الصحف البريطانية تحمل على تقرير هاتن

تاريخ النشر: 29 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قالت الصحف البريطانية اليوم أن القاضي اللورد هاتن الذي قام بالتحقيق في انتحار الخبير التسلح ديفيد كيلي متهم بانه خنق القضية لكي يبريء ساحة حكومة توني بلير ويحمل هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) المسؤولية. 

وكتبت صحيفة "ديلي ميل" (يمين) أن التقرير الذي كان البريطانيون ينتظرون بفارغ صبر ونشر الاربعاء "سبب شكوكا واسعة" متساءلة في عنوان رئيسي على صفحتها الأولى "اي عدالة". 

وقالت الصحيفة نفسها أن اللورد هاتن "يقدم خدمة سيئة للشعب البريطاني". وقد اقحمت البي بي سي كمؤسسة اعلامية بشدة في الازمة واضطرت رئيسها غيفين ديفيس إلى الاستقالة بعد الانتقادات القاسية التي وجهها هاتن لهذه المؤسسة الاعلامية الكبرى في بريطانيا. 

وكان هاتن اعتبر أن ما ذهبت اليه البي بي سي بشان تقارير الاستخبارات والمبالغة في تضخيم الخطر العراقي لتبرير غزو العراق في 20 اذار/مارس الماضي "لا يستند إلى اي اساس". 

وكتبت "ديلي ميل" انه "مشهد بائس حيث يستقيل رئيس بي بي سي فيما يزهو منتصرا الستار كامبل .. هل هذا يخدم المصحلة الفعلية للحقيقة؟". وكان كامبل يشغل مدير العلاقات في مكتب بلير واحد الاطراف الرئيسيين في المعركة الشرسة التي دارت بين الحكومة البريطانية والبي بي سي عندما انتحر ديفيد كيلي في تموز/يوليو الماضي. وفي صحيفة "ديلي ميرور" الشعبية اتهم الصحافي بول روتليدج القاضي هاتن بانه "خنق القضية لمصلحة القيادة". 

واعتبرت الصحيفة أن البي بي سي خرجت "مهانة" من القضية مشيرة إلى أن القضية الرئيسية وهي مسالة وجود أسلحة دمار شامل عراقية لم تحسم. ورأت صحيفة "ديلي اكسبرس" أن "خنق القضية ترك الكثير من علامات الاستفهام عالقة دون اجابات". 

وتحدثت على سبيل المثال هل كان من حق الحكومة أن تعلن الحرب طالما "لم يكن هناك أسلحة دمار شامل" في العراق وذلك دون أن الاخذ في الاعتبار قضية اخرى شائكة هي ما ذكر عن قدرة صدام حسين على شن هجوم قاتل بالأسلحة الكيميائية خلال 45 دقيقة. 

وكان الصحافي اندرو غيليغان اتهم الحكومة البريطانية في برنامج اذيع في ايار/مايو الماضي بانها تلاعبت في ملف حول العراق مؤكدة أن بغداد قادرة على نشر أسلحة كيميائية خلال 45 دقيقة. 

وتساءلت صحيفة "اندبندنت" ايضا في صفحتها الأولى "هل خنقت المسالة لمصلحة القيادة". وقالت إن استنتاجات اللورد هاتن "ظالمة بشكل ملفت" وتعزز ضرورة "التحقيق المستقل بشان فشل الاستخبارات الذي قاد البلاد إلى حرب لا يمكن تبريرها". اما صحيفة "الغارديان" اليسارية فرأت أن غيليغان "كان على حق اكثر مما كان على خطأ" في برنامجه. 

وقالت انه "على الصحافيين في البي بي سي أن يواصلوا عملهم في التحقيقات وطرح الاسئلة المزعجة والتسبب في المشاكل". ووصفت الصحيفة تقرير هاتن بانه "ساذج". 

وتابعت أن الحكومة اعفيت ربما من مسؤولية انتحار كيلي "لكن ذلك لا يعني انها كانت نزيهة بشان العراق". واجمعت الصحف تقريبا على أن اللورد هاتن سلط الاضواء على البي بي سي بدلا من تسليطها على الحكومة.