حذر المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني القوات الاميركية من دخول النجف، فيما لم يستبعد القادة الاميركيون استخدام القوة ضد مليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتحصن في المدينة، واكدوا انه سيتم زيادة عدد قواتهم في هذا البلد.
وقالت مصادر شيعية دينية وسياسية الخميس إن السيستاني حذر الولايات المتحدة من دخول مدينة النجف لتعقب الصدر.
وقال مصدر كبير لرويترز "طلب اية الله من الاعضاء الشيعة في مجلس الحكم العراقي ابلاغ الاميركيين بأن النجف خط أحمر."
ودعا السيستاني من قبل الى احترام القانون والنظام وحرمة الاماكن الشيعية المقدسة في العراق لكنه أحجم عن التعليق مباشرة على انتفاضة انصار الصدر من الشيعة.
وقال مصدر كبير اخر في النجف ان السيستاني لا يريد الاساءة الى هيبته الدينية بأن يبدو في صورة المتدخل في تفاصيل عارضة مثل كيفية التعامل مع الصدر لكنه أوضح في أحاديث خاصة معارضته القوية لدخول القوات الاميركية للنجف.
وأضاف المصدر "المؤسسة الدينية في النجف تعارض بحزم أي عمل عسكري أميركي في المدينة"
وكان قائد القوات الاميركية في العراق ريكاردو سانشيز اعلن في وقت سابق الخميس، ان استخدام القوة ضد ميليشيا جيش المهدي التابع للصدر "ليس مستبعدا".
وقال سانشيز خلال مؤتمر صحافي "لا يمكننا استبعاد استخدام القوة في مواجهة العصيان الذي يقوم به رجال مقتدى الصدر".
وصدرت بحق الصدر مذكرة توقيف في اطار التحقيق في مقتل رجل الدين عبد المجيد الخوئي في النجف السنة الماضية.
وباتت قوات التحالف تعتبر مقتدى الصدر خارجا على القانون منذ بدء المواجهات التي خاضها مقاتلو ميليشيا جيش المهدي في بعض المدن الشيعية جنوب العراق وفي بغداد ضد قوات التحالف في الثالث من نيسان/ابريل.
زيادة عدد القوات الاميركية
وفي غضون ذلك، اكد رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز انه سيتم زيادة عدد قوات بلاده في العراق نظرا الى "التحديات الامنية الكبيرة".
وقال الجنرال مايرز خلال مؤتمر صحافي في بغداد انه سيتم زيادة "القدرات" العسكرية في العراق تماشيا مع مطالب قادة العمليات وفي ضوء "التحديات الامنية الكبيرة (التي) يتعين التصدي لها".
من جهة ثانية اكد مايرز ان مقاتلين اجانب يتسللون من سوريا وايران الى العراق.
وقال "نعرف ان كثيرين منهم يأتون على وجه التأكيد عبر سوريا (..) واخرون عبر الحدود الايرانية".
واضاف "امام التحديات الكثيرة التي يواجهها الشعب العراقي من اجل بناء عراق افضل، فان اخر ما نحتاج اليه هو ان تمارس دول في الجوار تأثيرها سعيا الى ترويج او حماية مصالحها الخاصة".
وتابع "هذا ببساطة امر غير مقبول".
ضد قوات التحالف في الثالث من نيسان/ابريل.
اجلاء 3 آلاف فلبيني
الى ذلك، أصدرت رئيسة الفلبين جلوريا ماكاباجال أرويو أوامرها لمسئولين الخميس باعداد خطط طواريء لاجلاء نحو ثلاثة الاف فلبيني أغلبهم من العاملين في العراق في الوقت الذي تدهورت فيه الحالة الامنية هناك.
ولكن أرويو وهي واحدة من أشد حلفاء واشنطن في الحرب بالعراق قالت انها قررت الابقاء على وحدة صغيرة من قوات حفظ السلام والعاملين في المجال الانساني بالعراق في الوقت الراهن.
وقتلت جماعة عراقية لم تكن معروفة من قبل رهينة ايطاليا وسط موجة من حوادث الخطف التي شملت الاجانب من عشرات الدول هذا الشهر في أعنف فترة يمر بها العراق منذ الاطاحة بصدام حسين قبل عام. وذكرت أرويو الاربعاء أنها تفكر في سحب مئة جندي فلبيني وعمال الاغاثة الانسانية من العراق فيما يرى محللون أنه محاولة للحد من الضغوط السياسية قبل الانتخابات التي تجرى في العاشر من ايار/مايو.
وصرحت للصحفيين خلال الحملة الانتخابية جنوبي العاصمة مانيلا "نحن نساند شركاءنا في التحالف في بناء مجتمع امن وديمقراطي في العراق".
وفي بيان قالت أرويو ان وزارة الخارجية شكلت فريقا لتحديد أماكن كل الفلبينيين لضمان سلامتهم في العراق والاعداد لعملية اجلاء محتملة أو لتغيير مواقعهم.
وحثت كل الفلبينيين في العراق على تسجيل أسمائهم حتى ان لم تكن شركات التشغيل الفلبينية تغطي عقودهم.
ومضت تقول "حماية مواطنينا في العراق تمثل تحديات فريدة. سنواجه تلك التحديات ونفعل ما هو لازم لتحقيق أهدافنا".—(البوابة)—(مصادر متعددة)