النرويج تؤكد صحة فيديو ذبح السائحتين والمغرب يعتقل 9 مشتبهين اخرين بالجريمة

تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2018 - 01:50 GMT
الشرطة النرويجية تؤكد صحة فيديو ذبح السائحتين في المغرب
الشرطة النرويجية تؤكد صحة فيديو ذبح السائحتين في المغرب

اعلنت السلطات المغربية الجمعة اعتقال تسعة اشخاص آخرين للاشتباه بصلتهم بقضية ذبح سائحتين إسكندنافيتين بمنطقة جبال أطلس يوم الإثنين الماضي، فيما قالت الشرطة النرويجية إن مقطع فيديو يظهر قتل السائحتين حقيقي على الأرجح.

وقال بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية إنه تم اعتقال تسعة أشخاص بمدن مراكش والصويرة وسيدي بنور وطنجة واشتوكة آيت باها "للاشتباه في ارتباطهم بمرتكبي العمل الإرهابي الذي كانت ضحيته سائحتان أجنبيتان من جنسية نرويجية ودنمركية". وأشار البيان إلى أن الاعتقالات تمت يومي الخميس والجمعة.

وأضاف البيان أن القبض على المشتبه بهم التسعة يأتي في سياق "التحريات الدقيقة التي يباشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة بغرض الكشف عن جميع ظروف وملابسات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية وتحديد دوافعها وارتباطاتها بعمل إرهابي".

وعُثر يوم الإثنين على جثتي الدنمركية لويسا فستراجر جيسبرسن (24 عاما) والنرويجية مارين يولاند (28 عاما) مذبوحتين في منطقة معزولة قرب إمليل على الطريق إلى قمة توبقال وهي أعلى قمة في شمال أفريقيا ومقصد شهير لتسلق الجبال.

وكانت السلطات قد اعتقلت أربعة أشخاص آخرين على خلفية مقتل السائحتين.

وقال بيان للنيابة العامة المغربية يوم الخميس إن هؤلاء الأربعة بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية وزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبل تنفيذ الجريمة.

كما أكدت صحة التسجيل المصور المتداول على وسائل التواصل الإجتماعي والذي يظهر فيه الأربعة يتوعدون بالإنتقام وشن هجمات على المغرب.

وقال بيان السلطات يوم الجمعة إنها عثرت لدى اعتقال الأشخاص التسعة على "معدات إلكترونية وبندقية صيد غير مرخصة وأسلحة بيضاء ومنظار وسترة عسكرية ... بالإضافة إلى كمية من المواد المشبوهة التي يحتمل استخدامها في صناعة وإعداد المتفجرات".

وأضاف البيان انه تم الإبقاء على المشتبه بهم رهن الإعتقال "على خلفية البحث المتواصل في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط".

وفي سياق متصل، قالت الشرطة النرويجية يوم الجمعة إن مقطع فيديو يظهر قتل السائحتين حقيقي على الأرجح.

وقالت شرطة النرويج إن مقطع فيديو آخر جرى تداوله على الإنترنت لجريمة القتل يبدو حقيقيا.

وذكر مكتب التحقيق الجنائي الوطني في النرويج في بيان "فيما يتصل بتقييم الفيديو الذي يظهر عملية القتل.. ما زال هناك حاجة لاستكمال بعض عمليات التحليل الفني والتقييم".

وأضاف "لكننا ما زلنا نعتقد أنه لدينا أسباب للقول إنه حتى الآن لا يوجد أي شيء ملموس يظهر أن هذا الفيديو غير حقيقي".

ولم يتسن الاتصال بالشرطة النرويجية للحصول على مزيد من التعليقات بينما قالت شرطة الدنمرك إنها ما زالت تفحص الفيديو.

الصحف المغربية تندد
تصدّرت عبارات "الهمجية" و"الغضب" والخزي" عناوين الصحف المغربية الرئيسية الصادرة الجمعة، بعد جريمة قتل السائحتين.

وندّدت صحيفة "الأحداث المغربية" اليومية تحت عنوان "الهمجيّة التي تعيش بيننا" بما اعتبرته "الفكر الجهادي التكفيري" الذي "ينتشر ويمتد" في المغرب وبـ"نخب فقدت قدرتها على التدخل".

وأشارت صحيفة "ليكونوميست" الصادرة بالفرنسية إلى "قتلة يشعروننا بالخزي" واصفة الجريمة بأنها "صدمة رهيبة للجميع".

وأوردت الصحيفة أن "المغاربة غاضبون" وقد نكّست شعارها بالأسود حدادا.

من جهتها اعتبرت صحيفة "الصباح" أن "الجريمة الهمجية" تدفع إلى "إخضاع المقاربات التي نهجها المغرب للقضاء على الإرهاب منذ أحداث 16 أيار/مايو إلى أعادة ترتيب الأولويات".

وشهدت المملكة في 2003 اعتداء انتحاريا في الدار البيضاء أوقع 33 قتيلا.

واعتبرت الصحيفة أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي.

وبحسب صحيفة "ليكونوميست" فإن "الرأي العام يطالب بالثأر" و"يطلب إنزال عقوبة الإعدام"، مشيرة إلى عرائض بهذا الشأن يتم تدولها على شبكات التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من مواصلة القضاء المغربي إصدار أحكام بالإعدام لكن تطبيقها قد توقّف منذ 1993 وسط جدل قائم حول إلغاء العقوبة.

وتخوّفت الصحف المغربية من تداعيات محتملة للجريمة على القطاع السياحي.

وتمثل السياحة 10 بالمئة من ثروة البلاد، وهي ثاني قطاع يوفر فرص عمل بعد الزراعة.

وبالإضافة إلى الاعتداء الانتحاري في الدار البيضاء، شهد المغرب الذي ينشط في مكافحة الإرهاب، اعتداء آخر في مراكش في 2011 أوقع 17 قتيلا.