الصدر يدعو للتصعيد وبريمر يتوعد: مقتل 8 جنود اميركيين وسلفادوري و20 عراقيا في مواجهات بغداد والنجف

تاريخ النشر: 04 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

شهد العراق يوم امس يوما داميا تمثل بمقتل اكثر من 20 عراقيا من اتباع مقتدى الصدر و8 جنود اميركيين وسلفاوري واحد في المواجهات التي شهدها البلاد امس وطالب المرجع الشاب انصاره بالتصعيد، فيما دعا آية الله علي السيستاني للهدوء وندد مسعود البرزاني بالمتظاهرين اما بول بريمر فتوعد المتظاهرين. 

وقال ناطق عسكري اميركي ان 7 جنود اميركيين قتلوا واصيب 20 آخرين في المواجهات التي شهدها محيط مكتب الصدر  

وفي وقت سابق اعلن عن مصرع جندي اميركي في النجف وآخر من القوة السلفادورية. 

وحسب التقارير فقد قتل عراقيان في هذه المواجهات حيث حاولت قوات الاحتلال الاميركي اقتحام مكتب الشهيد الصدر. 

اقتحام مكتب الشهيد الصدر 

وقالت الانباء ان قوات كبيرة اميركية اقتحمت مكتب الشهيد الصدر في مدينة الصدر بالعاصمة بغداد. 

وقال الشيخ عبد الهادي الدراجي ممثل المكتب في بغداد إن شخصين على الأقل قتلا وجرح سبعة آخرون في المواجهات التي دارت أثناء الاقتحام. 

وحذر الدراجي من عواقب تصرفات جنود الاحتلال في العراق التي قال إنها تهدد باندلاع ثورة مسلحة. 

واستنكر في تصريح لقناة الجزيرة القطرية موقف مجلس الحكم العراقي الذي أدان مقتل أربعة أميركيين بالفلوجة الأربعاء الماضي في حين التزم السكوت عن مقتل المدنيين العراقيين. 

يأتي هذا التطور بعد أن توعد الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر بمعاقبة أنصار مقتدى الصدر على أعمال العنف الدموية التي وقعت في مدينة النجف  

وهدد بأن قوات الاحتلال لن تتسامح مع المتظاهرين الذين قال إنهم "تجاوزوا الحدود"، مشيرا إلى أن للعراقيين الحرية في التعبير عن رأيهم "ولكن بشكل مسؤول". 

كما ندد الرئيس الحالي لمجلس الحكم الانتقالي في العراق مسعود بارزاني بلجوء أنصار الزعيم الصدر إلى القوة أثناء مظاهراتهم المناهضة للاحتلال في النجف. 

وقال إن من حق العراقيين التعبير عن آرائهم عبر الوسائل السلمية, "إلا أن اللجوء إلى العنف مرفوض من قبل كل العراقيين 

الصدر يدعو للتصعيد والسيستاني للهدوء 

دعا الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر أتباعه إلى ترويع العدو المحتل بعد أن قال إن الاحتجاجات السلمية لم تعد مجدية. 

وجاء في بيان وزعه مكتب الصدر في الكوفة جنوب بغداد "أرهبوا عدوكم فإن انتهاكاته لا يمكن السكوت عليها وإلا وصلنا إلى ما لا تحمد عقباه". 

من جانب آخر دعا المرجع الشيعي البارز في العراق آية الله علي السيستاني إلى التهدئة.  

القوات الاميركية تؤكد اعتقال اليعقوبي 

وقد اكد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق يوم الاحد انه يحتجز مصطفي اليعقوبي مساعد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر فيما يتعلق بقتل رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي العام الماضي. 

وقال مسؤول بارز في التحالف للصحفيين "اعتقلته (اليعقوبي) قوات التحالف فيما يتعلق بقتل الخوئي". 

واضاف انه صدر كذلك 25 امر اعتقال اخر فيما يتعلق بقتل الخوئي. وهناك 13 شخصا من المشتبه بهم قيد الاحتجاز. واوضح انه لم تكن هناك مقاومة للاعتقال. 

وقتل الخوئي في ضريح الامام علي بالنجف في ابريل نيسان 2003 على يد حشد من الدهماء. وقتل ايضا في الحادث احد مساعديه. والقى رجال دين بارزون عندئذ باللوم في قتلهما على جماعة لها صلة بالصدر. ونفت جماعة الصدر الاتهام. 

وقد قتل الخوئي بعد ايام من عودته من المنفى بعدما فرضت القوات الاميركية سيطرتها. وقال مؤيدون انه كان يساعد الاميركيين على اعادة النظام في المدينة التي تقع على بعد 160 كيلومترا جنوبي بغداد. 

تظاهرات وقتلى وجرحى في النجف وبغداد  

قال رئيس سلطة التحالف في العراق، بول بريمر، إن المتظاهرين من أنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، قد تجاوزوا الحدود. وقال إن ممارسات المتظاهرين لا يمكن التسامح معها 

وتفيد التقارير الواردة من مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة ان مواجهات دامية دارت بين انصار المرجع الشيعي الشاب مقتدى الصدر وقوات الاحتلال اسفرت عن مقتل 20 عراقيا واصابة اكثر من 200 اخرين بجروح فيما اعلنت وزارة الدفاع الاسبانية عن مصرع جندي اميركي واخر من السلفادور متراجعة بذلك عن بيان سابق صدر عنها تحدث عن مصرع 4 من الجنود السلفادوريين في النجف. 

