابات مبدأ يتفق عليه الجميع على انه اساس بناء العراق الجديد ولكن الاختلاف هو حول مدى ملاءمة الظروف الحالية لاجراء انتخابات".
واضاف "هناك فريق (في مجلس الحكم) يعتقد ان الانتخابات غير ممكنة في الظرف الحالي وفريق اخر يقول انه بالامكان اجراءها على اساس البطاقة التموينية وانا اؤيد هذا الرأي".
وتابع "يجب عدم تصوير القضية على اساس من هو مع السيستاني ومن هو ضده مشددا على عدم وجود حالة استقطاب حول من يؤيد ومن يعارض السيستاني".
وردا على سؤال حول موقفه من الجدل الحالي حول الفدرالية، قال الجعفري ان الفدرالية مبدأ مشروع ومطبق في الكثير من الدول ولكن يجب ان تنجب الفدرالية من العملية الديموقراطية لكي تكون راسخة. واضاف "نحتاج الى اجواء تحفظ الفدرالية على المدى البعيد لكي لا تقوم بسرعة وتنهار بسرعة معتبرا ان اعتماد الفدرالية يجب ان يتم وفق اجندة لكي نحافظ على جوهر العملية".
سترو: لن نملي مستقبل العراق
وفي سياق متصل، اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان التحالف الذي تقوده واشنطن لن "يملي مستقبل" العراق.
وقال وزير الخارجية البريطاني في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا "ان مهمتنا لا تقضي باملاء مستقبل العراق بل بدعم التوافق داخل الرأي العام العراقي".
واعرب سترو عن الامل بان تؤدي العملية الانتخابية الجارية الى تشكيل "حكومة فدرالية اكثر استقرارا ومعترفا بها دوليا (..) حكومة تحترم تنوع الشعب العراقي".
ولم يرد سترو بوضوح على سؤال عما اذا كان التحالف يخشى تشكيل حكومة يسيطر عليها الشيعة الذين يمثلون 60% من سكان العراق، مكتفيا بالقول "احيانا ينتصر اشخاص لا تريدونهم ان ينتصروا، هذه هي الديموقراطية".
وتاتي تصريحات سترو في وقت اكدت فيه هيئة علماء السنة المسلمين في العراق معارضتها لاجراء انتخابات في الوقت الحاضر في هذا البلد.
واعتبرت الهيئة في بيان الاربعاء، ان اي انتخابات في ظروف البلاد الحالية تحت الاحتلال لن تكون نزيهة.
وقال البيان ان الهيمنة الكاملة على البلد لسلطات الاحتلال وما لديها من امكانات واساليب ما يمكنها من تسيير الانتخابات لمصالحها الخاصة.
واضاف ان الهيئة تتابع الجدل الدائر بين بعض الاطراف العراقية وقوات الاحتلال حول ما يسمى بكيفية نقل السلطة بالانتخابات او بالتعيين.
واكدت الهيئة في بيانها انها مع الانتخابات اذا توفرت لها الظروف والشروط الموضوعية لضمان نجاحها ونزاهتها وتمثيلها العادل ولكل فئات الشعب ومكوناته.
ورأت الهيئة ان هناك اطرافا وفئات سياسية استفادت من التعامل مع سلطات الاحتلال وجمعت كثيرا من الاوراق التي يمكن لها ان تستخدمها في الانتخابات المقترحة لتفوز بنتائجها ان هي اجريت
من جهة اخرى اعلن العضو الكردي في مجلس الحكم الانتقالي في العراق محمود عثمان ان الاعضاء الاكراد الخمسة في مجلس الحكم يعارضون اجراء الانتخابات في الوقت الحالي في العراق.
وقال عثمان ان المجموعة الكردية في مجلس الحكم تعارض اجراء انتخابات في الوقت الراهن نظرا لوجود عراقيل وصعوبات عديدة امامها كغياب السيادة الوطنية وتدهور الاوضاع الامنية في الكثير من ارجاء العراق وعدم وجود احصاء سكاني دقيق من قبل جهة معترف بها حاليا
واوضح ان النظام البائد سلب الجنسية من اكثر من مليون عراقي وان ثلاثة ملايين عراقي ما زالوا يعيشون في خارج الوطن.
واشار عثمان الى ان مجلس الحكم سيبدأ في الاسبوع المقبل وبعد عودة وفد المجلس من نيويورك مناقشات جدية وحاسمة حول الفدرالية وتحديد مفهومها.
السيستاني "مرتاح جدا"
وفي هذه الاثناء ،اكد نور الدين الواعظ المدير الاعلامي لمكتب اية الله علي السيستاني انه "مرتاح جدا" لنتائج اجتماعات نيويورك بين مجلس الحكم الانتقالي والامم المتحدة.
وقال الواعظ "نحن مرتاحون جدا لنتائج اجتماعات نيويورك والشعب العراقي هو ايضا مرتاح لان ماتحقق سيساعد على تحقيق الانتخابات الحرة والنزيهة والديموقراطية وبأشراف الامم المتحدة". واضاف ان "اجراء هذه الانتخابات سيجلب الاستقرار والامن للبلاد وسيشكل حكومة عراقية وطنية وستعود السلطة الى العراقيين شيئا فشيئا وسوف ترحل قوات الاحتلال بسلام".
واضاف ان "رأي سماحته بالانتخابات واضح جدا وهو ضرورة اجراء هذه الانتخابات بأشراف الامم المتحدة وبالاعتماد على البطاقة التموينية وبقية القضايا الاخرى وبمشاركة جميع العراقيين في الداخل والخارج الموجودين في دول اوروبا واميركا واللاجئين".
واوضح الواعظ ان "السيد السيستاني يطالب بعراق موحد يستظل بظله جميع العراقيين مسلمين ومسيحيين عربا واكرادا وتركمانا سنة وشيعة".
يذكر ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان كان قد اعلن في مؤتمر صحافي عقده في ختام لقاء مع الحاكم الاميركي المدني للعراق بول بريمر وعدد من اعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي انه لا يزال بحاجة الى معلومات فنية اضافية قبل اتخاذ قرار ارسال بعثة الى العراق تدرس امكانية اجراء الانتخابات.
وباتت مسالة عودة الامم المتحدة الى العراق مسالة ملحة بالنسبة لقوات التحالف بعد اصرار السكان الشيعة وخصوصا زعيمهم الديني اية الله العظمى علي السيستاني على اجراء انتخابات عامة ورفض تعيين مجلس تمثيلي انتقالي عراقي كما هو وارد في اتفاق الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر.
وامام اصرار السيستاني طلب الاميركيون من انان ان يرسل بعثة الى العراق لدرس امكانية اجراء انتخابات عامة قبل ايار (مايو) المقبل.—(البوابة)—(مصادر متعددة)