وفيما يعتكف المرجع الشيعي في مسجد الكوفة وتقول التقارير ان القوات أطلقت النار من اتجاهات متعددة وان عددا من الجرحى لحقت بهم اصابات خطيرة مما أثار اشتباكات بين القوات وأعضاء من "جيش المهدي" وهو ميليشيا موالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.  

وقال الشهود ان القوات أطلقت النار عندما حاول الاف المحتجين اقتحام قاعدة للتحالف على مشارف المدينة. والقاعدة مقر لقوات من أسبانيا والسلفادور ودول أخرى تتحدث الاسبانية. واشارت المعلومات الى ان المتظاهرين سيطروا على مراكز للشرطة العراقية في المدينة  

وهرعت سيارات الاسعاف للموقع. ونقل العراقيين بعض الجرحى للمستشفيات بسياراتهم الخاصة نظرا لقلة عدد سيارات الاسعاف.  

وكان أنصار الصدر نظموا عدة مسيرات الاسبوع الماضي احتجاجا على اغلاق صحيفة الحوزة الناطقة بلسان الصدر. واتهمت سلطات الاحتلال الصحيفة بالتحريض على العنف ضد القوات الاميركية.  

كما احتج الشيعة بغضب في الايام الاخيرة بسبب اعقال مصطفي اليعقوبي احد مساعدي الصدر الذي يقولون ان قوات الاحتلال اعتقلته في النجف يوم الجمعة.  

ونفت القوات الاسبانية المسؤولة عن الامن في المنطقة المحيطة بالنجف اعتقال اليعقوبي لكنها أفادت يوم الاحد ان قوات اخرى في التحالف ربما تكون القت القبض عليه.  

وأصبحت ميليشيا الصدر "جيش المهدي" التي تشكلت العام الماضي تتحرك بشكل علني وعدائي بشكل متزايد في الاونة الاخيرة.  

واضافة الى المظاهرات في النجف والكوفة تجمع الاف من أنصار الصدر في العاصمة ومدينة البصرة الجنوبية يوم الأحد.  

وفي بغداد ردد متظاهرون هتافات معادية للاميركيين عند مدخل مقر قوات الاحتلال وميدان الفردوس الذي أسقطت فيه القوات الاميركية تمثال صدام حسين قبل عام في مشهد مثير. وقال الجيش الاميركي انه أغلق مداخل المنطقة المعروفة باسم "المنطقة الخضراء" كاجراء وقائي.  

وحمل المتظاهرون في ميدان الفردوس نعش اثنين من المتظاهرين قالوا انهما قتلا برصاص اميركي خلال احتجاج مساء السبت. وقال متحدث عسكري اميركي انه لا يعرف شيئا عن هذا الحادث.  

وكانت المساجد الشيعية دعت عبر مكبرات الصوت الاحد انصار مقتدى الصدر الى الاضراب العام في مؤسسات الدولة والمدارس احتجاجا على اعتقال احد مساعديه مصطفى اليعقوبي.  

وقالت المساجد في دعواتها الى ابناء شعب العراق المخلصين، انه "تقرر اجراء اضراب عام في جميع مؤسسات الدولة والمدارس احتجاجا على اعتقال رجال الدين الغيارى من قبل قوات الاحتلال. ودعت المساجد انصار الزعيم الصدر الى "عدم التقصير والتجاوب مع هذه الدعوة.  

ودعت المساجد منتسبي جيش الامام المهدي التابع لمقتدى الصدر الى الحضور حالا الى مسجد وحسينية محسن الحكيم في مدينة الصدر. وكانت حركة الصدر نظمت السبت عرضا "لجيش المهدي" في مدينة الصدر شارك فيه نحو 15 الف عنصر غير مسلحين من هذه الميليشيا، حسبما ذكر الشيخ قيس الخزعلي المسؤول عن مكتب الصدر في بغداد.  

انفجار سيارة في كركوك  

وفي كركوك المدينة الشمالية انفجرت سيارة مفخخة اسفرت نتائجها عن اصابة ثلاثة عراقيين اضافة الى اصابة اثنين من الجنود الاميركيين 

وقالت الشرطة العراقية ان مهاجما فجر نفسه داخل سيارة قرب جنود أميركيين كانوا يراقبون احتجاجا حاشدا بمدينة كركوك يوم الاحد  

وقال تورهان عبد الرحمن قائد شرطة كركوك ان هناك ثلاثة أطفال بين الجرحى العراقيين. وأضاف أنه عثر داخل حطام السيارة على أشلاء من جثة المهاجم. 

وصول الإبراهيمي 

وتتزامن هذه التطورات مع وصول الأخضر الإبراهيمي المندوب الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى بغداد على رأس وفد من الهيئة الدولية. 

وكان الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في كربلاء, قد أعلن أن المرجعية لن تكون طرفا في أي حوار أو مناقشات مع وفد الأمم المتحدة إلا بشروط 

—(البوابة)—(مصادر متعددة)